هل يوجد علاج للطائفية ؟! أنا أرى البحث عن علاج شافٍ و وافٍ لهذا المرض المقرف (في ظل ما تعيشه المنطقة ككل) كقصة البحث عن اكسير الخلود في الملاحم والأساطير.
وكي لا أبالغ يمكن اعتبارها في أحسن أحوالها كمرض مزمن تراه مستقراً لفترات طويلة حتى تظن ان صاحبه شفي، لكن ما يلبث ان تسوء حاله فجأة وتظهر أعراض المرض واضحة لمجرد إثارة نفسية أو حالة عصبية، أو هي كالأمية المتفشية في وطننا العربي والإسلامي الكبير.. تنفق الدول عليها من الجهد والمال والدعاية أكثر مما يتمخض عنها من نتائج، ولهذا نجد ان الأمية لا تفارق مجتمعاتنا أبداً، وكثيراً ما ترتفع وباتجاه معاكس لتطور وتمدن الأمم الأخرى.
ومع ذلك نحن في حاجة حقيقية إلى برنامج حكومي ومجتمعي لمحو الطائفية تكون له هيئة عليا على غرار تلك التي يشرف عليها رئيس الوزراء مباشرة وتعمل على محو الأمية.
وربما يتوجب علينا ان ندمج الهيئتين في مؤسسة واحدة تكون لها فروع في كل المحافظات والمدن والأقضية والنواحي والقرى، تعمل على محو الطائفية جنباً الى جنب مع محو الأمية، فكلاهما خطر محدق بالعراق، وكلاهما تغذي الأخرى لان الأمي هدف سهل للطائفية والطائفي أمي وجاهل وان كان حاصلاً على شهادة عليا.
ولا بأس ان نصرف من المال أضعاف ما ننفقه على الأمية لان النتيجة حماية دائمية للبلاد والعباد، على شرط ان يكون فرعها الأول في مجلس النواب كونه المصدر الرئيس لتغذية الطائفية في البلاد.. كذلك في كل كيان أو حزب أو منظمة سياسية ناشطة.
بل يجب ان يتضمن قانون إجازة الأحزاب ان يكون مؤسسها والراغبون في الانضمام إليها حاصلين على شهادات محو الطائفية وقد اجتازوا الاختبارات اللازمة لذلك.
كذلك علينا ان نبحث عن أساليب جديدة في محاربة الطائفية غير المسميات البالية والشعارات الفارغة التي يرددها السياسيون ويعملون بخلافها.
مقالات للكاتب كريم ابو طوق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق