من اشد الاشياء ايلاما في النفس ان يخون المرء مهنته ويعمل على تحطيم ثقة الاخرين بنزاهته..والاشد ايلاما عندما تكون هذه المهنة اساسا في عمادها وقوامها للنزاهة والامانة مثل مهنة الكتابة والصحافة.
واشد من ذلك عندما تصدر من اشخاص قطعوا شوطا لا بأس به في مجال الاحتراف وبات لهم اسم وسمعة يلزم حمايتها والمحافظة عليها..فرأس مال الكاتب او الصحفي هو امانته ونزاهته واخلاصه.
مرت علينا وبحكم العمل المستمر في مهنة المتاعب تصرفات (صبيانية) لصحفيين جدد ارادوا استباق الزمن وتماهوا مع الفساد المروج حد التطبيع، فعمدوا الى تقديم مقالات وتحقيقات ومواد صحفية ليست من نتاجهم ووضعوا اسماءهم مكان اسماء اصحاب العمل الحقيقيين..بمعنى سرقوا جهود غيرهم.
هؤلاء قد يستقيموا اذا وقعوا باياد امينة، ولكن يصعب تقويمهم اذا اعتادوا السرقة في حال ما اذا كانت اساساتهم وامكاناتهم ضعيفة.
اما الصنف الثاني وهم من كانت بداياتهم جيدة ولكن انحرفوا لاي تبرير كان يعتقدونه مقنعا، فهؤلاء لا اعتقد بامكانية علاجهم، هذا اذا اغفلنا عدم قناعة الجمهور بهم مجددا وانصرافه عن الثقة بما يكتبون مطلقا.
ان ما يدفع هذا الصنف الى خيانة مهنته هو سهولة الحصول على المادة التي يريدها عبر الانترنت، كما طفحت الى السطح تصرفات احترافية في سباكة قالب الكتابة عن طريق السرقة المجزأة (سطر من هنا، وجملة من هناك وهكذا)..بعد ان كانت سرقة كاملة ومن مصدر واحد فقط يسهل كشفه عن طريق العنوان فقط.
لكن الانترنت سلاح ذو حدين وبنفس السرعة التي تتم بها السرقة يتم الكشف عنها لتجد العجب العجاب ومن اشخاص تستبعد تورطهم بمثل هكذا تصرفات.
بعضهم يعيد نشر المادة نفسها (وان كان هو منتجها شخصيا) في اكثر من مكان وصحيفة، واحيانا يعيد نشرها في نفس الصحيفة بعد تغيير العنوان وبعد مرور فترة زمنية يراها كافية لتحقق النسيان.
لكن الجرة لا تسلم كل مرة، ولابد من انكشاف الامر ولو بعد حين، وعندها ينتهي كل شيء ويوضع الخائن امام خيانته..السؤال المطروح: هل تستطيع أنْ تثق بكتاباته مجددا؟، بل هل تثق به في اي معاملة اخرى؟..لاحظوا حجم الخسارة!
انصح الزملاء المستقيمين (وهم كثر) بالابتعاد عن هذا الاسلوب فنتيجته خزي وعار وخسارة فادحة امام زملاء المهنة والجمهور معا، هذا من جهة، وانصح من جهة اخرى القائمين على اجازة النشر في الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية بالقراءة الجيدة للمواضيع قبل الموافقة على نشرها، وان لا يتركوا البحث عبر الانترنت للمواد المزمع نشرها اين كان مصدرها ومهما بلغت الثقة فيها.
كما لا يفوتني ان انصح القارئ الحصيف باختبار كاتبه الكترونيا قبل ان يمنحه الثقة المطلقة لمدة طويلة، فقد يتفاجأ وقد يصاب بالاحباط وخيبة الامل..الانترنت متوفر وسهل المنال فتابعوا.
مقالات للكاتب كريم ابو طوق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق