~من جملة ما تتميز بها الأمم عن بعضها هي اللغة التي يتفاهم بها أفرادها
مع بعضهم.. فحين ينظر لها من هذه الزاوية يكون القاسم المشترك لأبناء كل
أمة هو اللغة.. فالأمة العربية وكذا التركية والهندية والألمانية تميزت
بلغاتها.. و"اللغة اداة من أدوات المعرفة وهي اهم وسائل التفاهم والاحتكاك
بين افراد المجتمع".. وحتى الحيوانات لها لغاتها في التعامل مع الوجود من
حولها وإن لم يكن بمقدورنا فهمها } تُسَبِّحُ لَهُ ٱلسَّمَاوَاتُ
ٱلسَّبْعُ وَٱلأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِن شَيءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ
بِحَمْدِهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا
غَفُورًا{..
غير أنّ للمشاعر لغةً أخرى وهي تتهجّى مفردات الاخر من حيث أفكاره وأحاسيسه وكل ما يوافقه وما يخالفه وبذلك تكون لغة المشاعر غير اللغة المتداولة بمفرداتها المعروفة..
لغة الحب المعتمدة بين الناس تهتمّ باستمالة الاخر بما يعتقد به وعدم اثارته بما يرفضه, واذا كانت اللغة المتداولة بالهيئة المعتادة من الكلمات هي الواسطة عادة بإيصال المعاني بين الأفراد وكما يقال (الألفاظ قنطرة المعاني) ودعنا نقول انها كذلك قنطرة المشاعر فإنّ لغة العاطفة تستعير كافة الأساليب التي تدخل على نفس المخاطب السرورَ وتتجنّب أن تُثير فيه الغضب والاستياء.. طبيعة النفس البشرية السوّية ترفض مفردات السوء وتتشوق لمفردات الخير..
ومثلما تتولى المفاهيم المقنعة مخاطبة العقل تتولى العواطف الحانية والصادقة مخاطبة القلب } فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ ٱلْقَلْبِ لاَنْفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَٱعْفُ عَنْهُمْ وَٱسْتَغْفِرْ لَهُمْ {..
هي هذه لغة الخلق الممزوجة بالعاطفة والتي تعبّر بصدق عمّا في الاخر من خصال الخير والذين يتعاطون التعامل بلغة العاطفة تجدهم يتحاشون الإثارة بل يتفنّنون بالاسترضاء من دون تنازل عمّا يعتقدون به.. من هنا يجدون انفسهم بالضرورة أمام مسؤولية فهم خارطة أحاسيس من يتعاملون معهم ليصلوا حدّ الوعي التفصيلي للمخاطَب بكل ما فيه وما عليه منطلقين من شدة الحرص على إسعاده والابتعاد عن اثارته..
يقول بعض المفكرين مثل "روسو" ان اللغة نشأت من العواطف, بينما آخرون مثل "كانت" يرى أنها نشأت من التفكير العقلاني والمنطقي.. المميّز بلغة العاطفة امتدادها لكل فئات المجتمع رغم اختلاف القوميات والثقافات وحتى الاعمار بحيث يدركها الطفل مهما صَغُرَ سنّه.. لعلّ ما تعارفت عليه الأمهات في مجال التعاطي مع الاطفال هو لغة التودّد لهم حتى مع بعض الضرب بدعابة.. في حين تكون مجرد النظرة بغضب وإعراض واستهانة مثيرة للطفل حد البكاء ولو من دون ضرب..
إن ثروة الحب لا تعدلها ثروة بما تملك من تأثيرٍٍ ساحرٍ على المقابل مهما كان عمره وموقعه واتجاهه.. وهي عادةً لا تقبل التزوير غير الألفاظ المنمّقة التي قد تخفي ما لا تبطن من أحاسيس ونوايا مخالفة تماماً..
من هنا تكون لغة الحب ميسورة التوفّر؛ بالغة التأثير عميمة الفائدة للمحب والمحبوب.. وصدق الامام أبو جعفر عليه السلام "وهل الدين الا الحب"..
غير أنّ للمشاعر لغةً أخرى وهي تتهجّى مفردات الاخر من حيث أفكاره وأحاسيسه وكل ما يوافقه وما يخالفه وبذلك تكون لغة المشاعر غير اللغة المتداولة بمفرداتها المعروفة..
لغة الحب المعتمدة بين الناس تهتمّ باستمالة الاخر بما يعتقد به وعدم اثارته بما يرفضه, واذا كانت اللغة المتداولة بالهيئة المعتادة من الكلمات هي الواسطة عادة بإيصال المعاني بين الأفراد وكما يقال (الألفاظ قنطرة المعاني) ودعنا نقول انها كذلك قنطرة المشاعر فإنّ لغة العاطفة تستعير كافة الأساليب التي تدخل على نفس المخاطب السرورَ وتتجنّب أن تُثير فيه الغضب والاستياء.. طبيعة النفس البشرية السوّية ترفض مفردات السوء وتتشوق لمفردات الخير..
ومثلما تتولى المفاهيم المقنعة مخاطبة العقل تتولى العواطف الحانية والصادقة مخاطبة القلب } فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ ٱلْقَلْبِ لاَنْفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَٱعْفُ عَنْهُمْ وَٱسْتَغْفِرْ لَهُمْ {..
هي هذه لغة الخلق الممزوجة بالعاطفة والتي تعبّر بصدق عمّا في الاخر من خصال الخير والذين يتعاطون التعامل بلغة العاطفة تجدهم يتحاشون الإثارة بل يتفنّنون بالاسترضاء من دون تنازل عمّا يعتقدون به.. من هنا يجدون انفسهم بالضرورة أمام مسؤولية فهم خارطة أحاسيس من يتعاملون معهم ليصلوا حدّ الوعي التفصيلي للمخاطَب بكل ما فيه وما عليه منطلقين من شدة الحرص على إسعاده والابتعاد عن اثارته..
يقول بعض المفكرين مثل "روسو" ان اللغة نشأت من العواطف, بينما آخرون مثل "كانت" يرى أنها نشأت من التفكير العقلاني والمنطقي.. المميّز بلغة العاطفة امتدادها لكل فئات المجتمع رغم اختلاف القوميات والثقافات وحتى الاعمار بحيث يدركها الطفل مهما صَغُرَ سنّه.. لعلّ ما تعارفت عليه الأمهات في مجال التعاطي مع الاطفال هو لغة التودّد لهم حتى مع بعض الضرب بدعابة.. في حين تكون مجرد النظرة بغضب وإعراض واستهانة مثيرة للطفل حد البكاء ولو من دون ضرب..
إن ثروة الحب لا تعدلها ثروة بما تملك من تأثيرٍٍ ساحرٍ على المقابل مهما كان عمره وموقعه واتجاهه.. وهي عادةً لا تقبل التزوير غير الألفاظ المنمّقة التي قد تخفي ما لا تبطن من أحاسيس ونوايا مخالفة تماماً..
من هنا تكون لغة الحب ميسورة التوفّر؛ بالغة التأثير عميمة الفائدة للمحب والمحبوب.. وصدق الامام أبو جعفر عليه السلام "وهل الدين الا الحب"..
http://beladitoday.com/?iraq=%E1%DB%C9-%C7%E1%CD%C8&aa=news&id22=62131
مقالات للكاتب د . إبراهيم الجعفري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق