الأحد، 28 فبراير 2016

ماذا لو غاب الحِقد؟



علي أبو الريش
~يقول إيكهارت تول في كتابه «أرض جديدة»: «لو تخلص الإنسان من الضجيجِ الداخلي لانتصر على الحِقد»، ويقول روسو: «الأفكار المسبّقة مفسدة للعقل»، ما بين تول وروسو، هناك ضجيج، وهناك عجيج، وهناك فكرة فاسدة أيقظت حزناً تاريخياً لدى بعض الفئات، ما جعلها تستفيق على حالة انشطار في النفس، وتدهور في العقل، وفراغ في الروح، الأمرُ الذي أدى إلى هذا السيل الهائل من الحِقد والكراهية، والإحساس المزري بالضغينة تجاه الآخر والاغتراب عن المجتمع. ولا يُمكِنُ للفردِ أنْ يتصالح مع نفسهِ طالما عانى من هذهِ الشروخ في الداخل، وطالما عاش في جحيم التمزق في المشاعر، ولكن كيفَ السبيل للخلاص من هذا الانهيار؟ أعتقد أنّ الإنسان بإمكانهِ أنْ يقومَ بنفسهِ ومن دونِ اللجوءِ إلى معاونةِ الآخرين، في تدريبِ النفس على التصالح، وفي تفريغِ تلك الشحناتِ العدوانية، وإحداث الفراغِ الذي منه ينبع الماء العذب.
يقول الحكيمُ الهندي أوشو: إنّ التربةَ لا تعطي ما تختزنه من عذوبةٍ إلا بإحداثِ ذلكَ الفراغ في الأرض، ليتدفقَ الماءُ السلسبيل، ويعيشُ الإنسانُ في حالةِ الإرواء. وكذلك النفس البشرية، ونتيجة لتقادم التاريخ البشري، فإن هذه التراكمات أنتجتْ هذا الزحامَ بينَ الشوائبِ والخرائب ما يستدعي من الإنسانِ أنْ يقومَ بين فترة وأخرى، إلى تفريغ هذه المخلفات التاريخية، وإلى تنظيف سجادة القلب من الغبار العالق بها.....
http://beladitoday.com/?iraq=%E3%C7%D0%C7-%E1%E6-%DB%C7%C8-%C7%E1%CD%F6%DE%CF%BF&aa=news&id22=56969

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق