عزيز الحافظ
كل العجب تجده في العراق.. تنظر لما حولك لاتجد ظلا تستفيء فيه ليوم واحد ترتاح من عناء متابعة كل او بعض شيء في الوطن الملتهب المستعِر حتى بتوقف السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة.. يصوغ لك الحدث مادة دسمة للإعلام المتنوع الجهات لا الصفاء ليؤرقك حتى وانت تحلّق في ملكوت أحلامك العادية كبشر يتنفس كالصبح. تصريحات نارية كالشواظ وكأفران التصنيع العسكري السابق تحرق نواظرك ومسامعك وخلجاتك وهروبك وبقائك بل وذكائك..اما آن للزبد ان يذهب جفاءً ؟ ويبقى في العراق ماينفع الناس؟ إنها تمنيات الموتى. اليوم حتى ابتعد عن الإستغراق في الإستغراب الذي لا املك منه إلا علامات التعجب النقطية.. قررت ان لا أستغرب ولا اتعجب! حتى لاتنهزم أمام اناملي توافقات كلمات أريد صياغتها بيسر وهدوء مفقودين. الخبر الصاعقي البرقي الذي لم يصدر حتى في زمن الملعون صدام هو صدور فتوى؟ من مفتي الديار العراقية الشيخ رافع العاني بتحريم التعامل مع البضائع الإيرانية... دون علامات التعجب.
فحوى الفتوى النارية السعيرية المجانية اللهبية المؤججة للوضع العام في العراق أن المعتصمين في قضاء سامراء وجهوا سؤالا إلى مفتي الديار العراقية رافع الرفاعي حول طبيعة التعامل مع البضائع الإيرانية، فأفتى الشيخ بضرورة مقاطعتها للتأثير على نظام الحكم في طهران. وأن الفتوى حددت أسلوب المقاطعة بمنع شراء البضاعة الإيرانية والمتاجرة فيها لمحاصرة الاقتصاد الإيراني، وأن المقصود بهذه الفتوى هو إيذاء الحكومة الإيرانية ردا على ما تقوم به من دور سلبي في العراق، وليس إلحاق الضرر بالشعب الإيراني... ويقول لك المنطق لم لاتكتب علامات إستفهام او تعجب. إذن ماهو مصير سيارات السمند والسايبا في المناطق المشمولة بالفتوى؟ الرد لا أسجله فلإترك خلجاته لنفسي المتذوقة طعم المرارة من واقع الوطن وبناء على نصيحة أحبة أعزاء.. لن اكتب تعليقي بل سأنقل ردا على المفتي من شخصية دينية لها وزنها ومعروفة في وسطنا العراقي وهو الشيخ مهدي الصميدعي، رئيس هيئة إفتاء أهل السنة والجماعة في العراق.. ولااعرف هل المنصبان متقاطعان أم هناك خصوصية أشمل لإحدهما إذ أعتبر:
1 - إن الفتوى التي أصدرها مفتي الديار العراقية، الشيخ رافع الرفاعي، بتحريم التعامل مع البضائع الإيرانية، «متسرعة وليست في وقتها المناسب».
2 - إن «الفتاوى تصدر ضمن ضوابط شرعية إسلامية محددة»، مشيرا إلى أن «النبي محمدا (ص) حين كان محاصرا من قبل أهل مكة لم يحرم على أتباعه التعامل مع أهالي مكة تجاريا».
3 - إن القضايا التجارية لا ينبغي أن تكون جزءا من المماحكات السياسية، فضلا عن أنه قد يكون من المبالغ فيه أن يصل الأمر حد الفتوى في قضية من هذا النوع، قد لا تكون لها الأهمية التي يمكن أن تنعكس سلبا على الطرف الآخر وإيجابيا على من يتبع الفتوى.
4 - دعا الشيخ الصميدعي الشيخ الرفاعي مفتي الديار العراقية إلى أن «يبقى بعيدا عن هذه الأمور خلال هذه الفترة، لا سيما أن هذه قضية إعلامية قد لا يكون لها تطبيق على أرض الواقع، كما لا يمكن الجهر بفتاوى على مسائل ظنية».
5 - قال الشيخ الصميدعي ربما تصدر فتاوى مقابلة بتحريم التعامل مع البضائع السعودية أو التركية أو القطرية ردا على مثل هذه الفتوى، وفي كل الأحوال فإن وقتها ليس مناسبا».
أفضل السكوت... فهل من المناسب الإفتاء بمقاطعة بضائع بالمليارات تدخل الوطن ويعيش على تداولها في العراق ملايين البشر؟ ثم مامصير السيارات الإيرانية التي تملأ كل بقعة في الوطن تقريبا؟ وهل ستليها هناك فتوى بهدر دم سائقها وراكبها وبائعها ومشتريها..
لاتعجب ولاإستفهام
أفتى مفتي بحرمة السجود على الحصيرة.. فسألوه الإستدلال بفتواه ممن؟ قال من القرآن لامن السنة النبوية الشريفة.. قالوا له هات برهانك؟ قال الآية ( وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا) فحرّم السجود على الحصيرة إستنادا إلى حصيرا... عيش وشوف!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق