الأحد، 27 نوفمبر 2016

هذه شعائر الحسين

~تستطيل رغم مرور الزمن وتتشامخ بالتحديات فمنذ العام الواحد والستين الهجري عام حدث الثورة الحسينية الذي هزّ الضمائر وأيقظ النفوس بعد تبلّدها وَحَرَّك ارادة الامة بعد شللها ولليوم وهي تزداد انتشاراً وتتغلغل في نفوس شرائح الناس من خلفيات متنوعة لينضوي تحت لوائها العلماء والمختصون وغيرهم من عموم بني البشر وهم من أعمارٍ مختلفة ومن اجناسٍ شتى.. ينطلقون من قلوبٍ عامرةٍ بالتقوى يحدوهم الأمل بنيل شفاعةِ الحسين من خلال طاعة الله والعمل على تحقيق أهدافه التي ضحى من أجلها..
تستحضر تاريخَ الثورة لتُضفي على واقعة الطف بعدها المعاصر في كل ما يتطلب من التمسك في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وما يستلزم من ثبات الاهداف الحسينية رغم تجدد الظروف وتوالي العصور لتثبت للعالم اجمع ان جذورها الممتدة في القدم تمنحها سعةً بالانتشار ولاتعيقها حواجز الجغرافية ولا يمنعها فوارق اللغة.. شعارها واضح "وضوح الشمس في رابعة النهار" تجعل من روّادها على موعد مع القدر لتزلزل الارض من تحت أقدام الطغاة مهما كان جبروتهم وأساليبهم الماكرة ووسائل قمعهم.. فقد جرَّبت حكومات الزيف حظها بتشويه صورة الثورة الحسينية بكل أساليب الاغراء والقمع وبذلت ما استطاعت لمنعها ولكن دون جدوى ذهبت جميعها ادراج الرياح وبقي صوت الثورة مدويّا في أرجاء المعمورة يستهدف احقاق الحق وازهاق الباطل.. وها هي اليوم تشدّ عشّاق الحرية من أقاصي العالم لترسم بهم لوحة الانسان المتطلع للانعتاق بريشة حسينية تمتزج فيها العاطفة بالفكر وتجمع تحت لواء حاضنتها الكربلائية كل بني الانسان بجنسياتهم المتعددة ومن مناطقهم النائية.. وهم يسلكون طرق الوصول باتجاه "الحسين المرقد" ويعيشون على طول الطريق "الحسين الرسالة" فيما يعبدون الله وفيما يتعاملون مع بعضهم من ثبات المبدأ ونبل السلوك..
التماثل بمفردات الركب الحسيني بين زمن انطلاق الثورة وأزمنة إحيائها لدى الناظر ببصيرة في هويات أولئك السائرين في موكب الحسين يرى بنفاذ بصيرته أَنَّهُ "موكب حالات" ولم يكن مجرد "موكب أفراد" الحالة الحسينية والحالة الزينبية والحالة الرياحِيَّة وحالة زهير بين القين وحالة جون ووهب وهكذ يؤكد التاريخ نفسه ويتوسع في التجسيد لكل عناصر الخير التي اجتمعت تحت لواء سيد الشهداء وهي تخاصم عناصر الشر التي ضمها لواء يزيد لتتجلى مقولة الحسين "مثلي لا يبايع مثله"..




مقالات للكاتب د . إبراهيم الجعفري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق