بلادي اليوم / خاص
أعلنتْ وزارة حقوق الإنسان اليمنية في تقرير لها عن سقوط أكثر من 2000قتيل خلال الثورة الشعبية السلمية التي اندلعت في اليمن منذ فبراير 2011بينهم 143 طفلاً و20 إمرأة، بالإضافة إلى 22 ألف جريح، طبقاً لتقارير أولية.
جاء ذلك في التقرير الوطني السادس عن حالة حقوق الإنسان في اليمن الذي قدمته الوزيرة حورية مشهور إلى اللجنة المعنية بحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة فى اجتماعات دورتها (104) التى عقدت في نيويورك خلال الفترة من 14-15 اذار الجاري.
وأوضح التقرير إنه وبالرغم من التزام شباب الثورة بالسلمية، إلا أنه تخلل المشهد أعمال عنف ومواجهات مسلحة وحدوث انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان وسقوط كثير من الضحايا.حيث قام الحرس الجمهوري بشن هجمات مكثفة على ساحات المظاهرات في العديد من المدن اليمنية مما زاد عدد القتلى وبعد مشاركة القناصة من قبل الجانب الحكومي بقتل المدنيين
وقال التقرير إن أعمال العنف التي رافقت الثورة السلمية خلفت أيضاً تدميراً للبنية التحتية كالمباني السكنية والمنشآت الخدمية العامة وضعف توفير الخدمات الأساسية لشرائح واسعة من المواطنين كالكهرباء والمياه والمواد النفطية ومشتقاته الضرورية مثل غاز الطبخ المنزلي.وواجهت الثورة السلمية في اليمن جهات عديدة مسلحة كانت تهدف الى اختراق الثورة اليمنية من خلال احراق البنايات وتدمير البنية التحتية للتاثير على الراي العام ونقل صورة مشوهة عن الثورة السلمية لشباب اليمن . كما كشف التقرير عن أن التدهور الاقتصادي غير المسبوق الذي شهدته البلاد خلال العام الماضي أدى إلى إغلاق أكثر من 800 منشأة اقتصادية ما بين منشآت متوسطة وصغيرة وتسريح عدد من العمال اقترب إلى حوالي مليون عامل واتساع رقعة الفقر بين شرائح واسعة من المواطنين. و من جانبه أصدر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قراراً باعتبار شهداء الثورة السلمية من المدنيين الذين سقطوا العام الماضي "شهداء الوطن"، واعتماد رواتب لهم وللجرحى الذين أصيبوا بإعاقات.وينص القرار، الذي يتزامن مع الذكرى الأولى لمجزرة "الكرامة"، على أن توفر الحكومة الرعاية الصحية للمصابين ومعالجتهم في الداخل أو الخارج بحسب طبيعة الإصابة.ياتي هذا بعد احتفال اليمنيين اول امس الاحد بالذكرى السنوية الاولى لمجزرة الكرامة حيث ارتكبت ابشع جريمة في تاريخ اليمن واليمنيين خلال النصف قرن الأخير في العاصمة صنعاء, يوم له دلالاته الخاصة التي تحمل في طياتها معاني الحزن ومعانيَ أخرى, عام من الحزن والعيش مع الذكريات بالنسبة لأسر الشهداء, وعام من النضال السلمي حافل بالكثير من الانتصارات التي حققتها ثورة الشباب طيلة عام أو يزيد, وكان يوم 18 مارس الدامي بداية لنصر جديد كان ثمنه باهظاً وسقط فيه أكثر من 52 شهيدا وحوالي 618 جريحا. كان ذلك البحر من الدم الذي سال في جولة القادسية والشوارع المحيطة بها طعنة قوية في ظهر نظام الرئيس المخلوع علي صالح حينها, ومسمار دق في نعش الحكومة التي تساقطت كأوراق الخريف بالاستقالات الفردية وأخيراً باستقالة جماعية مثّل حينها أول نصر في طريق المشوار الطويل لثورة الشباب الشعبية السلمية,التي تلاها فيما بعد إعلان الجيش تأييده ودعمه لثورة, وتدافع الصحفيون والمثقفون للالتحاق بركب الثورة. جاءت مجزرة الكرامة كردة فعل على كلمة " الشعب يريد إسقاط النظام " ولم يكن احد يدري بان تلك المجزرة وحدها هي الكفيلة بإسقاط النظام, وانكشاف سوءته وتخبطه في جملة من القرارات المرتجلة والتي كان منها فرض حالة الطوارىء, التي أثبتت لصالح ونظام حكمه بان الشعب اليمني لم يعد يهمه الطوارئ فما حصل عقب صلاة جمعة الكرامة يفوق كل القرارات التي سقطت شرعيتها مع أول قطرة دم في ساحة التغيير بصنعاء. وفي السياق ذاته يقول المحامي اليمني احمد عبيد :ان ما حدث في جمعة الكرامة لشباب الثورة من قتل عمد مع سبق الأصرار والتخطيط المسبق تعدّ من الجرائم ذات الخطر العام ومجزرة بشعة لاتقل بشاعتها عن جرائم الإبادة التي يقوم بها النظام الصهيوني ضد الفلسطينيين ويجب محاكمة كل القتلة سواءً المنفذين منهم والمخططين والمقدمين المساعدة السابقة والمعاصرة .من جانبه يقول الصحفي محمد سعيد الشرعبي احد شهود العيان في تلك المجزرة : من شهد أو شارك ثوار ساحة التغيير بصنعاء ملحمتهم في "جمعة الكرامة" لا يستطيع اختزال تلك المذبحة مهما اختزل ، ولو كان "النفري" كأخلد داعية للاختزال اللغوي عبر التأريخ ، ولكن في نهاية الأمر وبالرغم من تلك المذابح المروعة انتصر الشعب في منازلاته المتعددة مع السفاح المخلوع ،الذي عاود الهجوم على الثورة والثوار بخطابه المشين مطلع الأسبوع الجاري ،مؤججا مشاعرالمطالبين برحيله النهائي ومحاكمته بعدما منحته المبادرة الخليجية حصانة من الملاحقات مع بقية مجرمي نظامه الذين امتصوا دماء الأبرياء وبنوا مجدهم من جثث الأبرياء طيلة 33 عاما .لقد كانت تلك الواقعة جريمة بشعة أبشع ما فيها أن الشباب الذي أزهقت أرواحهم لم يكونوا إلا سلميين بل كانوا في أعلى درجات السلمية وهم يؤدون صلاتهم.. لا أحد يستطيع أن يشكك في سلميتهم لقد كانوا في تلك اللحظة التي قتلوا فيها هم السلام نفسه , لقد قتل ضميره قبل أن يقتل شباب السلم والسلام فتهاوى وتداعى وسقط في حضيض الإجرام فانهار عرشه وسلطانه فسقط وغار وانصرف إلى مزابل التاريخ غير مأسوف عليه..وتبقى مأساة جمعة الكرامة في نظر أولياء الشهداء شيءً اخر قد لايعرفه الا من فقد اعز الناس الى قلبه, وجمعة " عهداً ياشهداء الكرامة سنحاكم القتلة
ستبقى تلك المجزرة شاهد عيان على جرائم نظام صالح التي بقيت انظمة الخليج تسانده حتى اخر لحظة وانقذته من المحاكمة على ارتكبه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق