السبت، 30 مارس 2013

تركيا تعود إلى عادتها القديمة


 
 
بوساطته بين تركيا واسرائيل لتحقيق المصالحة بينهما بعد اعتذار بنيامين نتنياهو عن قتل تسعة أتراك كانوا على ظهر باخرة تركية في طريقهم إلى غزة لتقديم مساعدات إنسانية إلى أبنائها أراد الرئيس الامريكي اوباما وضع سوريا بين عدوين لدودين..اسرائيل وتركيا في الشمال..كل ذلك على أمل إسقاط نظام بشار الاسد في أقرب وقت..فالرئيس اوباما خلال زيارته الأخيرة للمنطقة أظهر حماسة ملحوظة نحو الاسراع في اسقاط بشار الاسد أو لإجباره على التنحي على الأقل..
لقد نجحت وساطة اوباما لأن هناك توافقا امريكيا ـ اسرائيليا ـ تركيا حول التخلص من نظام الاسد من خلال دعم المعارضة السورية المسلحة بالمال والسلاح..أو من خلال تدخل عسكري مباشر إذا اقتضى الأمر..لا سيما وأن ثمة مقدمات توحي بأن حلف "الناتو " متأهب حاليا للتدخل عسكريا في الازمة السورية..
نعم لقد استطاع اوباما استعادة تركيا إلى خندق الحلف الاسرائيلي ـ التركي السابق الذي كان قد هدد سوريا في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد..وكانت قد حشدت تركيا قوات عسكرية كبيرة على حدودها مع سوريا ولوحت بشن حرب عليها إذا لم تعلن عن تخليها وتنصلها من مسؤولية دعم حزب العمال الكردستاني..
وكان مراقبون قد فسروا هذا العداء التركي باعتباره ناجما عن رغبة تركيا في اجبار سوريا على التخلي رسميا وعلنيا عن لواء اسكندرون.. واليوم فإن حكومة رجب اردوغان التي تدعم المعارضة السورية بالمال والسلاح وبالتدريب في معسكرات على اراضيها من أجل إسقاط نظام بشار الاسد قد رحبت بوساطة اوباما ورحبت بالمصالحة مع حكومة نتنياهو الذي يعتبر من أشد أعداء سوريا والعرب وأشدهم غلوا في نشر المستوطنات اليهودية في الاراضي الفلسطينية المحتلة..
إن حكومة اردوغان التي فشلت في مساعيها الحثيثة للإنضمام إلى الاتحاد الاوروبي اضطرت للتوجه نحو العالم العربي على أمل إنقاذ اقتصادها المتداعي وإنقاذ الليرة التركية من الانهيار..وقد نجحت فعلا في توجهها من خلال السوق العربية التي فتحت على مصراعيها امام البضائع التركية بمختلف انواعها..لكن حكومة اردوغان لم تستطع مغادرة الخندق الامريكي ـ الاسرائيلي ـ الاطلسي وقررت العودة إلى موقعها فيه.
وهنا نستطيع فهم وتفهم أسباب ودوافع هذا العداء الذي تمارسه حكومة اردوغان ضد سوريا بذريعة إنسانية في ظاهرها سياسية في جوهرها..أي أن تركيا في عهد اردوغان ـ غول عادت حليفاً وفياً لاسرائيل كما كانت سابقا..أي أن حليمة التركية قد عادت إلى عادتها القديمة في معاداة سوريا والوقوف في الخندق الاسرائيلي ـ الاطلسي..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق