الشغب والمشرفون والفيسبوك!

حفلت الأدوار القليلة الماضية من عمر الدوري الممتاز ببعض الحالات السلبية التي تؤشر بشكل واضح تنامي ظاهرة الشغب في ملاعبنا ووصولها إلى منعطفات خطيرة باتت تشكل تهديداً فعلياً للكرة العراقية وتنذر بوقوع كارثة حقيقية. ولأن الوقاية خير من العلاج كما يقال فان علينا وبدلاً من التفكير بكيفية مواجهة الظاهرة عند وقوعها أن نفكر بوضع المعالجات اللازمة للأسباب التي تدفع باتجاه الشغب، وقد لاحظنا مؤخراً ان اللاعبين والمدربين هم أهم الأسباب التي تحول مدرجات الملاعب إلى قنابل موقوتة جاهزة للانفجار في أي لحظة تكون فيها النتيجة سلبية بنظر الجمهور. فالحركات والتصرفات التي يقوم بها بعض المدربين داخل المنطقة الفنية ويبدون فيها انزعاجهم بصورة مستمرة من القرارات التحكيمية ترسل رسائل عاجلة إلى الجمهور المتواجد على المدرجات يستشعر من خلالها بالظلم والحيف وبالتالي يصب جام غضبه على الحكم وينهال عليه بالألفاظ النابية والكلام الجارح وفي أحيان كثيرة يحاصره داخل الملعب ويمنعه من التوجه إلى المنازع بعد نهاية المباراة بعد أن يرشقه بكل ما في متناول اليد!. لذلك نأمل من مشرفي المباريات التحلي بالشجاعة الكافية وتدوين كل ما يدور من أحداث في تقاريرهم والتوصية بمعاقبة مثيري الشغب من المدربين. أما السبب الاخر والذي أخذ بالاتساع كثيراً خلال المدة الأخيرة فيتمثل بالاستخدام السلبي لمواقع التواصل الاجتماعي من قبل اللاعبين الذين هبطوا بلغة الخطاب إلى أدنى المستويات وراحوا يزرعون الفتن والتفرقة بين جماهير الأندية من خلال منشوراتهم التي تثير الحقد والكراهية سيما وان هنالك فئة كبيرة من الجمهور بأعمار المراهقة وقد تدفعهم مثل هذه المنشورات التي تصدر من نجوم متأثرين بهم إلى هاوية التعب الأعمى الذي لن تجن منه كرتنا إلا المشاكل، لذلك نطالب إدارات الأندية بتحذير لاعبيها من مغبة مثل هذه المواضيع التي تهاجم فرقا أخرى كما ونتمنى من الاتحاد تشكيل لجنة لمتابعة ما ينشره اللاعبون على المواقع الالكترونية وفرض غرامات مادية ومعنوية بحق من يسيء إلى أي طرف في المنظومة الكروية لكي نقطع دابر أفعى التعصب الذي اذا ما لدغنا فان كرتنا لن تتعافى من تأثير سمومه بسهولة، ولنا بمجزرة ملعب بور سعيد في مصر خير شاهد ومثال.
 http://beladitoday.com/?iraq=%C7%E1%D4%DB%C8-%E6%C7%E1%E3%D4%D1%DD%E6%E4-%E6%C7%E1%DD%ED%D3%C8%E6%DF!&aa=news&id22=68693

    

مقالات للكاتب نافع خالد