اجمع الزعماء والقادة العرب على ان قمة بغداد تختلف عن بقية القمم العربية السابقة كونها جاءت في مرحلة مفصلية ومهمة يعيشها العرب بعد موجة الاحتجاجات والتظاهرات العارمة التي اطاحت بعدد من الانظمة الدكتاتورية والاستبدادية ولاهمية ما طرح في القمة العربية والمقررات التي خرجت بها تنشر بلادي اليوم مقتطفات من كلمات القادة والرؤساء .
كلمة امير الكويت الشيخ ناصر الصباح :
لا زالت العقلية الاسرائيلية وآلتها العسكرية تواصل قتلها لأبناء الشعب الفلسطيني وانتهاكها لأبسط قواعد حقوق الانسان في الوقت الذي لا زال العالم يقف متفرجا تجاه تلك الجرائم والانتهاكات اننا ندعو الأطراف الدولية المعنية بعملية السلام في الشرق الأوسط ولاسيما اللجنة الرباعية الدولية بتحمل مسؤولياتها تجاه تلك الجرائم والضغط على اسرائيل لحملها على الانصياع لكافة قرارات الشرعية الدولية ووقف الأنشطة الاستيطانية التي تدمر عملية السلام وازالة جدار الفصل العنصري وعدم السماح لاسرائيل بالمساس بوضع القدس الشريف. ان السلام العادل والشامل في المنطقة لن يتحقق الا من خلال قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وفق مبادئ وقرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية. نجدد الدعوة لجمهورية ايران الاسلامية الصديقة الى الاستجابة للجهود الدولية الرامية الى التوصل لتسوية سياسية لبرنامجها النووي والاستجابة لمتطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية مؤكدين حق ايران وكافة الدول باستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية وفق معايير الوكالة كما نؤكد مجددا في هذا الصدد على دعوتنا الى جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل وتطبيق تلك المعايير على جميع دول المنطقة بما فيها اسرائيل.
من جانبه حث الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمته أمام القمة العربية في بغداد، الدول العربية على الوفاء بالتزاماتها التي قطعتها على نفسها خلال القمم العربية الفائتة، ودعم القدس في مواجهة سياسة التطهير العرقي التي تنفذها إسرائيل في المدينة المقدسة. وكشف عباس عن فحوى الرسالة الرسمية التي ينوي نقلها الى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، قائلا: "سنستعرض فيها الانتهاكات الاسرائيلية التي جعلت السلطة تفقد مبرر وجودها المتمثل بالانتقال بالشعب الفلسطيني من الإحتلال إلى الإستقلال". وأضاف أن الرسالة ستطلب من إسرائيل تحديد موقفها من مرجعية عملية السلام واستمرار النشاط الاستيطاني في الاراضي المحتلة عام 67 بما فيها القدس. وقال إن ما تم الاتفاق عليه مستعدون لتنفيذه لأن المصالحة تعني عودة الشعب وعودة وحدة الوطن، داعيا إلى تفعيل المبادرة العربية للسلام وتشكيل لجنة لهذا الغرض. واتهم إسرائيل بتنفيذ سياسة تطهير عرقي في القدس، وقال :إن "سلطات الاحتلال تعمل وبوتيرة غير مسبوقة وبأبشع الوسائل وأخطرها على تنفيذ ما تعتبره الفصل الأخير في حربها لإزالة الطابع الإسلامي المسيحي في المدينة المقدسة من خلال ارهاقهم بالضرائب العقابية وهدم البيوت ومصادرة الاراضي والهويات وضرب الاقتصاد". وشدد على أن السلطة الفلسطينية لن تستأنف المفاوضات مع إسرائيل حتى يتوقف الاستيطان وخاصة في القدس. ووجه دعوة للزعماء العرب من أجل تفعيل قرارات القمم السابقة لدعم الشعب الفلسطيني والقدس خاصة قرارات القمة السابقة في ليبيا وقال:" هذا الدعم مطلوب في هذه المرحلة لمواجهة الازمة المالية الحادة التي تواجهها السلطة نتيجة سياسات الاحتلال". واكد ان "هناك 132 دولة تعترف رسميا بدولة فلسطين ولدينا فيها سفارات، اضافة الى كثير من دول العالم التي لدينا فيها تمثيل من اشكال مختلفة". ووضع عباس ثلاثة بنود لاعادة القدس الى صدارة العمل العربي الاول اعتبار المدينة عنواناً مركزياً واساساً في العلاقات العربية مع جميع دول العالم، والثاني العمل على تعزيز البنية التحتية لتعزيز صمود المقدسيين، مذكرا بمبلغ خمسمئة مليون دولار التي وعد العرب بدفعها خلال القمة الماضية الإ ان القدس ما زالت تنتظر هذا الدعم. أما البند الثالث فهو العمل على ايجاد تواصل دائم مع القدس واهلها لاخراجها من عزلتها وليس تحريم زيارة المدينة.رئيس المجلس الوطني الليبي قال : ان ليبيا تتطلع لتطوير العلاقات بما يخدم المصلحة العربية ويخدم الحرية والديمقراطية التي يتطلع بها العرب "داعياً الى تطوير التعاون الجنائي وخاصة في سياق متابعة عناصر النظام السابق المتواجدين في بعض الدول لما لهم من خطر على ليبيا" مناشداً القادة العرب الاستجابة لـ"تسليم المطلوبين لمحاكمتهم على ما اقترفوه من افعال محاكمة نزيهة وشفافة في اطار القانون"، مطالباً بـ"حماية الاموال الليبية المستثمرة والتحفظ على الاموال المنهوبة وتسهيل اعادتها الى الخزينة "مشدداً على "اعتماد الية عربية ناجحة لتأمين حدود البلاد". وبشأن الازمة في سوريا قال رئيس القمة الثانية والعشرين: ان "الثورة السورية تمر بظروف خطيرة ويغمرنا الاسى لمشاهد القتل" مطالباً بـ" موقف حازم وواضح لايجاد حلول عملية لانهاء الازمة السورية والاسراع بتنفيذ المبادرة العربية ودعم مهمة المبعوث الدولي كوفي عنان لايجاد حل سلمي" مؤكدا دعم بلاده ومساندتها للشعب الفلسطيني "تجاه الاعتداءات الممنهجة للاحتلال الاسرائيلي ودعم جهود المصالحة الفلسطينية".
وفي كلمته عقب تسلم رئاسة القمة شدد الرئيس العراقي جلال الطالباني على ان "قمة بغداد تلقي على الجميع مسؤولية تاريخية في ظل التطورات السياسية التي تشهدها المنطقة وما صاحبها من تداعيات تستوجب منا الحوار لتفادي العنف والفوضى والتدخل الاجنبي". الرئيس اللبناني ميشال سليمان دعا الى الحاجة القصوى للالتزام بالفكر القومي الجامع وبالعروبة الديمقراطية الحقة وبقواعد الحكم المبنية على المواطنة والمساواة مع ضرورة المحافظة على التنوع من ضمن الوحدة في المجتمعات التعددية والمتمثلة بمختلف الطوائف والمذاهب الموجودة على الأرض العربية منذ أقدم العصور، وتالياً إشراكها في الحياة السياسية وفي إدارة الشأن العام، بصورة عادلة ومتكافئة. وفي ما يخص الشأن السوري اكد سليمان ان" لبنان الرسمي والشعبي يواكب تطورات الأحداث في سوريا باهتمام بالغ وهو الذي يرتبط معها بعلاقات أخوة وجوار مميزة ومصالح مشتركة" مستدركاً ان "الدولة اللبنانية ارتأت أن تنأى بنفسها عن التداعيات السلبية لهذه الأحداث، حرصاً منها على المحافظة على استقرار لبنان ووحدته الوطنية معرباً عن امله في أن "تؤدي المساعي الحثيثة القائمة ومهمة السيد كوفي انان إلى حل سياسي ومتوافق عليه للأزمة السورية انطلاقاً من جوهر المبادرة العربية بما يسمح بوقف كل أشكال العنف وتحقيق الإصلاح والعبور إلى ما يريده السوريون من ديموقراطية تمكيناً لسوريا من استعادة استقرارها وموقعها ودورها ".
بلادي اليوم / متابعة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق