يعد النقل رافدا من الروافد المهمة لدخل الدولة ولاسيما شركات النقل العام لما توفره من اموال تدخل ضمن الايرادات ومنها شركتا بغداد العراق والبادية للنقل العام، إذ يعد عمل كلتا الشركتين خلال المرحلة المقبلة مهماً جداً بالنسبة للمستثمرين وسوق العراق للأوراق المالية, حيث تشير مؤشرات كثيرة الى أهمية خدمات النقل كبيئة استثمارية في العراق, وعلى ضوء ذلك إن عمل هذه الشركات من الأعمال التي تحظى بأهمية سواء من قبل القطاع العام أو الخاص.
إذ أوضح أحد المستثمرين في سوق العراق للأوراق المالية أن شركة بغداد العراق (بغداد لنقل الركاب سابقا) تأسست سنة 1987 برأس مال مقداره (160,000,000) مليون دينار ولم تطرأ إية زيادة عليه لغاية الآن !! , أما شركة البادية للنقل العام فتأسست سنة 1994 برأس مال مقداره (300,000,000) مليون دينار تمت زيادته مرات عدة ليصل الآن إلى (1,350,000,000) مليار دينار, وهنا نلاحظ الفارق الكبير في رأس المال بينهما, وإن هذا الفارق شكل نقطة ايجابية لشركة بغداد العراق سوقياً من خلال قلة الأسهم الحرة القابلة للتداول, وبالتالي شكل عاملاً رئيساً في ارتفاع سعر السهم سوقياً (تداولات سوق العراق للأوراق المالية), لكن هذا الارتفاع برغم أنه يتوافق مع جملة من المؤشرات الإيجابية المسجلة خلال العام الماضي, ألا أنه ارتفاع مبالغ به على ضوء ما ستوضح لاحقا.
وأضاف: أن آخر البيانات المالية المنشورة لكلتا الشركتين, هي البيانات المالية للفصل الثالث – 2011 , وهي قد لا تعطي صورة كاملة عن المركز المالي للشركات أعلاه, لكنها حتما تشكل من الأهمية في إعطاء إشارات واضحة عن الخطوط الرئيسة للمرحلة المقبلة.
وتابع المستثمر: من خلال البيانات المالية, نلاحظ إن نسبة العائد إلى مجموع الموجودات هي 0,061 دينار في شركة بغداد العراق مقابل 0,065 دينار في شركة البادية للنقل العام, أما نسبة العائد إلى رأس المال فبلغت 1,195 دينار في شركة بغداد العراق مقابل 0,610 دينار في شركة البادية للنقل العام.
ونسبة السيولة (النقد) إلى الالتزامات المتداولة كانت 0,721 دينار في شركة بغداد العراق مقابل 0,229 دينار في شركة البادية للنقل العام, أما نسبة الأصول المتداولة إلى الالتزامات المتداولة فكانت 1,518 دينار في شركة بغداد العراق مقابل 1,504 دينار لشركة البادية للنقل العام.
وبيّن: ان نسبة الاحتياطي إلى رأس المال كانت 401% في شركة بغداد العراق مقابل 178% في شركة البادية للنقل العام, وهذا يؤكد إن هذه النسب الخاصة بالاحتياطي هي الحد الأعلى الذي يمكن خلاله زيادة رأس مال الشركة عن طريق منح أسهم مجانية للمساهمين، سعر السهم الدفتري لشركة بغداد العراق يبلغ 5,010 دينار، أما سعر السهم السوق وفقا لآخر إغلاق له فيبلغ 55 دينار, أما سعر السهم الدفتري لشركة البادية للنقل العام فيبلغ 3,646 دينار والسعر السوق وفقا لآخر جلسة إغلاق هو 8,800 دينار.
كما نلاحظ من خلال النسب المشار لها أعلاه إن كلتا الشركتين تمثلان نموذجاً مثالياً للاستثمار خلال المرحلة المقبلة, برغم إن هنالك تفوقا نسبيا لشركة بغداد العراق, لكن هذا الاختلاف غير عادل في سعر السهم سوقياً, لكن إذا عدنا إلى موضوع العائد على الاستثمار سوف نلاحظ مثلا إن شراء مليون سهم في شركة بغداد العراق (طبعا من الصعوبة تجميع مليون سهم) بسعر 55,000 دينار (55,000,000 مليون دينار) سوف يؤدي إلى الحصول على أرباح تبلغ 1,195,000 دينار فقط إذا ما افترضنا بأن النسب المشار لها أعلاه هي نسب نهائية, أي إن نسبة العائد إلى رأس المال المستثمر سوف تكون 2,1% !!! .
وزارد في حديثه: ان شراء مليون سهم في شركة البادية للنقل العام بسعر 8,800 دينار (8,800,000 مليون دينار) سوف يؤدي إلى الحصول على 610,000 ألف دينار وهي تشكل 6,9% وبذلك يكون التفوق هنا واضح لشركة البادية للنقل العام, علما أن رأس المال المستثمر في شركة بغداد العراق من خلال شراء مليون سهم والبالغ (55,000,000 مليون دينار) يمكن من خلاله شراء 6,250,000 مليون سهم في شركة البادية للنقل العام, وأن هذه الأسهم تدر عليك ربحاً يبلغ (6,250,000 سهم × 0,610 دينار = 3,812,500 دينار) , مع الأخذ بإن العائد على الاستثمار في شركة البادية للنقل العام وحسب المؤشرات المسجلة في البيانات المالية المشار لها أعلاه, سوف يتجاوز حاجز الـ (1) دينار في الحسابات الختامية لسنة 2011, وهو بالتالي سوف يدر عليك ربحاً مقداره 6,250,000 مليون دينار وفقاً للمثال المذكور سابقاً وبذلك يتجاوز هذا الربح, لغ الفائدة (10%) في حال إيداع المبلغ كوديعة سنوية ثابتة في أحد المصارف التي تتعامل بهذا السعر من الفائدة.
بلادي اليوم / هديل الصافي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق