الأحد، 25 أغسطس 2013

زمن الرواية العراقية

قال الروائي حنه مينه: الرواية العربية تخطت محليتها إلى العالمية، لكنها لم تبلغ ما بلغته رواية أمريكا اللاتينية من الانتشار الواسع بعد، والسبب أن رواية أمريكا اللاتينية لا تضار منها الصهيونية في شيء، بينما الرواية العربية تؤذي الصهيونية، وتفضحها كحركة عنصرية نازية، لذلك تتربص بها، وتحول دون ترجمتها وانتشارها، بما تملك، الصهيونية، من قوة في الإعلام، وسيطرة على الأجهزة الثقافية في أوربا وأمريكا والعدد الكبير من بلدان الغرب ورغم هذا فإن الرواية العربية، لروائيين عرب كثيرين، قد اخترقت الحصار الصهيوني، وهي تترجم إلى اللغات الحية في خط بياني متصاعد، عاماً بعد عام.
والحق أن الرواية العراقية باسماء الادباء العراقيين قد تمكنت من الانتشار ودخول العالم من أبوابه الواسعة ويعود الفضل الكبير لهذا الحدث المهم للغاية إلى خصوبة العقل العراقي وفضاءات العراق الخلابة. والمعاناة والعذاب الذي تعرض له بلدنا التي هي مصدر الالهام والكتابة إضافة إلى وفرة المصادر المعرفية في زمن الحريات بعد أفول الاستبداد ومصادرة العقل في الحقبة الماضية. نعم اليوم الرواية العراقية هي ديوان العرب لأنها تصف الفضاءات وتسلط الاسئلة المحيرة تجاه الفكر والحياة الاجتماعية وتؤشر مظاهر الخلل كاشفة عن انعطافة مهمة في نوعية الفنون الادبية خصوصا الرواية بعد الانفتاح التام على بؤر ومصادر المعرفة والاختلاط بالفنون العالمية، لكن الحقيقة الغائبة ليومنا هذا، موقفا النقد والجهات الرسمية اللتان قصرتا في ترجمة الاعمال الروائية العراقية إلى لغات العالم المختلفة. وكذلك عجزها عن دعم دور النشر والمطابع. ما يؤخر سرعة التعريف بنهضتنا الثقافية. ونأمل أن تستجيب مؤسسات الدولة ذات العلاقة لما ذكرنا من تكريم لروائيينا سواء داخل الوطن أو خارجه ، وفتح قنوات الترجمة والطبع أمام مبدعينا ،كما يكمن تكليف النقاد العراقيين بتأليف كتب عن الرواية العراقية لأنها بدأت تتسلق بمهارة سلم المنافسة سواء على الصعيد الاقليمي أو الدولي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق