محمد ضياء عيسى العقابي
لقد استطردت صحيفة النيويورك تايمز الامريكية بوصف ابن نجل صدام حسين بأن شجاعته لا يمتلكها إلا قلة نادرة ممن هم في عمره في المرحلة الراهنة، بالنسبة لبعض الغربيين ومن وجهة نظر تقنية بحتة، قد يُعتبر عمل الطفل مصطفى قصي صدام حسين شجاعةً، أما أن يكون أشجع طفل فهذا رأي سخيف؛ والأسخف جداً اعتباره الأشجع في القرن العشرين؛ وأسخفها طراً أن تعتبر الصحيفة دفاع مصطفى كان دفاعاً عن العراق، لقد كان في الواقع دفاعاً عن مملكة العائلة أو ضيعتها ودوابها، لأن نظام أبيه وجده وعمه الذي دفن الناس أحياء ومنهم الطفل تيمور في كركوك لا يمكن إلا أن يربي سادةُ النظام طفلَهم على حب الذات وليس حب الوطن بالمعنى الذي يفهمه المواطن العادي كما فهمه تيمور.
من هنا فأنا أشك في صحة تسمية موقف مصطفى بالشجاع، لأن ما مرتسم في أذهاننا وأذهان العالم بأن الشجاعة مقترنة بنبل الهدف، والهدف هنا في حالة مصطفى هو السعي لإدامة حكمٍ دَفَنَ، من بين من دفن الطفلَ تيمور حياً وكان سيدفن المئات مثله لو كتب للنظام أن يبقى أو يعود، أعتقد أن هذه الآراء الثلاثة الأخيرة للصحيفة، ذاتُ دافع سياسي قد يرتبط بما يلي، علماً أنني مدرك لضرورة الابتعاد عن نظرية المؤامرة: 1- صحيفة النيويورك تايمز معروفة بكونها يمينية ومقربة من أوساط الشركات البترولية، 2- لم تتجرع شركات النفط كأس هزيمتها في العراق بيسر، يوم تركته مضطرة، دون أن تحصل على عقود مشاركة إذ أحالت حكومة المالكي المشاريع النفطية بموجب عقود خدمة في جولات تراخيص علنية وشفافة حفظت مصالح العراق والشركات، علماً أن حكومتي العراق والولايات المتحدة قد عقدتا اتفاقا استراتيجيا قائماً على الصداقة والشفافية والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، 3- قد ترمي الصحيفة ومن تمثلهم إلى مد حلفاء لهم في العراق بدعم معنوي عبر ترويج فذلكة حفيد صدام أشجع الشجعان، وذلك لمواصلة العمل على الإطاحة بحكومة التحالف الوطني ومريديه من الكتل السياسية المختلفة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق