بلادي اليوم / خاص
كشف مصدر مطلع بان استقالة رئيس ائتلاف المعارضة السورية احمد معاذ الخطيب تاتي بعد ممارسة ضغوط عليه من قبل بلدان عربية وغربية بسبب المرونة التي ابداها خلال الفترة الماضية بقبول الحوار مع الحكومة السورية وتأكيد موقفه اكثر من مرة بأنه يقبل الحوار مع ممثلين عن الرئيس السوري بشار الاسد.
وكان الخطيب وفي خطوة تكشف عن مدى الانقسام والتدخلات الخارجية في قرارات المعارضة السورية اعلن استقالته امس الاحد من الائتلاف، بحسب بيان نشره على صفحته الخاصة على موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي.
وقال الخطيب في بيانه: "كنت قد وعدت ابناء شعبنا العظيم، وعاهدت الله انني سأستقيل ان وصلت الامور الى بعض الخطوط الحمراء، وانني ابر بوعدي اليوم واعلن استقالتي من الائتلاف الوطني، كي استطيع العمل بحرية لا يمكن توفرها ضمن المؤسسات الرسمية ".
وقال المصدر في تصريح خص به " بلادي اليوم " : ان بعض اعضاء ومكونات الائتلاف السوري هاجموا الخطيب صراحة بعد اعلانه القبول بالتفاوض مع النظام السوري. مشيرا الى ان دول عربية وغربية لم يرق لها النهج الذي اعلنه الخطيب مؤخرا فاستمرت بممارسة الضغوط عليه لاخراجه من منصبه.
واشار المصدر الى ان المفردات التي استخدمها الخطيب في بيانه تؤكد كذلك صراحة. مرجحا ان يقوم الخطيب بكشف بعض الخفايا في الائتلاف السوري المعارض والتدخلات المباشرة التي تمارس في عمل الائتلاف. وبين المصدر ان هذه الاستقالة تكشف من جانب اخر عن مدى الانقسام و " التشرذم " بين اطراف المعارضة السورية. لافتا الى ان قطر قد تتدخل هذه المرة مباشرة في اختيار رئيس جديد للائتلاف يكون اكثر تجاوبا مع مصالحها وسياستها في سوريا.
وكان الخطيب اعلن في شهر كانون الثاني الماضي عن قبوله بالحوار مع ممثلين عن الرئيس بشار الاسد في اول تصريح لافت منذ بداية الازمة السورية قبل عامين . وقال الخطيب في بيان له: " لما صار المواطن السوري في أزمة غير مسبوقة ، وكمبادرة حسن نية للبحث عن حل سياسي للازمة ، ولترتيب الامور من اجل مرحلة انتقالية توفر المزيد من الدماء ، فانني اعلن بانني مستعد للجلوس مباشرة مع ممثلين عن النظام السوري في القاهرة او تونس او اسطنبول " .
واثارت دعوة الخطيب هذه سلسلة من الانتقادات والهجوم من بعض اعضاء الائتلاف مؤكدين رفضهم للحوار او التفاوض مع النظام السوري معتبرين انها تتناقض مع مبادىء الائتلاف الرافضة للحوار مع نظام الاسد .
من جهة اخرى وفي التطورات الميدانية أطلق الجيش الإسرائيلي، امس الأحد، قذائف من طراز "تموز" باتجاه مواقع سورية بالقرب من قرية تل فارس الحدودية جنوب الجولان المحتل، وذلك رداً على حادثة إطلاق النار من الجانب السوري باتجاه أهداف عسكرية إسرائيلية في المكان .
وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت احرونوت" أنه تم "تدمير الموقع السوري بالكامل نتيجة قصفه، ما أسفر عن إصابة اثنين من المسلحين كانوا في الموقع"، وفقاً للمصادر الإسرائيلية.
وصرّح وزير الجيش الإسرائيلي موشيه يعلون بأن "أي خرق للسيادة الإسرائيلية سيُجابَهُ برد فوري وعنيف من قبلنا". وأضاف يعلون انه ينظر بخطورة كبيرة لإطلاق النار باتجاه مواقع عسكرية إسرائيلية التي وقعت مساء أمس الاول وصباح امس ونحمّل السلطات السورية المسؤولية عن جميع أعمال الخرق التي تتم في هضبة الجولان، ولن نسمح لأحد بخرق السيادة الإسرائيلية في المنطقة .
وكشف تقرير صادر عن القوات الدولية العاملة في المنطقة العازلة بين إسرائيل وسورية، عن قيام الجيش الإسرائيلي بعمليات تسلل داخل الأراضي السورية، حسبما أفاد موقع "واللا" الإخباري العبري.
وذكر التقرير: "ان قوه مكونة من 8 جنود إسرائيليين تسللوا إلى الأراضي السورية في شهر كانون الثاني الماضي، في المنطقة العازلة بالهضبة السورية المحتلة، وبعد عدة أسابيع وفي منتصف شهر شباط بالتحديد، تم رصد عشرات الجنود الإسرائيليين يتسللون داخل الأراضي السورية"، إضافة إلى أن "وسائل طيران إسرائيلية اخترقت المجال الجوي السوري".
وأوضح "أن إسرائيل تعمل على بناء جدار عازل جديد على طول الحدود مع سورية، وفي المقابل يحسّن السوريون مواقعهم الدفاعية في الجولان المحتل، في حين توقف أفراد الجيش السوري عن الانضمام لدوريات القوات الدولية العاملة في المنطقة؛ تخوفاً على حياتهم وتحسباً من عمليات اختطاف من قبل المعارضة".
وأكد "أن قوات المعارضة، استولت على العديد من القرى الحدودية، وأطلقت النيران منها، مستخدمين مضادات للطائرات ومدافع الدبابات، في حين وجه قائد عسكري سوري رسالة واضحة للقوات الدولية بعدم الاقتراب من مناطق الاشتباكات".
وأظهر التقرير الأممي "المزيد من المخاوف تجاه مقدرة القوات الدولية العاملة في المكان على الاستمرار في إداء مهامّها، مطالباً الدول الأعضاء في مجلس الأمن بالضغط على المعارضة السورية لعدم التعرض للقوات الدولية".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق