الأربعاء، 4 مايو 2016

درس من ليستر



~ليس بالمال وحده تتحقق الإنجازات .. هذا هو أبلغ الدروس والعبر التي خرجنا بها من منافسات الموسم الحالي للدوري الإنكليزي بعد أن ذهب اللقب لمصلحة فريق مغمور لم يرشحه لا عاقل ولا مجنون قبل بدء المسابقة للوقوف على منصة التتويج في النهاية. فريق ليستر سيتي الذي تأسس قبل أكثر من قرن وثلاثة عقود من الزمن لم يستطع طوال هذا الوقت الطويل أن يتوج سوى بثلاثة القاب لكأس الرابطة كان اخرهما مع بداية الالفية، وفي الموسم الماضي كان يصارع من أجل البقاء في الدوري الممتاز ولم يضمن عدم الهبوط إلا في الأمتار الأخيرة، ومع بداية الموسم الجديد لم يجر النادي تعاقدات من العيار الثقيل الذي يلفت اليه الأنظار ويجعله مرشحاً للوصول إلى منتصف الجدول على أفضل تقدير، فأسماء مثل داني سيمبسون وجيفري شلوب وروبرت هوث وويس مورغان واندي كينغ وجيمي فاردي ورياض محرز وشينجي أوكازاكي لم يكن لها أي صدى سابق في عالم البطولات بل ان مدرب الفريق العجوز الإيطالي كلاوديو رانيري لم يسبق له تذوق طعم الدوري في أي من البلدان التي عمل فيها مدرباً ولفرق أكبر من ليستر ستي تاريخاً وقدرات مثل تشيلسي وروما وموناكو ونابولي وفيورنتينا وفالنسيا واتلتيكو مدريد ويوفنتوس وانتر ميلان، لكن (الثعالب) وضعوا كل هذه الأمور خلف ظهرهم وراحوا يحققون الانتصار تلو الاخر وهمهم الوحيد هو جمع أكبر عدد من النقاط لأنهم يعرفون جيداً ان هذا الأمر فقط هو الذي يمكنهم من الوصول إلى مرتبة متقدمة، وبعد أن أصبح الأمر أشبه بالمغامرة من خلال التربع على قمة جدول الترتيب لعبت حكمة المدرب دورها في اعداد لاعبيه نفسياً لمثل هذا الأمر الجديد عليهم وراح يؤكد ان همه الوحيد هو عبور حاجز الأربعين نقطة لضمان البقاء!!!. وراهن الكثيرون على ان مغامرة هذا الفريق (الصغير) ستنتهي قريباً وانه لن يصمد طويلاً في الصدارة، لكن تمر الجولات سريعاً وكتيبة رانيري تواصل حصد النقاط بينما يتساقط الملاحقون في فخاخ التعادل والهزيمة ويهدرون النقاط، فيتحقق الحلم أو المعجزة قبل جولتين من النهاية.

    
http://beladitoday.com/?iraq=%CF%D1%D3-%E3%E4-%E1%ED%D3%CA%D1&aa=news&id22=60948
مقالات للكاتب نافع خالد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق