ماجد زيدان
تبذل المفوضية العليا للانتخابات جهدا كبيرا لاجراء انتخابات حرة ونزيهة لمجالس المحافظات التي ستجرى في نيسان المقبل, وقد وضعت مدونات للسلوك واكدت قوانين سابقة ودعت الى التقيد والالتزام بتوجيهاتها، وعاقبت قوى سياسية على خرق التعليمات والتوجيهات ، ويطمح المواطنون إلى إجراء الانتخابات في موعدها ويخشون تاْجيلها بسبب الظروف السياسية التي تشجع على انتهاك القوانين وتفسح المجال للقيام بافعال تحد من حرية المرشحين في التحرك والتنافس الشريف . لقد قامت القوى الارهابية باغتيال احد المرشحين من القائمة العراقية في محافظة بابل بعبوة لاصقة وتعرض مرشح في محافطة ذي قار من المجلس الاعلى للاختطاف من قبل مجموعة متطرفة ومسلحة وقعته على تعهد بالانسحاب لصالح مرشحين اخرين. وذكر ايضا، ان موظفين من المفوضية المستقلة للانتخابات يتعرضون للتهديد والابتزاز في مناطق اخرى . ان هذه الحوادث وغيرها لا تبشر بخير ولا بأجراء انتخابات على أساس التنافس الديمقراطي العادل والنزيه لأختيار الاصلح والانسب والذي يحظى بثقة الجمهور, وان اثارة المخاوف وممارسة المضايقات والاعتداءات قد يدفع المواطنين نحو العزوف عن المشاركة في الانتخابات بكثافة وهو ما ترمي اليه المنظمات والجماعات الارهابية والمتطرفة لكي تخلو الساحة الى جهات تحبذ هذه القوى أن يصل مرشحوها الى مجالس المحافظات او إفشال الانتخابات والاخلال بالعملية السياسية هذه الاعمال الاجرامية تتطلب تحركا سريعا من القوى والأجهزة الأمنية بمتابعة مقترفيها وملاحقتهم قانونياً وتقديمهم الى ساحة القضاء بأسرع وقت ممكن ليطمئن الناخب والمنتخب على حد سواء على ان الجهات المسؤولة ساهرة على سيادة القانون والقيام بواجبها لاجراء الانتخابات الحرة والنزيهة. اذا تركت هذه الحوادث تمر ولم يقدم الجناة الى القضاء، فان ذلك سيحقق اهداف الجهات الارهابية، ويفسح المجال لاثارة الشكوك والطعون في صدقية وعدالة العملية الانتخابية وما تفرزه من نتائج. البلاد في حاجة ماسة الى افضل الاسس والمناخات لممارسة عملية انتخابية بسلاسة واستكمال الاستعدادات والتحضيرات بكل أنواعها وأشكالها وتأمينها بصورة متساوية ومن دون تمييز لجميع المرشحين. ان حل المشكلات التي تواجه اداء انتخابات جيدة وفي مقدمتها الاستجابة للمطالب المشروعة والدستورية للمتظاهرين ينعكس ايجابا على تهدئة الاوضاع السياسية الضرورية لمثل هذه الفعالية المهمة، ولبناء حكومات محلية تنال ثقة اوسع ما يمكن من فئات شعبنا اداء مهامها وتحقق انجازات ملموسة لخدمة المواطنين. ان حملة وطنية للدعاية الانتخابية قانونية وتهيئة صحيحة لمستلزماتها واحترام الاطراف لبعضها البعض كفيل بإجراء انتخابات شفافة وحرة وإعطاء المجالس المقبلة جرعة كبيرة من الثقة ودفعة من النجاح في اداء مهامها. ان مجالس المحافظات المحلية في غاية الأهمية للمواطنين وإبعاد الشوائب والشكوك عنها مهمة وطنية بامتياز وتقلل من الطعون فيها وستعكس الى حد كبير كيف سيجري الانتخابات النيابية المقبلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق