الاثنين، 2 سبتمبر 2013

قائمة "أخوان الخليج"

بعد سقوط حكم الأخوان المسلمين في مصر، وتراجع حكمهم في تركيا، وتعثر تجربتهم في ليبيا وتونس، بدأت الدعوات لملاحقتهم في الخليج .
بعض الصحف الخليجية شبه الرسمية لم تكن تخفي عداءها لتنظيمات الأخوان في الخليج من قبل، لكن تطورات الأحداث في مصر دفعتها إلى إعلان العداء السافر. وفي هذا الإطار برز قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان تميم كشخصية متصدّية للهجوم على الأخوان وتنظيماتهم، والتحذير من مخططاتهم ومؤامراتهم. وهناك من يقول بوجود توزيعٍ للأدوار، بحيث يوكل للفريق التصريح بما لا يليق بالسياسيين التفوه به، في منطقةٍ تعد الصمت حكمةً دائماً .
أكثر تصريحات الفريق خلفان ضد الأخوان تصريحات نارية، سواءً المنشورة في الصحافة أو تلك التغريدات المنشورة على موقعه على «تويتر»، خصوصاً بعدما قيل عن اكتشاف تنظيم سري إخواني يهدف إلى قلب النظام قبل أشهر. وفيما يرى البعض فيها آراء شخصية، يعتبرها البعض تعبيراً غير مباشر عن رأي السلطات.في تصريحه امس الاول الاحد.. أعرب خلفان عن تأييده لوجود «قائمة خليجية تضم أسماء من ينتمون إلى جماعة الأخوان في المنطقة، للحد من خطورتهم، ومن تناقلهم للأموال وغير ذلك من النشاطات المشبوهة» على حد تعبيره. وهو يشير في ذلك إلى حقيقة عمل الأخوان في الخليج، حيث كوّنوا ثروات طائلة، وأداروا مؤسسات مالية كبرى، في ظل علاقة دافئة مع دول الخليج استمرت لأكثر من أربعة عقود، كانوا ينظرون فيها إلى الخليج كبحيرة نفطية دافئة حلوب. مع الاصطفافات السياسية الجديدة في المنطقة، (وهي ليست سنية شيعية كما كان يُخطّط لها وإنّما خلافات في التوجهات والسياسات والخيارات على مستوى الوطن العربي كله)... مع هذه الاصطفافات وسقوط حكم أخوان مصر، بدا شهر العسل الطويل قد انتهى بين الجانبين. وفي حديث خلفان الأخير، أشار إلى أن «كثيراً من الناشطين في هذه الجماعة والمتضامنين معهم هم على قائمة المنع من دخول بلاده». فبعد عقودٍ من ملاحقة الحركيين من التيارات الأخرى، كان فيها الأخوان مرضياً عنهم ويحظَون بالقرب في أكثر دواوين الخليج، كحلفاء استراتيجيين، جاء الدور لحلق لحاهم، فـ «الدنيا دول».
أخطر من ذلك، دعوة خلفان إلى «تنسيق خليجي أكبر لمنع نشاطات أفراد الجماعة، وخصوصاً بين السعودية والإمارات والكويت». ولا يدري القارئ لماذا اختص نصف دول مجلس التعاون واستثنى النصف الآخر . خلفان رجل شرطة وأمن، لكنه دخل على خط السياسة حتى أوغل فيها، وهو يقول أن «أعضاء جماعة الإخوان في دول الخليج العربي يخططون منذ أعوام طويلة للنيل من بعض الدول الخليجية بالتمرد على الأنظمة الموجودة، واللعب على وتر حقوق الإنسان». ولا بد هنا من القول، أنه لعبٌ على وتر حقوق الإنسان في بعض دول الخليج، ولعبٌ ضد حقوق الإنسان وامتهانٌ لكرامته، ودفاعٌ عن ما يحصل من انتهاكات في دول خليجية أخرى.
خلفان توقّع أن يضعف أتباع الاخوان في دول الخليج بعد سقوط حكمهم في مصر، بعدما فتحوا أبوابها ليتغلغل فيها تنظيم القاعدة، بما فيه من «خزعبلات كثيرة» على حد قوله، فـ «حين تدقق في أنشطتهم تجد الكذب والتدليس وجرائم القتل، ونشاطهم رفع السلاح في وجه المسلمين».
خلفان قال كلمته وأدلى بدلوه... والدنيا دُوَل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق