الأحد، 28 فبراير 2016

وثنية الألقاب

د . إبراهيم الجعفري

~عادة ما يستخدم اللَّقَبُ للتعريف بشخص ما ليس معروفاً لدى الاخرين أو يكون كاشفاً عن موهبة معينة أو مكرمةٍ أو إنجازٍ نوعي أو سبْقٍ تاريخيٍّ أو تضحية متميّزة.. وقد يكون اللقب كاشفاً عن منقصة في سلوك أو عجز في أعضاء الجسم أو خللٍ في العقل او الخُلق أو النفس.. " اللَّقَب: اسم وضع بعد الاسم الأوّل، للتعريف أو التشريف، أو التّحقير".. والاخير ما نهى عنه  الشرع.. }وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ{.
تحرّكت منظومة الألقاب في شتى المجالات العلمية والتخصصية والاجتماعية وأصبحت أدواتٍ للتعريف المباشر بأشخاصٍ معينين والمحدّد لمستوياتهم العلمية والعرفية في كافة المجالات الاجتماعية.. بهذا القدر من الاستعمال للَّقب يكون مساعداً لانصاف صاحبه بما يتمتع به من إمكانات وما يصنع من مواقف.. غير أنَّ تحشيد الألقاب وبشكل مفرط تجاه الشخص وامام أناسٍ يعرفونه وبشكلٍ لا يكون مرتاحاً لمجرد تجاوز أحد ألقابه والتي تشير الى الصفات المتعددة بتعدد الألقاب يكون بذلك اللقب قد تحوّل الى معبود!!.. ما أن يعتاد الشخص على لذة الارتياح من تلقيبه والاكثار من ذلك إلا ويبدأ بالنفور ممن لا يقدّم له "ولاء التلقيب" والتمييز على ضوئه وحين تستحكم "عقدة التلقيب" في التقديم والترحيب ومكان الجلوس تعكس بذلك عن نزعة التحكم المستوحاة من "تخمة التلقيب"....

http://beladitoday.com/?iraq=%E6%CB%E4%ED%C9-%C7%E1%C3%E1%DE%C7%C8-&aa=news&id22=57006

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق