تبنى مجلس الأمن الدولي أمس بياناً رئاسياً أعرب فيه عن دعمه الكامل لمهمة كوفي انان، المبعوث الأممي العربي المشترك إلى سوريا، ويدعو البيان إلى وقف العنف من قبل النظام السوري والمعارضة وإفساح المجال أمام وصول المساعدات الإنسانية، كما أكد أعضاء مجلس الأمن الدولي دعمهم للبنود الستة التي قدمها انان للحكومة السورية كشروط أولية للتسوية.
وقال رئيس مجلس الأمن الدولي المندوب البريطاني مارك ليل غرانت خلال جلسة للمجلس: ان المجلس تبنى بياناً رئاسياً يدعم جهود أنان للحل السياسي في سوريا، وفيه يعبّر المجلس عن دعمه الكامل لجهود المبعوث الدولي الى سوريا كوفي أنان لتأمين ممرات انسانية وعمليات انتقال سوريا الى نظام ديمقراطي متعدد من خلال حوار بين الحكومة السورية وكل اشكال المعارضة و وقف فوري لاعمال العنف، ودعم المقترحات التي قدمها أنان الى الحكومة السورية، و وقف القتال يومياً لمدى ساعتين لايصال المساعدات للمحتاجين. وبحسب بيان مجلس الأمن، على الحكومة السورية ان تعمل مع المبعوث الخاص للتوصل الى وقف لكل اشكال العنف باشراف من الامم المتحدة ويدعو البيان الذي أقره مجلس الأمن، الحكومة والمعارضة للتعامل مع أنان للوصول الى حل سلمي للأزمة السورية، وطلب من أنان احاطة المجلس بشكل دوري بمدى تقدم مهمته.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد ان مشروع بيان مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا لا يتضمن تهديدات ولا إنذارات وقال: ليس هناك اي انذارات اخيرة واي تهديدات واشارات الى من يتحمل الذنب اكثر. وافصح لافروف عن عدم وجود خلافات بين روسيا والغرب بشأن تحديد الطرف المذنب في الازمة السورية، وقال: ليست لدينا خلافات في مسألة تحديد المذنب. واضاف قائلا: لا وقت الآن لهدر الجهد والطاقة في هذا السبيل، ويجب الآن عمل ما هو أهم، اي ضمان وصول الامدادات لكل السكان السوريين وتهيئة الظروف لبدء الحوار السياسي بين الحكومة والمعارضة السورية. واوضح ان نص مشروع بيان مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا يكاد ينسخ حرفيا اقتراحات كوفي انان المبعوث الخاص للامم المتحدة وجامعة الدول العربية التي سلمها الى السلطة السورية والمعارضة. وقال: يهدف البيان الى دعم تلك الاقتراحات التي سلمها الى السلطة السورية والمعارضة السوريتين. وينسخ البيان حرفيا نص تلك الاقتراحات. واشار لافروف بصورة خاصة الى ان تلك الوثيقة تدعو كل اطراف النزاع السوري الى التعاون الوثيق مع بعثة كوفي انان ودعم الجهود التي يبذلها من اجل إنشاء آلية للمراقبة المستقلة والتزام كل اطراف النزاع بتعهداتها. وقال: سيهيئ ذلك ظروفاً لبدء الحوار السياسي الذي يجب ان تشارك فيه الحكومة وكل القوى المعارضة. وأضاف: نحن كنا جاهزين مبدئياً لدعم هذه الامور في الصيف الماضي. لكن العمل المتأخر أفضل من عدم عمل شيء. و وصف لافروف ايجاد الوفاق بين اعضاء الامم المتحدة على مشروع البيان بشأن سوريا بأنه شيء ايجابي.
وقال: آمل بان نتلقى اليوم تأكيداً لهذه الخطوة الى الامام دعما لبعثة كوفي انان. و وصفت الولايات المتحدة الامريكية بيان مجلس الامن الدولي بشأن سوريا انه "خطوة متواضعة" لتوحيد المجتمع الدولي في مواجهة هذه الازمة. وتبنى اعضاء المجلس الـ15 بيانا يطالب سوريا بالتنفيذ "الفوري" للخطة التي اقترحها المبعوث الدولي كوفي انان لحل الازمة، و وجهت تحذيرا مبطنا من تحرك دولي بشأنها. وقالت السفيرة الاميركية في الامم المتحدة سوزان رايس: "برغم ان هذه خطوة متواضعة، الا انها خطوة الى الأمام اتخذها مجلس الامن الدولي باتجاه تبني نهج موحد أكثر بشأن الازمة في سوريا. وأضافت: كما ادرك مجلس الامن الدولي، فان اقتراح انان هو افضل طريقة لانهاء العنف وتسهيل دخول المساعدات الانسانية الملحة، ودفع عملية انتقال سياسي يقودها السوريون. ندعو السلطات السورية الى الاستجابة السريعة والايجابية.
الى ذلك دعا وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي ونظيره المصري محمد عمرو امس المجتمع الدولي إلى الالتزام ببذل الجهود من أجل حل سياسي للوضع في سوريا، ونقلت وكالة الأنباء الصينية شينخوا عن بيان لوزارة الخارجية الصينية قوله "إن يانغ ونظيره المصري أكدا خلال لقائهما ضرورة احترام المجتمع الدولي لخيار الشعب السوري ودعم جهود الوساطة التي يقوم بها موفد الأمم المتحدة كوفي آنان وحماية السلام والاستقرار في سورية والشرق الأوسط وتعزيز حل مبكر للوضع في سوريا بطريقة عادلة وسلمية ومناسبة". وأضاف البيان: يتعيّن على الأطراف المعنية في سوريا وضع نهاية للعنف فوراً وبدء محادثات سياسية وتخفيف الأزمة الإنسانية.
بلادي اليوم / متابعة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق