الأحد، 22 سبتمبر 2013

أيهما أخطر الكيمياوي السوري أم النووي الإسرائيلي ؟

على دول العالم التي تحمست لانتزاع اسلحة سوريا الكيمياوية أن تستدير للمطالبة بنزع أسلحة اسرائيل النووية وأن لا يجري الكيل بمكيالين في هذا الموضوع الذي يفرض نفسه الآن واذا كانت الولايات المتحدة تدق طبول الحرب ضد السلاح الكيمياوي السوري فلماذا تمنـّع المجتمع الدولي من معاقبة اسرائيل وتتصدّى لمشروع القرار العربي المقدم ضد النووي الاسرائيلي لتكون النتيجة رفض مشروع القرار الذي قدمته دول عربية ودعمته ايران وتتحدث باسمه سلطنة عمان..سقط المشروع العربي لضعف اسناده ولموقف دول غربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الى جانب اسرائيل للمرة الألف، وكان المصوتون ضد القرار العربي (51) في حين صوت معه 43 فيما امتنع (32) وعلى النظام العربي على اختلاف دوله العمل مجدداً وبصدق واخلاص لدى المجتمع الدولي وبوسائل ضغط كافية ومناسبة لكسب قرار آخر جديد ضد سلاح اسرائيل النووي لتكون للنظام العربي وتحالفاته مصداقية وهو يطالب بوقف النشاط النووي الايراني. لا يستطيع مبصر أو صاحب بصيرة أن لا يرى نشاط اسرائيل النووي والذي بدأ منذ نصف قرن وعلى يد شمعون بيرس نفسه وبدعم فرنسي في البداية ومن محطاته المشهورة محطة ديمونة التي فضح نشاطها وخطورتها الاسرائيلي «فعنونو» الذي سجنته اسرائيل ومنعته من حقوقه المدنية برغم ما يشكله مفاعل ديمونة الخطير والمهدد بالتلف من مخاطر يمثلها التسريب الذي وقع والذي من المتوقع أن يحدث في حال أي هجوم عليه كما كان متوقعاً بالقطع فإن اسرائيل تملك سلاحاً نووياً وتقدر عدد الرؤوس النووية عندها بما يصل إلى (300) رأس نووي كفيلة باحداث دمار عالمي شديد..فلماذا يسكت العالم برغم أنها في في حالة عداء مع العالم العربي ومازالت تفرض كل فرص السلام وقد يكون سلامها برسم الاستعمال في حال تعرضها لمخاطر وفي حال قيامها بعدوان جديد في المنطقة..بعض الدول التي تدعم الموقف الاسرائيلي تتذرع بأن اسرائيل دولة ديمقراطية ولا تستعمل هذا السلاح وانما تمتلكه للردع في حين تجري ادانة أية دولة عربية أو اسلامية تفكر في امتلاك مفاعلات ذرية لا ترضى الولايات المتحدة عن امتلاكها..
أعضاء الوكالة الدولية وفي ديباجة القرار الذي نوقش في اجتماع الدولية (159) كشف عن القلق الدولي حيال القدرات النووية الاسرائيلية ودعا اسرائيل إلى الانضمام إلى اتفاقية حظر انتشار الاسلحة النووية و وضع قدراتها في هذا المجال تحت مراقبة الوكالة الدولية..كل الجولات السابقة التي حاولت ادانة اسرائيل جرى افشالها ففي عام 2009 أقر أعضاء الوكالة القرار نفسه الذي سقط وفي عام 2010 كذلك رفض بعد ضغوط من دول مؤيدة لاسرائيل.. في عامي 2011، 2012 قررت الدول العربية عدم مواصلة طلب ذلك واستبدلت بطلب تقديم مشروع لانشاء شرق أوسط خال من أسلحة الدمار الشامل.. وقد فشل ذلك أيضاً وجرت المعاودة الآن مجدداً للمطالبة بذلك وتحدثت سلطنة عمان باسم المجموعة العربية عن القرار الجديد المقدم لنزع كل الأسلحة النووية من الشرق الأوسط وكانت كلمة المندوب بدر بن محمد بن زاهر الهناني مهمة ورد على الذرائع المؤيدة لاسرائيل وخاصة المعلومات التي تقول بأن دولاً اخرى في الشرق الأوسط تسعى للتزود بأسلحة نووية (المقصود ايران) بأن في هذا تشويها هائلا للوقائع.. واذا كان العرب حرموا من النشاط النووي ومنع علماؤهم من زيارة المواقع التي فيها نشاط نووي عالمي وسمح بذلك للاسرائيليين فإنهم ايضاً بما جرى لسوريا منعوا من السلاح الكيمياوي في حين ظلت الولايات المتحدة الاميركية التي تقود معركة انتزاع أي سلاح عربي مهم وتتحكم فيه وتعمل على انتزاع السلاح الكيمياوي السوري..فهل ينتبه العرب لأمنهم القومي ويحددون وسائل الدفاع بأن يلقوا بثقل معقول وفاعل لاجبار اسرائيل على الكشف عن قدراتها النووية و وضع هذه القدرات تحت اشراف دولي تمهيداً لانتزاعها أو التهديد الفعلي بامتلاك اسلحة ردع موازية للسلاح الاسرائيلي هذه فرصة الان أمام النظام العربي على اختلاف دوله لتسجيل هكذا موقف وضرب الحديد الاسرائيلي النووي الساخن في المحافل الدولية قبل أن يدمرهم هذا السلاح المنذور لهزيمتهم وهذا لا يحتاج الى دليل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق