الثلاثاء، 22 مايو 2012

الشعب في خدمة النواب !


غالب زنجيل
توقعنا ان يحسن النواب الجدد معاملتنا، بعد ان خيب نواب الدورة الاولى (2005) آمالنا؛ لكن الذي حصل ان نواب (2010) لا يقاسون بمن سبقوهم ، فهم الاكثر تصريحات والاعلى صوتا للمطالبة بمصالحهم، والاقل اهتماما بقضايا الشعب الذي ارتفعت فيه نسبه الفقر المدقع الى نحو الخمسة والعشرين بالمئة، ونسبة البطالة الى العشرين بالمئة، وحرم المواطن من الحصول على الماء الصافي والكهرباء والعلاج والدواء والشوارع والازقة النظيفة والحصة التموينية الكاملة والرحلات والمقاعد لأبنائه التلاميذ الصغار وحتى الكتب الدراسية! ولم يحصل المواطن العراقي على الامان، ولا على حقه في تكافؤ الفرص، وما يزيد الطين بلة هو ان الفساد قد استشرى في جميع دوائر الدولة، وقد نهبت ثروات العراقيين علانية وعلى رؤوس الاشهاد.
كل هذا حصل وازيد منه بالتأكيد،، ومع هذا لم يحرك مجلس النواب ساكنا ولا عالج 325 نائبا اية مشكله جديدة او قديمة ،، صحيح انهم اصدروا (85) قانونا خلال عامين، ولكن معظم ما اصدروه لم يخدم المواطن بشيء، ولو كانوا فعلا حريصين على خدمة بلدهم ومواطنيهم وعملوا بجد وحرص وراقبوا أداء السلطة التنفيذية، لكنا احترمناهم وشكرنا لهم سعيهم، وكل ما فعلوه هو الوعود والكلام المباح الذي لا يشبع ولا يواسي، وافتضح حرصهم الزائد على خدمة انفسهم، فأول مكسب حصل كل نائب عليه خلال السنتين الماضيين كان مبلغ (90 الف دولار) لترتيب اوضاعهم المعيشية! وكذلك حصل النائب ايضا على قطعة ارض بمساحة واسعة في مناطق راقية في بغداد والمحافظات وقرض يزيد على (200 مليون دينار)، ناهيك عن رواتبهم التي رفضوا تخفيضها اسوة برواتب السياسيين في الرئاسات الثلاث واجور حراسهم ونفقاتهم لثماني سنوات، بل شرعوا قانونا بشراء 325 سيارة مصفحة لكل واحد منهم لحماية انفسهم من الارهاب، وتركوا العراقيين الآخرين يذبحون في الشوارع، وحين تعالت الاحتجاجات اوقفوا شراء المصفحات ولكنهم لم يلغوها من ميزانيه 2012، بانتظار الفرصة المواتية لتفعيل فقرتها في ميزانية هذا العام، أما الفساد المالي والاداري، وحتى الأخلاقي فقد وقفوا امامه مستسلمين، ولم يصدروا قرارا بإدانة اي فاسد حتى انهم اجروا تحقيقا بالكثير من القضايا ومن بينها هرب الارهابيين من القصور الرئاسية في البصرة ولم يحملوا اي طرف مسؤوليه ذلك!،
وفوق هذا وذاك ، مازال نواب الشعب عاجزين عن اتخاذ اي قرار من دون اخذ موافقة رؤساء كتلهم واحزابهم، مما يرجح الرأي بالاكتفاء بقادة الكتل والاستغناء عن النواب، والانكى من هذا كله ان معظمهم اليوم يقضي اجازة (سعيدة) في منتجعات دول الجوار واوروبا هربا من حر الصيف ترافقهم عائلاتهم الكريمة الى هناك، يحملون وتحمل اسرهم جوازات سفر دبلوماسية تظل فعالة الى ما بعد اربع سنين من نهاية دورتهم النيابية، تساءلت مع نفسي اكثر من مرة، ماذا سيحصل لو لم ينتخب الشعب هؤلاء المترفين البطرين المتكبرين علينا ؟ واجبت نفسي، بغيابهم نحن احسن حالا!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق