الأربعاء، 28 سبتمبر 2016

هموم مشتركة

~الحشد الأممي في نيويورك يشهد تنوعاً متميزاً من حيث الخلفيات الجغرافية والقومية والسياسية والاقتصادية لكنه يلتقي تحت عنوان جامع هو الامم المتحدة.. ملتقيات متعددة واحياناً متعارضة بل متحاربة تتعاطى مع المنظمة ويعتلي منبرها الاصدقاء والخصوم غير اللقاءات الطوعية بين مختلف الوفود التي يجمعها "مشترك
المصالح" أو "مشترك الاخطار".. بمثل هذه الاجواء تروّج القناعات التي قد تفضي الى اتفاقات لاحقة أو مسودات تفاهم كما توجّه الدعوات لتبادل الزيارات بين المسؤولين لعواصم الدول المختلفة.. كما تكون الفرصة سانحةً لتبادل تبني الترشيحات المزمعة للمواقع في منظمات الامم المتحدة مما يساهم في دفع ممثلين جدد لبعض الدول التي لم تكون اعضاء فيها.. بمقدار ما تكون الفرص مؤاتية لملء المواقع الشاغرة لكنها لا تقبل الارتجال ولا تبلغ هدفها وهي بعزلة عن الاخرين وهو ما يذكرها سلفاً بإعداد أوراق المواقف المطلوبة واستثمار اللقاءات الثنائية تمهيداً لبلوغ نصاب العدد المطلوب.. وهو ما يجعل الفرص في أروقة المنظمة مؤاتية أكثر من غيرها لبلوغ الاهداف..
كانت امام العراق فرص سانحة لمخاطبة بعض الدول بما يجمعها من أهداف ليس فقط على مستوى تحقيق المصالح بل على صعيد دفع خطر الإرهاب الذي بات من أوضح الواضحات خصوصاً وانه قرع طبول الخطر في مختلف البلدان وضرب في العمق الأمريكي والعمق الفرنسي والأعماق الاخرى مما يعني أن مواجهة العراق للارهاب أصالةً عن نفسه ونيابةً عن باقي بلدان العالم وانه ورغم ظروفه المالية الاستثنائية يواصل المواجهة ويحقق الانتصارات بكل كفاءةٍ واستبسال ما يضع دول العالم أمام مسؤوليتها الانسانية لتحمل أعبائها الى جانب العراق فيما تتطلبه من دعمٍ مالي وسياسي ولوجستي وخدمي.. خصوصاً وأن العراق يعاني من أزمة مالية كأوضح ما تكون بوجهيها في ارتفاع النفقات جراء الحرب وانخفاض الموارد بسبب تدني أسعار النفط مضافاً الى تركة الفساد الموروث من المرحلة السابقة.. واذا كان مربع المواجهة ضد الاٍرهاب هو الدم والمال والفكر والاعلام فإن حصّة العراق منها كان الدم والفكر وهما أخطر وأهم ما بالمواجهة.. وهو ما حفّز الكثير من الدول أن تقف بمسؤولية الى جانب العراق.. تبقى مهمة المواجهة ضد الدواعش من أخطر المهمات خصوصاً وأن البعض يحاول أن يفتح ثغرات جانبية من الخلف علّه يشغله عن حربه المصيرية هذه.. لقد اتسع الصف الأممي بتفاعله مع العراق مما كشف عن وعيٍ أمنيٍّ وسياسي متميز..

http://beladitoday.com/?iraq=%E5%E3%E6%E3-%E3%D4%CA%D1%DF%C9&aa=news&id22=67927

    مقالات للكاتب د . إبراهيم الجعفري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق