الثلاثاء، 29 نوفمبر 2016

إعلام مقاد

~تحولت منابر الاعلام الرياضي في الآونة الأخيرة الى حلبات ملاكمة يتصارع أطرافها فيما بينهم مستغلين ظهورهم على الشاشة أو المساحة الصحفية الممنوحة لهم، فضلاً عن امتداد هذه المعارك لساحات مواقع التواصل الاجتماعي. ولو طالعنا الصورة من الخارج لوجدنا ان سبب هذه الخلافات هي الاختلاف في وجهات النظر حول القضية الأهم في الشارع الرياضي حالياً والتي تتمثل بمشاركة منتخبنا الوطني في تصفيات كأس العالم والملفات الكثيرة المصاحبة لها. لكن في حقيقة الأمر ان أساس المشكلة تعود إلى انقسام رجال الاعلام إلى قسمين، أحدهم يطرح وجهة نظره بغض النظر عن فحواها، أما الجانب الثاني فمن الواضح جداً أنه يتبنى الآراء التي يطرحها الجمهور حتى وان كانت غير منطقية ولا تستند إلى أي شيء غير العاطفة، وهذا النوع الأخير يشكل المصيبة التي ابتليت بها رياضتنا في السنوات الأخيرة، ويمكن أن نسميهم بأنهم مرضى ( اللايكات ) فهؤلاء لا هم لهم سوى حصد أكبر عدد ممكن من الاعجابات والتعليقات في الفيس بوك ربما ارضاءً لعقد نفسية كامنة في شخصياتهم. كما انهم لا يتوانون عن تغيير مواقفهم بين ليلة وضحاها والتصريح أو التعبير عن الرأي ونقيضه مع ان كل شيء موثق بالصوت والصورة!. للأسف الشديد ان مثل هؤلاء الزملاء انحرفوا عن المسار الذي يوصل نحو الهدف الحقيقي للاعلام وهو قيادة المجتمع بعد أن أصبحوا مقادين من حيث لا يشعرون وبالتالي لا يمكنهم ممارسة النقد البناء الذي من شأنه أن يصحح الأخطاء ويضع الحلول كونهم لا يفكرون سوى بتسقيط الاخرين. المتابعون بدأوا يرددون كلاما نضعه في خانة الشائعات لعدم توافر أدلة ملموسة عليه، وهو وجود عمليات ابتزاز وصفقات مشبوهة تمرر من تحت الطاولة تقف وراء أغلب ما يثار في بعض البرامج التي يقال انها اعتادت ان تأخذ الاتاوات من أغلب المدربين والمسؤولين واللاعبين، أما من لا يدفع فعليه أن يتحمل الويل والثبور!. نتمنى أن يكون هذا الكلام غير صحيح مع ان بعض الشواهد تؤكد وجود هكذا حالات يقف وراءها شواذ الإعلام الرياضي.

http://beladitoday.com/?iraq=%C5%DA%E1%C7%E3-%E3%DE%C7%CF&aa=news&id22=68305

    مقالات للكاتب نافع خالد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق