قال رئيس التحالف الوطني رئيس تيار الاصلاح الوطني الدكتور ابراهيم الجعفري: إن التحدّيات الخطرة، والتهديدات المختلفة تعمُّ وجه الأرض؛ فلا تخلو قارّة من القارّات، ولا بلد من البلدان إلاّ ويتهدّده الفزع، والتهديد على نظرية (باري بوزان) الذي يعد أنَّ الأمن أوجده التهديد ،واضاف الجعفري في كلمته التي القاها في المؤتمر الدوليِّ الثاني لمجموعة الدراسات الاستراتيجية الذي اقيم في بغداد امس ولمدة يومين: اننا نعيش اليوم عالماً جديداً، هبّت فيه رياح من هنا، ومن هناك على الأقلّ في منطقتنا نجد أن المنظر عاصف امتدَّ إلى مناطق متعدّدة من العالم العربيّ والعالم الإسلاميّ. وفيما يلي نص الكلمة:
بغداد-بلادي اليوم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين، وأفضل الصلاة، وأتمُّ السلام على أشرف الخلق أجمعين سيِّد الأنبياء والمُرسَلين أبي القاسم محمد، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وصحبه المنتجبين، وجميع عباد الله الصالحين..
السلام عليكم جميعاً، ورحمة الله وبركاته..
قال الله -تبارك وتعالى- في مُحكَم كتابه العزيز:
((أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)) [الرعد : 28]
أحسب أنّ مؤتمركم هذا الموسوم (نحو بيئة إقليمية آمنة) ليس مُهِمّاً على مستوى العراق وحسب، ولا على مستوى الوضع الإقليميّ وحسب، إنما على المستوى الدوليّ؛ لأنّ التحدّيات الخطرة، والتهديدات المختلفة تعمُّ وجه الأرض؛ فلا تخلو قارّة من القارّات، ولا بلد من البلدان ألا ويتهدّده الفزع، والتهديد على نظرية (باري بوزان) الذي يعتبر أنَّ الأمن أوجده التهديد، ولأنَّ التهديد يعمُّ الكثير من البلدان لابدَّ من مُعادِل أمنيٍّ يقابل هذا المُعادِل الإرهابيَّ من مختلِف وجوهه، فيأتي هذا المؤتمر.
وإذا كان هو هذا تعريف الأمن -كما يرى بوزان- فإنّ الأمننة التي تعني إضفاء الأمن على مرافق المجتمع المختلفة، فهذه الأمننة هي الأخرى محكومة بفهم وسبر غور المعنى الأمنيّ الدقيق، ومُركَّب البيئة الأمنية.
أتصوّر أنَّ البيئة الأمنية تقوم على جملة عناصر أولها، هو العنصر المعنويّ في الآية التي استهللتُ بها:
((أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)) [الرعد : 28]
أحياناً ننظر إلى حجم التهديد، وفعل المُهدِّد، وأخرى ننظر إلى رصانة المُهدِّد، ووثيقة المُهدِّد، ومدى استقرار هوية المُهدِّد فرداً كان أم جماعة، أم شعباً، وعندما يكون قلبه مُفعَماً بالطمأنينة سيستمدّ من ذلك القلب مُقوِّمات معنوية مُهِمّة وأساسية؛ لمواجهة هذا التهديد، ولا يعني ذلك أن نقف عند الجانب المعنويّ إنما ينبغي أن نعبر من أولى عناصر المُكوِّن الأمنية، وهو العنصر القيميّ إلى العنصر المعرفيّ، وفي العنصر المعرفيّ يمتدُّ الأمن مع الإنسان انطلاقاً من قول الله -تبارك وتعالى-:
((وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ)) [الإسراء : 70]
دون أن نحيِّز الأمن، ودون أن نحيِّز الإنسان بعنصرية، أو قومية، أو دين، أو مذهب، أو منطقة الإنسان بما هو إنسان مُكرَّم عند الله -تبارك وتعالى- ومَن يحدق النظر جيداً في هذه الاية الشريفة يجد أنها لم تقُل، ولقد فضّلنا بني آدم، إنما قالت ((وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ)) [الإسراء : 70]
والفرق بين التفضيل والتكريم هو إنّ التفضيل يكون جهة أفضل من الأخرى، أمّا التكريم فهو مُطلَق كونك من بني آدم فأنت مُكرَّم عند الله؛ إذن معرفياً الأمن استحقاق لبني البشر لصغارهم وكبارهم، رجالهم ونسائهم من أقصى الأرض إلى أدناها، والعنصر المادي الثالث وهو الثروة والإمكانات المادية التي نستعين بها على تحقيق الأمن، والقرآن الكريم مرة أخرى يمدُّنا بمستلزمات القوة المادية:
((وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ)) [إبراهيم : 34]
اختلفت هذه النظرية القرآنية عن نظريات كثيرة فمنهم من فسّروا الأزمات الاقتصادية سواء كان في الاتجاه الماركسيّ، أو الاتجاه الرأسماليّ مثل مالتوس الذي ذهب إلى أنّ موارد الطبيعة محدودة، أي زيادة فيها يقابلها الحاجة المتزايدة السكانية الكثيرة، وستعرّض البشرية إلى الكارثة؛ نظراً للتفاوت المتزايد بمُعدَّل معادلة المتوالية العددية في الزيادة بالثروة، فيما تكون الحاجة البشرية والطلب البشريّ على هذا العرض التكوينيّ على مستوى المتوالية الهندسية، فستكون أزمة بمرور الزمن هذه بأمانة هي نظرية مالتوس، ولو أني أعتقد شخصياً مالتوسية مالتوس غير المالتوسية المعاصرة فهنالك خيانة لفهم مالتوسية مالتوس كالذين يرمون بأطنان الحليب ومشتقاته وأطنان الحنطة في المحيطات والبحار؛ حتى يحافظوا على سعر الحاجة في السوق.. هذه لا تمتُّ إلى مالتوس بصلة أبداً، بينما يطالعنا القرآن الكريم إنما موارد الطبيعة ليست فقط تزداد قليلاً، بل لا حدود لها:
((وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا)) [النحل : 18] إنما المشكلة أن الإنسان:
((إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ)) [إبراهيم : 34]
ظلوم في طريقة التوزيع بالمحاباة والتمييز بين الناس حيث لا يُجيدون فنّ استثمار هذه النعمة هذه هي المُعضِلة في العُمق التي تشكّل خرقاً حقيقياً، وتهديداً حقيقياً لاقتصادات الناس ليس فقط على مستوى منطقة من المناطق، بل على مستوى العالم كلِّه.. هذا باختصار مُكوِّنات الجانب الأمنيّ، وعناصر الأمن التي أستوحيها من القرآن الكريم.
نحن اليوم نعيش عالماً جديداً، هذا العالم هبّت فيه رياح من هنا، ومن هناك على الأقلّ في منطقتنا نجد أن المنظر عاصف امتدَّ إلى مناطق متعدّدة من العالم العربيّ والعالم الإسلاميّ، وقبل أن أدخل في هذا المُركَّب أودّ أن أقول: لا يمكن أن نفكّك بين مجالات الأمن والتداخل الأمنيّ.. هنالك تداخلات أمنية على المستوى الشخصيّ بما يهدّد صحة الإنسان ومعاشه وعقيدته الفرد، وما يهدّد أسرته، وما يهدِّد علاقته الزوجية، وما يهدِّد حقوقه المدنية، وما يهدِّد مستقبله.. كلُّ ذلك يقف في مقدّمة التهديد بمعنى أنَّ الأمن له هذا التداخل الضمنيّ.. في مُركَّب الأمن وهناك تداخل حقليّ.
التداخل الحقليّ هو العلاقة بين الاقتصاد والسياسة، وعندما يتهدّد الأمن جانب من هذه الجوانب تتداعى، وبقية الجوانب ستنفعل بآثار التهديد؛ لذا عندما تعصف عواصف الركود الاقتصاديّ، وانتهاك الحرمات، وابتزاز الثروات، والحصارات التي تضرب على بعض الدول تعطي مردودات معاكسة تتمظهر مرة على شكل مردودات إرهابية أو حروب؛ لمحاولة تعويض هذا الخلل؛ لذلك الكثير من الحروب ربما تختلف ومن ورائها أسباب اقتصادية والعلاقة حميمة ووطيدة بين هذه الحقول الثلاثة، الحقل الاقتصاديّ والأمنيّ والحقل السياسيّ.
من يقرأ تاريخ أوروبا بتمعُّن يُدرك جيِّداً أنها مزّقتها الحروب فحرب واحدة بين بريطانيا وفرنسا دامت 116 سنة، وتُسمَّى اختصاراً (حرب المائة عام)، ذهب فيها جيل كامل، فيها عذراء أورليان الشابة (جان دارك) في فرنسا، وحروب متعددة تدخل في جانب التداخل الحقليّ، وتعبّر عن مدى هذا التداخل وعضويته بين هذه الحالات.
كيف استطاعت أوروبا أن تجتاز هذه الحالة؟
اجتازتها عندما ركّزت على هذا المُركّب، وتحرّكت في ثلاثة محاور محور الأمن بعد أن تعرّضت تشيكوسلوفاكيا وبولندا إلى احتلال من قبل ألمانيا النازية أخذت أوربا درساً، وشكّلت النيتو، وحلف شمال الأطلسيّ، واعتبرت أنّ أيَّ اعتداء على أيّ دولة من دول أووربا هو اعتداء على كلِّ أوروبا فتشكّل حلف النيتو، ثم عبرت لتتحرّك على المحور الثاني هو السوق الأوروبية المشتركة، وانفتحت بأسواقها الاستهلاكية على كلِّ منتجات أوروبا، فتحرّكت المواد والمنتجات من بلد إلى بلدان أخرى فالمارسيدس الألمانية تمشي في شوارع أخرى من بلدان أوروبا، وكذا الحال بالنسبة للمنتوجات الهولندية والكهربائية التي غمرت أسواق دول أوروبية أخرى؛ وبذلك شعر المواطن الأوروبيّ أنه مرتبط ارتباطاً وثيقاً باقتصاد مشترك عندما تحرّكت أوروبا على هذين المحورين، وكان من الطبيعيّ أن تنتهي إلى المحور الثالث، وهو الاتحاد الأوروبيّ، وطوت مرحلة من الزمن مرحلة الحروب على الرغم من وجود خلافات في الدين والقوميات واللغة وتباعد جغرافيّ ووجود المآسي في تاريخهم، لكنهم حسناً فعلوا عندما حققوا الاتحاد الأوروبيّ، وفي صفحات وتداخل العوامل التي يكون فيها الإنسان مُهدَّداً أمنياً وصلت أوروبا بالذات المأساة حدّاً أنّ المرأة في القرن الثامن عشر وصلت إلى ذروتها، تهديد وفزع وترويع، هذا النوع من التهديد غريب في التاريخ فقط وفقط؛ لأنها جنس المرأة في مقابلها أشاعت ثقافة البطرياركية، وكانت المرأة المُهدَّدة الفاقدة للأمن مضطرة أن تحلق شعر رأسها، وتعتاد على غلضة الصوت واستخدام الألفاظ البذيئة، وتتزيّى، وتصوّر نفسها كأنها رجل، ثم تنتقل من مدينتها الأم إلى مدينة نائية؛ لكي لا تُعرَف أنها امرأة.. هكذا يحدّثنا ويل يورانت في موسوعته الرائعة (قصة الحضارة).. هذا التهديد والترويع انتشر في مختلف مناطق العالم. دونك الإرهاب الجديد المعاصر في القرن الحادي والعشرين عام 2001 في 11 سبتمبر بدأ في واشنطن ونيويورك، وهدَّد العالم، هدّد أمنه وسلامة اقتصاده، وكلَّ شيء فيه، ثم عبر إلى اسبانيا، ثم إيطاليا، وبريطانيا، وأندنويسيا، وماليزيا، وعبر إلى باكستان، وإيران، وتركيا، والسعودية إلى سورية، وإلى العراق، ومثّله شرَّ تمثيل صدام حسين عندما عبر إلى الكويت، واحتلها، وصادر ممتلكاتهم، واعتدى على سيادتهم.. هذا هو الإرهاب.
العالم اليوم مُهدَّد بشكل فاضح، والحرب وثقافة الكراهية، وما من حرب اندلعت إلا وارتكزت على ثقافة، وحينما لا ترتكز على ثقافة سرعان ما تنتهي؛ لذلك لم يدُم صدام باحتلاله الكويت؛ لأنَّ العراقيين غير مثقفين بثقافة الاحتلال، كما ثقف هتلر ألمانيا بثقافة الاحتلال، فاحتلَّ الكثير من دول العالم، احتلَّ هولنداء وتشيكوسلوفاكيا والسويد والدنمارك، وأخذ مقاطعات من روسيا، واحتلّ باريس، ثم امتدّ إلى بريطانيا في عمليات أسد البحر.
ثقافة تسبق الاحتلال، وثقافة تسبق الحرب، فتتأسّس الحرب، ويتأسّس الاحتلال عليها؛ لذا فأنتم من تحملون المُعادِل لثقافة العدوان والتهديد، وتقدّمون ثقافة الأمن والسلم والمحبة والثقة بين البشرية.. هذا هو المطلوب.
الجميع اليوم ينتظرون ذلك، عندما حصلت حرب الثلاثين عاماً بين الشمال والجنوب الألمانيين 1618 إلى 1648 بين البروتستانت والكاثوليك لم تقف عند حدود ألمانيا امتدّت إلى السويد والدنمارك.. ليس بيدك أن تمنع إشعاعات الحرب على المناطق الأخرى؛ لذلك عندما تستعر حرب ما في مكان ما لا ينبغي أن نقف مكتوفي الأيدي، ونقول: لا يهمُّنا ذلك..
عناصر السوء في الحرب تمتدّ؛ لذا لا يمكن أن نقبل لشعبنا الخير، ونتمنى الشرَّ للآخرين؛ الإنسان هو الإنسان، والصراع في العمق هو صراع بين السلم وبين الإرهاب..
إخوتي الأعزاء.. أتوسم بهذا المؤتمر أن يكون مُعاصِراً في أطاريحه، وفي استنتاجه، وينفتح على التجارب المعاصرة، فاليوم نعيش وإياكم فصل الربيع العربيّ، وغنينا له، وصدحنا بأصواتنا، وخطبنا، وأوصلنا رسائلنا وكلماتنا إلى كلِّ الناس.. نتمنى لهم أن يعيشوا ربيعاً حقيقياً غير مشوب بمنغصّات، لكننا لا نكتمكم سراً إننا نقرأ في الأفق أنّ هذا الربيع ربيع رائع يعبّر بمُجمَله عن مُجمَل الإنسان الذي يقف خلفه.
انطلقت من تونس والشعب التونسيّ الذي أطاح بزين العابدين بن علي، أو الثورة التي حصلت في مصر والشعب المصري الذي أطاح بحسني مبارك، أو الثورة التي حصلت في ليبيا وأطاحت بمعمر القذافي، وكذلك في بقية الثورات بكلِّ منطقة من مناطق العالم، غير أننا نخشى على هذه الثورات أن يتسلل إليها بعض الشذاذ، ونتمنى أن يعوا هذه المخاطر، فهنالك ظواهر ربما تعلق في بدن هذه الثورات أولى هذه الشوائب هي شائبة الإرهاب، واستباحة دم الإنسان وكرامته، وأمواله، والانقضاض على هذه الثورات، ومصادرة مُنجَزاتها.
نخشى عليها من ثقافة الطائفية، وإحداث الفتن بين أبناء المذاهب، وبين أبناء الديانات، وأبناء القوميات المختلفة.
الثورة تعبير عن إرادة الإنسان الذي هو وحدة بناء المجتمع؛ ومن ثم هي تعبير عن إرادة مجتمع، وما من مجتمع إلا ويختزن التنوُّع في داخله.. الثورة ملك الشعب بكامل حجمه ضدَّ أعداء الشعب من دون أيِّ شريك، كما نخشى عليها أن لا تجيد فنَّ إقامة النظام البديل..
الشعب يريد إسقاط النظام، وماذا بعد ذلك؟ لا دولة بلا نظام، ولا بلد في العالم من دون دستور وبرلمان..
أين البديل؟ مثلما نطلق صرخات إسقاط الأنظمة الدكتاتورية في مرحلة الثورة علينا أن نفكر بالأنظمة البديلة.
نخشى على هذه الثورات من الثقافة التي ترزح تحت وطأة العُقد الماضوية، وتراوح في التاريخ، ولا تريد أن تواكب الحياة، فضلاً على الاستمرار إلى المستقبل.
الإسلام العظيم دين المستقبل، دين يفتح آفاقنا وقلوبنا وعقولنا بأن نمتدَّ بالزمن إلى المستقبل، وأن نفكر بالمستقبل، وكل من يقرأ جيداً ما يختزنه القرآن الكريم، ومن يلتزم بأخلاق القرآن يجد أنه في الوقت الذي يؤكّد فيه القرآن على استحضار التاريخ، ووعي الواقع أن يستشرف المستقبل، وتسابق الزمن نحو المستقبل.
أتمنى لهذا المؤتمر المُبارَك أنه يخرج برؤية إن لم نقُل نظرية رؤية استراتيجية تنموية تمسُّ مُكوِّنات الوضع الأمنيِّ، وتجعل المنطقة على مشارف نظريات جديدة، نجيد فيها فنَّ مواجهة كلِّ عناصر التهديد؛ حتى يحلَّ الأمن بديلاً عن التهديد، والسلم بديلاً عن الحرب، والغنى والاستقرار الاقتصاديّ بديلاً عن الفقر والجوع..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.http://www.beladitoday.com/?iraq=الجعفري:-نخشى-على-ثورات-الربيع-العربي-من-تسلل-بعض-الشذاذ-إليها&aa=news&id22=3079
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق