أقيم أول قداس فى الكاتدرائية المرقسية بالقاهرة صباح امس الاحد فى وجود جثمان البابا شنودة الثالث والذي استقر فى كامل هيئته الكهنوتية على كرسي القديس مار مرقس لإلقاء نظرة الوداع عليه. وشهد القداس حضور أعداد غفيرة من الأقباط، وغلبت الدموع والبكاء على معظم الحاضرين. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط انه يستمر بقاء الجثمان على كرسي البابوية يومين لإتاحة الفرصة أمام أكبر عدد من الأقباط وزوار مصر لإلقاء نظرة الوداع على جثمان البابا شنودة.
وقوبلت وفاة البابا شنودة بردود فعل واسعة سواء في الداخل المصري او خارجه عبر خلالها الجميع عن حزنهم لفقدان البابا. فمن رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية الى شيخ الازهر الى حركة الاخوان المسلمين وغيرها من التشكيلات السياسية والحزبية وجمعيات المجتمع المدني في مصر، اتفق الجميع على ان البلاد فقدت رجلا عرف بمواقفه الوطنية ومعالجته الحكيمة للامور.
كان البابا شنودة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية قد فارق الحياة مساء السبت عن عمر يناهز 89 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض. وقد توافد آلاف الأقباط على الكنائس المصرية، وقد خيم جو من الحزن والترقب على الأقباط عقب إعلان الوفاة.
وقد أعرب مشايخ وأئمة مسلمون مصريون عن حزنهم لوفاة البابا. وقال علي جمعة مفتي الديار المصرية في برقية تعزية بالمناسبة: "ان وفاة قداسة البابا تمثل فاجعة ومصابا جللا تعرضت له مصر كلها وشعبها الكريم مسلمون ومسيحيون، على حد سواء".وقدم حزب الحرية والعدالة المنبثق عن الاخوان المسلمين تعازيه للاقباط مشيدا بـ"الدور الكبير" للبابا شنودة الثالث في مصر، حسبما ذكرت الوكالة.
ونعى الشيخ أحمد الطيب، إلى مصر، والعالم، وفاة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية مشيدًا بمواقفه الوطنية والقومية، التي لا يمكن أن ينساها أحد من المصريين، خاصة مواقفه من قضيتي القدس وفلسطين وكذلك حبه الكبير لمصر والمصريين وحرصه البالغ على تحقيق السلم والأمن الاجتماعيين بين أبناء الوطن الواحد مصر.
وقال الشيخ الطيب في بيان له «إن مصر فقدت أحد رجالها المعدودين، فى ظروف دقيقة تحتاج فيها لحكمة الحكماء وخبرتهم وصفاء أذهانهم، ولم يكن لفقيد مصر مواقفه الوطنية وشخصيته الخيرية وسعيه الدؤوب على المستوى الوطني فحسب، بل على الصعيد القومي، حيث عاشت قضية القدس ومشكلة فلسطين فى ضميره، ولم تغب أو تهون أبدا، فقد بذل البابا شنودة قصارى جهده من أجل الدفاع عنهما».
من جانبها نعت وزارة الأوقاف المصرية، باسم علماء ودعاة وخطباء مصر، قداسة البابا شنودة، وقال وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الفضيل القوصي، فى بيان له «ننعى قداسة البابا باعتباره نموذجًا للوطنية المخلصة، ورمزًا من رموز الوطن المخلصين»، مشيرًا إلى أن «مصر فقدته فى وقت تشتد فيه الحاجة إليه ولشخصه، ولأمثاله المخلصين للوطن، والحريصين على تماسكه، ووحدته وتقدمه».
وأعربت الوزارة عن مشاركة الأقباط مشاعرهم، اتجاه هذا الرمز الكبير، متمنية أن يتقبلوا هذا «الحادث الجلل» بالتماسك والصبر.
وقدمت جامعة الأزهر نعيًا، أصدره الدكتورأسامة العبد رئيس الجامعة، باسمه، واسم نواب رئيس الجامعة، والطلاب، والعاملين، قال فيه: «إن مصر فقدت بوفاة البابا رمزًا وطنيًا كبيرًا، أخذ على عاتقه خدمة مجتمعه»، وأشاد العبد، بـ«جهود قداسة البابا لتحقيق الوحدة الوطنية»، وبـ«مواقفه القومية، للدفاع عن قضايا أمته العربية، وحكمته وآرائه الصائبة».
الى ذلك صدق المشير حسين طنطاوي، رئيس المجلس العسكري، والقائد العام للقوات المسلحة، السبت، على منح جميع المسيحيين العاملين بمختلف قطاعات الدولة إجازة لمدة ثلاثة أيام، تبدأ من يوم الأحد إلى الثلاثاء لإلقاء نظرة الوداع على قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، والمشاركة في مراسم تشييع الجثمان.
ولد البابا شنودة في قرية سلام بمحافظة أسيوط في جنوب مصر، وتوفيت والدته بعد ولادته بسبب حمى النفاس، وقال البابا كثيرا في حياته إن جارات مسلمات لأسرته أرضعنه بعد وفاة والدته.
وخدم البابا شنودة الذي حمل في الأصل اسم نظير جيد روفائيل في القوات المسلحة المصرية برتبة ضابط احتياط، وعمل البابا شنودة صحفيا وكان يقرض الشعر.
درس البابا شنودة في كلية الآداب بجامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليا) وحصل على درجة في التاريخ عام 1947 وفي السنة النهائية بكلية الآداب التحق بالكلية الأكليركية وتخرج فيها وعمل مدرسا للتاريخ.
وانتخب بابا للأقباط عام 1971 ليكون البابا الـ117 للكنيسة القبطية. وكانت كلمته مسموعة جدا لدى أبناء هذه الطائفة، وخلال أربعة عقود اختلف وتصالح مرارا مع السلطات.
وعانى البابا شنودة من المرض لسنوات طويلة، وقام في السنوات الماضية برحلات عديدة إلى الولايات المتحدة للعلاج، وقد أٌجبر على إلغاء عظته الأسبوع الماضي بسبب مشاكل صحية.
وتنص التعليمات على أن المرشح لمنصب البابا يجب أن يكون راهباً، وألا يقل عمره عن 40 عاماً، ويكون قد أمضى 15 عاماً فى الرهبنة، ولا يقل عدد المرشحين عن 5 ولا يزيد عن 7. وتشارك فى انتخابهم مع المجمع فئة مختارة من الأقباط، من الأعيان وكبار الموظفين ورجال الدين.
ويبقى فى المرحلة الأخيرة للانتخاب ثلاثة أسماء وهم الذين حصلوا على أكثر الأصوات. أما المرحلة الأخيرة فتقوم بوضع الأسماء الثلاثة داخل صندوق فى غرفة مظلمة، ويقوم طفل صغير باختيار أحد الأسماء حتى لو كان الأقل فى عدد الأصوات، وهذا ما حدث مع البابا شنودة حيث تم سحب اسمه بينما كان ترتيبه الثالث بعدد الأصوات التى نالها.
بلادي اليوم / متابعة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق