عباس الصالحي
ها هي الانتخابات على الأبواب وبدأت الوجوه تتكرر علينا حاملة لنا وعود كثيرة بتغير واقع الحال الخدمي والاقتصادي وووو....
وها نحن كما فعلنا منذ عام 1963 تقريبا نصفق لهم مع علمنا المسبق والذي وصل إلى درجة اليقين أن أكثرهم لم ولن يفعلوا ما يقولون لأننا قد جربنا معظمهم وقد خذلونا بل أنهم حتى لم يستقبلونا ولم يسمعوا شكوانا وان سمعوها مجبرين فهم بها وبنا يستهزئون ومع ذلك نعيدهم للتسلط على خيراتنا وعلى أمورنا ونعود للتوسل بهم من جديد ونندب الزمان ونبقى نناشد ونطالب بتوفير الخدمات وحل المشاكل وهم يضحكون علينا بعد ان يرددوا كلمات قد حفظوها وهي (( من تجي الانتخابات نطلع وننطي كم واحد كم فلس وكم حاجة ونوعدهم وراح ينتخبونه )).
هل هكذا أصبح حالنا الكل يضحك علينا ينهب خيراتنا ويتسلى على همومنا ويرقص على جراحنا ونحن لا نملك إلا إن نصفق له حاملين شعارات ورايات تمجد به وكأن الحياة والممات بيده وكأن الدنيا ستتوقف بدونه، ناسين متناسين إننا من أجلسه على هذا الكرسي وأننا امام الله محاسبين على هذا الأمر.
((لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)) أين نحن من هذا وهل العراق خالي من الثقات المثقفين لنعيد بعض الوجوه التي جربناها وعرفنا أنها لا تهتم الا بمصلحتها الشخصية، نعم هناك من عمل للمصلحة العامة واثبت جدارة ولم يغلق باب أو هاتف ولم يتأخر عن محتاج او مهموم ولم يدخر جهدا لحل مشكلة او الاستماع لشكوى. إنا لا اتكلم عن هذا لأنه موجود بنسبة 5 % فقط من مجموع المرشحين ألآن للانتخابات.
قبل كم يوم سألني احد الأشخاص ما هو رأيكم إذا اخذ شخص مبلغ 25000 من احد المرشحين من اجل انتخابه فهو وعدني انه يعطي لكل شخص ينتخبه هذا المبلغ؟
وهنا أقول إذا كان هذا المرشح منذ ألآن يرشي ولا يخاف الله ويدفع هذه المبالغ من اجل استرجاعها مضاعفة بعد الجلوس على الكرسي تاركا الحديث الشريف (لعن الله الراشي والمرتشي) خلف ظهره فهل مثل هذا نؤمنه على خيراتنا ولماذا نسلم جراحنا وهمومنا بيد من يتسلى بها وبعد ذلك نجلس لنبكي ونتباكى؟
هذه الانتخابات الثالثة ونحن نسير على نفس النهج نصدق بمن لا يصدق وننتخب من لا ينتخب مع علمنا بذلك وهنا يجب ان نقر أمرين لا ثالث لهم.
أولهم إن ننتخب كما تعودنا مقابل مبلغ من المال أو هدية او الانتماء الحزبي أو العشائري ونتحمل كل ما يجري علينا من هم ومشاكل ونقص الخدمات والفساد الإداري والمال.
والثاني إن ننتخب حسب الكفاءة والأمانة والعمل بعيدا عن المغريات والانتماءات فنكون قد أرضينا الله تعالى وأنفسنا وساهمنا بتقدم البلد وأبعدنا المفسدين عن خيراتنا ومقدراتنا وأعطينا درسا لكل فاسد وجاهل. إن الشعب ليس جاهلا او غبيا وانه قادرا على الحفاظ على خيراته ورد الصاع صاعين لكل من استهزأ بالشعب وخان الأمانة.
أتمنى ان يفهم الشعب هذا الكلام البسيط بعقولهم وليس بقلوبهم والله الموفق ونسال الله القبول.http://www.beladitoday.com/?iraq=العاقل-لا-يلدغ-من-الإنتخابات-مرتين-؟؟&aa=news&id22=2931
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق