الأربعاء، 28 أغسطس 2013

سوريا في مواجهة العدوان المحتمل

في الوقت الذي اشار فيه وزير الخارجية السيد وليد المعلم اكثر من مرة الى ان سورية لديها ما تدافع به عن نفسها،
لم يهدد ولم ينذر احداً بل اظهر ثقته الغالبة اعتماداً على المنطق الذي يفهمه ان الضربة الاميركية الموعودة والتي يبتهج من حولها عرباً وعرباناً غير حتمية الوقوع بل ان المعلم المشهود له بالهدوء اللافت في الاداء الدبلوماسي والسياسي يراهن الى حد ما على الداخل الامريكي والغربي في منع حصول مثل هذا العدوان، ذكر ذلك بوضوح اكثر من مرة، ولمح الى ان اطلاع الشعب الامريكي والغربي عموماً عل حقيقة ما يجري يشكل احد اسباب عقده لمؤتمره الصحفي ليوم امس الاول، وفي سبيل ذلك وجه التحدي مراراً لمن لديه معلومات تناقض ما اعلنه ان يظهر دليله.‏
لا اعتقد ان سورية وحكومتها تجهل او تتجاهل ان السياسة الامريكية والغربية الاستعمارية عموماً وتاريخ المواقف المرتبط بها بالنسبة لسورية ينتظر تبريراً منطقياً للعدوان، وعلى هذا الاساس عقدت حفلات الرقص حول تطورات الموقف الامريكي باتجاه العدوان على سورية، واعتبرت الضربة او اعتبر العدوان واقعاً لا محالة، وانشغل معظم العرب ومعهم فئات من المعارضة السورية، التي لا يصدق العقل انها تهزج مرحبة بالعدوان بصياغة بيان النعي لسورية التي كانت يوماً.. ومن يدري.. ربما مازالت.‏
بدت سورية من خلال مؤتمر المعلم واثقة من عدة امور شكلت محلاً لقلق كثير من السوريين ومن في صفهم في الايام الاخيرة:‏
ان لدى سورية مايمكن ان ترد به، وان المعتدي لن يمر بعدوانه دون مقاومة.‏ انها ليست بصدد توسيع المعركة كما فهم من بعض التصريحات السابقة.‏ انها واثقة من الموقف الروسي وانها هي ذاتها ليس لديها رغبة بحرب دولية على اراضيها وان كانت تواجه اليوم مثل هذه الحرب بأدوات مختلفة.‏ انها مستمرة في التنسيق مع ايران.‏
انها ستتابع هجوم الجيش على مواقع المسلحين وخصوصاً حول دمشق.‏ اما مسألة استخدام السلاح الكيماوي والذي جعل الحصار الاعلامي منه حقيقة لا تقبل الدحض فقد وجه المعلم اكثر من مرة تحدياً لكل من لديه دليل.‏
مازالت سورية تنتظر فعل المنطق السياسي رغم أن تطور الموقف الأمريكي خرج عن المنطق أكثر من مرة وصولاً إلى ما هو عليه وبالتالي كان ضرورياً أن تظهر سورية كمن يخشى العدوان دون أن يرعبه، ويعمل لمواجهته كعدوان حقيقي آثم ومتجاوز لكل منطق والرد عليه يكون بالتماسك واستخدام ما لدى البلاد من قوة عسكرية خصوصاً لمنعه من تحقيق أهدافه والاستمرار بمواجهة العدوان الإرهابي المسلح القائم حالياً بما يزرع الثقة لدى مرتكبيه ومن وراءهم أن العدوان الموعود لن يقدم لهم النصر الموعود.‏
بكل الأحوال تبدو سورية في أزمة مواجهة حقيقية، لكن أزمتها لا تنفي أن المعتدين عليها يواجهون في عدوانهم أكثر من أزمة.‏

مقالات للكاتب اسعد عبود
- روسيا وأمريكا .. والحل البطيء ..!

http://beladitoday.com/?iraq=%D3%E6%D1%ED%C7-%DD%ED-%E3%E6%C7%CC%E5%C9-%C7%E1%DA%CF%E6%C7%E4-%C7%E1%E3%CD%CA%E3%E1&aa=news&id22=15023http://beladitoday.com/?iraq=%D3%E6%D1%ED%C7-%DD%ED-%E3%E6%C7%CC%E5%C9-%C7%E1%DA%CF%E6%C7%E4-%C7%E1%E3%CD%CA%E3%E1&aa=news&id22=15023
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق