سيبقى “جهاد المناكحة” وصمة عار على جبين المتطرفين، وحتى تقوم الساعة، وستبقى مأساة الفتيات اللواتي غرر بهن من تونس، أمثال “لمياء”، ومن الشام امثال “روان” وغيرهما كثير في ديارالعرب والمسلمين .. قصص عذاب تروى تدين الحكام الذين غضوا الطرف في تونس وغيرها، أو تساهلوا في التعامل مع المتطرفين واصحاب الفتاوي الباطلة، ممن ضحكوا على ذقون الابرياء والمساكين، مستغلين أوضاعهم المادية البائسة، وقادوا بنات المسلمين الى الهاوية. كم هو مؤلم، حدّ البكاء! ما نقلته الصحافة التونسية عن “لمياء” بنت التاسعة عشرة ربيعا، التي عادت من سوريا مؤخرا تحمل في احشائها طفلا سفاحا، لا تعرف من هو أبوه، ولا تعرف عدد من تعاقبوا عليها، وكأنها ليست انسانة ..!! ومن جنسيات مختلفة.. توانسة، مغاربة، ليبيون، سعوديون، باكستانيون، بنغال..ألخ ..! وكم هو مأساوي الى حد الفجيعة. . قصة “روان” ابنة الرابعة عشرة الشامية، ومأساة اخواتها اللواتي تم افتراسهن باسم الدين، والدين من كل ذلك براء، لاشباع غريزة الوحوش المسعورة، كما بثتها فضائية "الجديد اللبنانية". وزير داخلية تونس ابن جدو أكد وقوع هذه الحرائم، وأكد امام نواب الشعب التونسي عودة عدد من الفتيات التونسيات حواملَ .
ان هذا الاعتراف لا يبرئ الوزير وحكومته ورئيسه السيد المنصف من المسؤولية، بل يتحمل الجميع كامل المسؤولية... الادبية والاخلاقية والسياسية، عما جرى ويجري لفتيات وابناء الشعب التوتنسي الشقيق، مفجر الربيع العربي.
انهم جميعًا مسؤولون عن هذه الجرائم؛ لأنهم تركوا هؤلاء الدعاة الجهلة يتاجرون باعراض الناس، ويرسلون بناتهم الى البغاء باسم مناصرة الجهاد والمجاهدين..
فأية جريمة أعظم من هذه الجريمة؟؟
وأية كبيرة أعظم من هذه الكبيرة؟؟
وأي استهداف للاسلام الحنيف أخطر من هذه الفتاوي الجاهلة، التي حولت دين العفة والطهارة الى سوق للبغاء والدعارة؟؟ ان انتشار هذه الجرائم.. قطع الرؤؤس، وشواؤها على وهج النيران الملتهبة، وأكل الأكباد والقلوب، وقطع الاعضاء التناسلية، ونبش القبور، واغتصاب الفتيات القاصرات ...الخ ، يؤكد اننا امام ظاهرة خطيرة تسيء للاسلام والمسلمين وللانسانية جمعاء.
ومن هنا فاننا نعجب من هؤلاء الذين يقفون ويدعمون هؤلاء القتلة، ويفتحون لهم الحدود، ويستعينون بهم لتحقيق أهدافهم السياسية..!! ونعجب ممن ينتمي للاسلام ، ويقوم بدعم هذه العصابات الخارجة على الاسلام الحنيف، بالمال والسلاح؟؟
ان تحقيق الاهداف النبيلة، يستدعي اتباع وسائل شريفة نظيفة، تحظى باحترام الجميع، وتأييد الجميع فبئست لثورات التي تستعين بالقتلة والمجرمين، وبئس الربيع الذي يرتع فيه أكلة اللحوم البشرية، ومغتصبو النساء وقاتلو الاطفال. باختصار....مؤلم جدا ان تطالعنا صور ضحايا “نكاح المجاهدة” .. وصور المصائب التي اقترفت باسم الربيع والثورات.. فهذا الذي يجري ليس بثورة ولا بربيع، بل هو الانهيار الاخلاقي والحرب القذرة التي تشن على الامة ، وقيمها ومبادئها العظيمة، واسلامها الحنيف... الذي جاء لانقاذ البشرية من الظلم والجهالة، وانتصر لانه دعا الى مكارم الاخلاق والمآثر العظيمة، وها هو رسوله الكريم يقول: “جئت لاتمم مكارم الاخلاق”. لا مناص امام الحكام والمحكومين على حد سواء ، الا الوقوف الشجاع امام هذا الخطر الداهم، الذي يهدد بضرب حصن الامة المنيع، ونعني دينها الحنيف، ومنظومة الاخلاق التي تحميها. لا مناص من القصاص ومعاقبة كل من تجرأ على اغتصاب بنات المسلمين وحولهن الى بغايا، وتجرأ على الاسلام والجهاد الحقيقي وحوله الى سوق للبغاء، باسم “نكاح المجاهدة” .. ولا مناص من تعليق هؤلاء المجرمين على اعواد المشانق جزاء وفاقا؛ على جرائمهم الخطيرة، وانتهاكهم لحرمة الاسلام والمسلمين ... ليكونوا عبرة لمن يعتبر. وما ظلمناهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون.
مقالات للكاتب رشيد حسن
- استرداد السيادة المصـرية ..!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق