بدأ المؤتمر الدولي الأول للشباب والصحوة الإسلامية أعماله صباح أمس الأحد في العاصمة الإيرانية طهران، بمشاركة أكثر من 1000 شاب من 70 دولة وبحضور رسمي متميز وحضر حفل الافتتاح الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد وعدد من المسؤولين الايرانيين، وإفتتح المؤتمر بكلمة للأمين العام للمجمع العالمي للصحوة الإسلامية علي أكبر ولايتي، تناول فيها أهمية دور الشباب في الصحوة الإسلامية. مؤكدا إن الثورة الاسلامية الايرانية رفعت شعار الهوية الاسلامية لتأتي بنظام شعبي قوي، مشيراً إلى أن الثورات العربية تضم كل التيارات ويمكنها التأكيد على هويتها الاسلامية، معتبرا ان ما حدث في مصر وتونس خير دليل على ذلك.
وقال: أن الصحوة الاسلامية جاءت لتحرير الفرد والأرض من الاستبداد والهيمنة الغربية، مشيرا الى ان صاحب لواء هذه الصحوة الاسلامية العظيمة هو الإمام الخميني (قدس سره)، لافتاً الى انه تم تأسيس مجلس استشاري لعقد مؤتمر حول الشباب لتبادل وجهات النظر.
وشدد على أن مطالبات الحركة الإسلامية في المنطقة تؤكد مقاومة القوى السلطوية في العالم والحد من تدخلاتها في الدول الإسلامية، وإحياء الهوية والطابع الإسلامي، وإحقاق حقوق المظلومين والمغتصبين ولاسيما الشعب الفلسطيني، مضيفا أن شعوب المنطقة ومن خلال حراكها الإسلامي تطالب بنجاة المسلمين من الفقر والمشاكل الإقتصادية والإجتماعية، وسوقهم نحو التطور والإزدهار.
وأوضح أن إنطلاق الثورات في دول المنطقة وصحوة العالم الإسلامي يمكن أن نعدها مرحلة "محورية أساسية" يستطيع المسلمون من خلالها التواجد في العرصات السياسية في العالم.
ولفت الى ان التطورات الأخيرة في المنطقة وإندلاع الثورات الشعبية حظيت بصفات وميزات مختلفة أهمها الوقوف بوجه المستبدين والمطالبة بالإستقلال، فضلا عن سلمية هذه الثورات وتمحورها حول الشباب، مشيرا إلى أن الثورات العربية تضم كل التيارات ويمكنها التأكيد على هويتها الاسلامية، وأن ما حدث في مصر وتونس خير دليل على ذلك.
الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد أكد في كلمته أن الديمقراطية التي تتشدق بها أميركا والدول الغربية لا يتم تحقيقها عبر فوهات بنادق أميركية وغربية.
وقال نجاد: أن الولايات المتحدة والكيان الصهيوني هما مصدر جميع المشاكل التي يواجهها العالم في الوقت الحاضر، مشيراً الى أن الغرب يسعى الى إنقاذ الكيان الاسرائيلي عبر بث الفرقة والفتن بين دول المنطقة، مضيفاً إن "الهدف من زرع الكيان الصهيوني في المنطقة هو الهيمنة على الشرق الاوسط وموارده، وبالتالي قمع الحركات الثورية التي تشهدها المنطقة".
وأشار الى ان الغربيين جاؤوا الى المنطقة قبل 100 عام، وأرتكب البعض اخطاء تسببت في بقاء هذا الكيان (اسرائيل) في المنطقة، وتمكن المستكبرون من الهيمنة على المنطقة، مبينا انه اذا كانت هنالك دكتاتوريات في المنطقة فلا بدّ من البحث عن جذورها لدى الصهاينة، فمن رفع الدكتاتوريات في المنطقة أمام الشعوب، ومع من يعقد الحكام الدكتاتوريون اجتماعاتهم السرية، ومن الذي زود دكتاتوريات المنطقة بالاسلحة؟
ونوه الى انه منذ أكثر من 100 عام، هنالك حزبان فقط في امريكا، في حين ان سكان الولايات المتحدة يبلغ أكثر من 300 مليون نسمة، فلماذا يجب على الشعب الامريكي، ان يلجأ من هذا الحزب الى الحزب الآخر؟ في حين ان كلا الحزبين انما هما دميتان يحركهما الكيان الصهيوني من وراء الكواليس.
وأوضح نجاد انه "على الجميع ان يكون حذرا" ففي العام الميلادي الماضي تم بيع أكثر من 60 مليار دولار من السلاح في المنطقة، فهل يستخدم هذا السلاح لايجاد الديمقراطية ام لأجل الحرب والدمار ؟".
واضاف: ان تحقيق سعادة وكمال الانسان يكمن في عوامل عدة وأهمها العدالة، لأن العدالة تشكل منطلقاً لحركة الانسان والمجتمع الانساني نحو القمة، فجميع الانبياء جاؤوا من اجل سعادة الانسان ورفعوا راية العدالة.
ثم تلا اعضاء هيئة الرئاسة كلماتهم بالمناسبة , وافتتحت الكلمات بكلمة لمفتي استراليا الشيخ تاج الدين الهلالي تحدث من خلالها عن انتصار ثورة الصحوة الاسلامية، معتبراً أن شرارة الثورات التي انطلقت من تونس إلى بلدان المنطقة، مضيفاً بأن الثورة لم تكتمل بل أنها ستقتلع الطغاة كافة، مشدداً على أن ما تريده شعوب المنطقة هو تحقيق الوحدة الإسلامية.
تلتها كلمة لأمين عام حركة الجهاد الاسلامي الدكتور رمضان شلح أكد من خلالها أن ما تشهده المنطقة هو صحوة، معتبراً أن ما حققته المقاومة انتصارات في محطات كثيرة، فان المنطقة اليوم على موعد مع محطة تاريخية يكون الشباب فيها صناعاً للتاريخ ومحركاً لعجلته من جديد، وأن المطلوب الانتقال من حالة الصحوة إلى النهضة.
وحذر رمضان من أن تسلب الأمة عناصر قوّتها من خلال الأفخاخ التي تريد ايقاع الفتنة، مشيراً إلى التهويل والتخويف من الإسلاميين و وصولهم إلى الحكم، مضيفاً أن ما يراد للأمة هو حرف البوصلة عن العدو الحقيقي وتصوير ايران وكأنها هي العدو للمنطقة.
واعتبر ان للجمهورية الاسلامية حق الوفاء في أعناق الأمة، لأنها تمثل اليوم قاعدة للمشروع الاسلامي حيث انتقل الاسلام في ايران بالثورة من الصحوة إلى النهضة، وأضاف: أن الغرب وحليفه الكيان الصهيوني يريد أن يحطم هذا المشروع في إيران، معتبراً أن ما تريده الأمة من الجمهورية الاسلامية هو أن تواصل إيران مسيرتها في الانتصار للمستضعفين والضعفاء وان تنتصر لحقوق وارادة ومطالب الشعوب.
كما تلا عضو المجلس التنفيذي لحركة النهضة في تونس الأستاذ صبحي عتيق كلمة تحدث فيها بلسان ثوار تونس، قائلاً " لا بدّ للصحوة أن ترتفع عن الفروع وان تهتم بالأصول من خلال العمل على تحقيق الوحدة الاسلامية والمشروع الاسلامي، وتنظيم الأولويات والترفع عن العمل على المصالح الفئوية والحزبية والمذهبية، معتبراً ان الغرب يرفع فزاعات للتصدي للصحوة الاسلامية، من خلال الحديث عن حقوق المرأة وعن البرنامج النووي الإيراني...".
من جانبه أكد الوزير الفلسطيني محمد مدهون في كلمته أن مرحلة الصحوة كانت وليدة للمعاناة والتضحيات الفلسطينية، لافتاً الى أن شرف اللقاء بهذا المؤتمر هو شرف العمل على صنع المستقبل.
وقال المدهون: إن شعار المرحلة كان "الشعب يريد" مضيفاً بأن الشعب يريد أشياء كثيرة على رأسها استكمال مشاريع تحرير البلاد العربية من مغتصبي السلطة فيها، وبناء دول الرفاهية والعدالة والحرية والتي تكون مأوى لقضايا الأمة الكبيرة، وأن الشعب يريد الوحدة الإسلامية والأمة الواحدة.
وحذّر رئيس المجلس السياسي في حزب الله السيد إبراهيم أمين السيد في كلمة له حذر فيها من الذين يريدون احتواء الثورات بدءاً من أميركا والكيان الصهيوني، معتبراً أن ما تريده أميركا هو أن يتقاتل المقاومون والثوار، وأن يُعطى الصراع المطلوب بُعداً طائفياً، منوهاً بتجربة المقاومة في لبنان وفلسطين والتلاحم والتضامن فيما بينهما، مشدداً على أن المقاومة تريد أن تقدم هذا كنموذج للوحدة بين المسلمين.
كما تحدث رئيس مؤسسة النور الاسلامية في باكستان السيد افتخار نقوي وقال: إن الشباب يشكلون ويضمنون دعامة وآمال الأمة الاسلامية، مشيراً في حديثه إلى إهتمام الاسلام بالشباب. وقال السيد نقوي "ان مشاكل العالم الاسلامي ستنتهي عندما ينتهي احتلال فلسطين".
ومن المقرر ان يبحث المشاركون في المؤتمر الذي يستمر يومين تطورات التحركات الشعبية في دول المنطقة، وتعزيز التعاون بين شعوبها، ويسعى المؤتمر الى احياء المبادئ والقيم الإسلامية، وخلق أرضية للتعاون بين التيارات والشخصيات المختلفة.بلادي اليوم / متابعة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق