الأحد، 20 مايو 2012

”بلادي“ تكشــف المخفــي فــي احــداث طرابلــس

بلادي اليوم / علي يوسف *
عاد الهدوء الحذر الى مدينة طرابلس اللبنانية بعد ان شهدت اضطرابات خلال الايام القليلة الماضية . حيث شهدت المدينة احداث عنف بين مسلحين وقوات الامن اللبنانية غلب عليها الطابع الطائفي . الامر الذي استدعى اجتماع القيادات اللبنانية .
احداث طرابلس اندلعت بعد اعتقال قوات الامن اللبنانية لشاب يدعى " شادي مولوي " وعند التحقيق في سيرة المدعو مولوي تحفل سيرتة الذاتية بالتورط والشبهات، فشادي المولوي اعتنق فكر "القاعدة" منذ سنوات، وتلقى دورات تدريبية عسكرية في أفغانستان وشارك في أعمال قتالية في العراق. وهو من أتباع تنظيم القاعدة الذي يسمى "الجهاد في بلاد الرافدين" والذي كان يتزعمه زعيم تنظيم القاعدة الارهابي أبو مصعب الزرقاوي الذي اغتيل في غارة امريكية في العام 2006 . و ومرجعية مولوي في لبنان شيخ في طرابلس يدعى أبو حفظ المصري.
وكان المولوي تردد على مدن سورية عدة، بينها القصير وباب دريب في حمص، وجبل الزاوية في إدلب، وقد سبق له أن سجن بين عامي 2007 و2009 بتهمة الإنتماء إلى تنظيم مايسمى " فتح الاسلام " . وقبل إعتقاله بمدة، دخل المولوي الأراضي اللبنانية قادما من سوريا بطريقة شرعية، ويملك المولوي جهاز اتصال "ثريا" يمكنه من التواصل عبر الاقمار الصناعية من دون المرور بالشبكات المحلية.
وبعد ان تمكن الامن اللبنانية خرجت تظاهرات مطالبة بإطلاق سراحه سرعان ما تحولت الى تبادل اطلاق نار بين منطقة باب التبانة وجبل محسن فسارعت وسائل الاعلام الى الترويج بوجود نزاع طائفي في لبنان . دون ان تشير الى سبب النزاع ومن يقوم به ؟ ومن المستفيد ؟ ومن اين يأتي هذا السلاح الذي يستخدمه المسلحين ؟ وماهي هذه الجماعات ومن يقف وراها؟
و كشفت مصادر لبنانية ان الجماعات المسلحة في سوريا تلقّت في الأسابيع القليلة الماضية كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والتجهيزات الحديثة، فضلا عن الاموال النقدية، ما سمح لها بشكل أو بآخر أن تنقل الأزمة إلى مدينة طرابلس، بعد أن كانت تكتفي في الأسابيع الماضية بإرسال مقاتليها إلى شمال لبنان لتلقي العلاج في مستشفيات طرابلس. وكل ذلك كان بدعم منّ المخابرات المركزية الأميركية، وبالتعاون مع حلفائها السعودية وقطر وتركيا كما ذكرت صحيفة واشنطن بوست الامريكية الاسبوع الماضي .
وبينت الصحيفة ان المخابرات الامريكية هي من تقوم بعمليات التحضير والتنسيق، وذلك منذ زيارة الوفد الاميركي الاخيرة برئاسة جيفري فيلتمان مساعد وزير الخارجية الامريكية لشؤون الشرق الأدنى الى العاصمة بيروت حيث تشير المعلومات أيضا أنّ عدداً من مرافقي السيناتور الاميركي جوزيف ليبرمان لم يغادروا معه، إنما مكثوا في شمال لبنان تحضيرا لما جرى ويجري من جهة وتأسيسا لانتقال قائد مايعرف بـ "الجيش السوري الحر" رياض الأسعد إلى لبنان إيذانا بتوسيع رقعة الاشتباكات على الحدود السورية لاستنزاف قوات النظام السوري وإضعافها، وبالتالي تخفيف الضغط الامني والعسكري عن الداخل السوري بما يسمح للمسلحين بالمزيد من الحراك. ورغم كل هذه السيناريوهات التي رسمها وخطط لها الغرب الا ان الوضع في طرابلس عاد الى الهدوء الحذر إلا أن التناقضات والتغيرات في موازين القوى التي عكَسَها، ستكون لها تداعيات على المدى الطويل.
* مركز بلادي للدراسات والابحاث الستراتجية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق