الأربعاء، 23 نوفمبر 2016

إحياء الأربعينية من البعد

~تواصل عجلة الزمن دورانها على مدى التاريخ ويلتحم ركبٌ انسانيٌّ مبارك معاصر مليونيّ التعداد حسيني الهويّة متعدد الشرائح الاجتماعية متفاوت الاعمار في حاضره المتدفق مع تاريخه المتأصل يأبى الا أن يستشعر الزمن الحسيني ساعة ساعة وهو يقطعه شوطاً شوطاً علّه يتزود من عبادة الحسين حين الصلاة وينقطع بالنية الى الله تعالى تأسياً به مستحضراً أهدافه الانسانية في محاربة الظلم والفساد وتحقيق العدل والحريّة طالباً الاصلاح على هدي سيرة جده المصطفى..
هتافهم على طول الطريق أصداءٌ لصرخة الحسين "هيهات منّا الذِّلَّة" ومثلما لم تنقطع المسيرة الحسينية عن جذورها الكربلائية في التاريخ لم تتخلَّ عن حاضرها المعاش في المواجهة الأسطورية التي يواصلها ابطال الطف المعاصر في كربلاء من جديد لتحرير الموصل بعد تحرير الفلوجة والانبار وصلاح الدين والمدن المنتهكة الاخرى من قبل الدواعش الارجاس..
مع امتداد الزمن يمتد الولاء الحسيني ليعبر أسوار المذهب الى أسوار الاسلام ومن أسوار الاسلام الى أسوار الديانات غير الاسلامية ومن أسوار الديانات الى أسوار الانسانية اللامتناهي وبذلك يكون الحسين كما أراد له الله تعبيراً عن الانسان بكامل حجمه وتكون ثورته "هوية رفض" تواجه كل الظالمين وعلى كل الجبهات لا تهادن "سلوك يزيد" بكلِّ مفرداته وبلا هوادة كفراً ونفاقاً وظلماً ومعصية.. استحضر شعار الحسين وهو يقول "مثلي لا يبايع مثله".. يستقطبهم الحسين بشدة جاذبيته الآسرة ويدخل قلوبهم بقوة عقيدته النافذة ليروا انفسهم جزءاً من مملكة الحسين التي ورثت الانبياء كلهم آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى وسيدهم محمد (ص) ووارث علي سيد الأوصياء.. بهذا الثقل المعنوي الهائل واجه الحسين ظلم بني أمية فلا غرابة أن يحرّك مكامن الرفض الانساني بأوسع مداه وليعكس إرادة البشرية بأروع تجلّياتها.. في كل خندق مواجهة ولا غرابة ان تهوى له القلوب من شرق الارض ومغربها..
تبقى الثورة الحسينية تحمل اسرار الانتصار في طياتها مهما طال الزمن وتعددت ميادين الصراع فكما عبّر المهاتما غاندي عن سرِّ انتصاره الحسيني حين قال "علمني  الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر" سيبقى ذات السر وراء الانتصارات.. انها ذات المواجهة على جبهة محاربة الدواعش ونصرة ابناء الموصل الأبرياء..


http://beladitoday.com/?iraq=%C5%CD%ED%C7%C1-%C7%E1%C3%D1%C8%DA%ED%E4%ED%C9-%E3%E4-%C7%E1%C8%DA%CF&aa=news&id22=68055

    مقالات للكاتب د . إبراهيم الجعفري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق