بغداد /بلادي اليوم
أكدت لجنة العلاقات الخارجية ان وزير الخارجية هوشيار زيباري يزور حاليا تركيا لتهدئة الأوضاع بين البلدين وقالت عضو لجنة العلاقات الخارجية اسماء الموسوي: ان وزير الخارجية توجه امس الاول الى تركيا لبحث تهدئة الاوضاع بعد تبادل رئيسي وزراء البلدين التصريحات المتشنجة والاتهامات. كما سيبحث في انقرة وجود نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي المتهم لدى القضاء العراقي، وأشارت الموسوي الى ان اهمية الزيارة تكمن في حاجة البلدين الى حوار مباشر بعيدا عن الاعلام لمعرفة اسباب تشنج العلاقات. منوهة الى ان العراق تربطه بتركيا علاقة وثيقة ومصالح متبادلة وان العراق حريص على طيب العلاقة بين البلدين، وفي الوقت نفسه يرفض رفضا قاطعا أي تدخل بشؤون العراق الداخلية. فيما هاجم الحزب القومي التركي بشدة السياسة الخارجية التي تتبعها حكومة حزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب اردوغان، واتهمها بانها تثير التوتر بين الشيعة والسنة في المنطقة، كما انتقد بشدة الوعود التي اطلقها اردوغان لرئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني. وقال رئيس حزب الحركة القومية التركية دفلت باهشلي في كلمة له أمام البرلمان التركي أمس الاول: "تماشياً مع مخططات دولية كبرى، أصبح حزب العدالة والتنمية (برئاسة رجب طيب أردوغان) المحفز والمثير للتوترات الطائفية في العراق"، مضيفا أن حزب اردوغان "بات ينتهج سياسة معادية لرئيس الحكومة نوري المالكي باستضافته نائب الرئيس المطلوب للقضاء طارق الهاشمي". واتهم باهشلي اردوغان بـ"تطبيق هذه السياسية الطائفية وغيرها من السياسات بإيعاز من الولايات المتحدة الأميركية".وانتقد باهشلي ايضا المحادثات التي أجراها اردوغان مع البارزاني في اسطنبول وتأكيده بان الجيش التركي سيوقف عملياته العسكرية في جبال كردستان العراقية، وتساءل في كلمته أمام النواب الأتراك "ماذا قدّم اردوغان من وعود لحامي حزب العمال الكردستاني في إشارة منه إلى البارزاني"، وتابع "هل توصلا إلى اتفاق بشأن إعلان الدولة الكردية، وهل هذا هو الذي دفع أردوغان إلى تدمير جسور العلاقة مع الحكومة المركزية في بغداد". وحذر باهشلي من أن احتمال نشوء الدولة الكردية المستقلة يتصاعد بشكل كبير، ورجح أن تبدأ في العراق، معتبرا أن ذلك سيقود بشكل لا يقبل الشك إلى قيام "الاتحاد الكردي"، الذي أكد انه سيكون "على حساب الأرض التركية".
الى ذلك كتب المحلل ريوفيز Rufiz Hafizoglu في صحيفة (تريند) الصادرة باللغة الانكليزية والتي تهتم بالأوضاع في البلدان المطلة علـى بحر قزوين و وسط آسيا والشرق الاوسط ان الزيارة التي قام بها رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني الى انقرة في 21 نيسان الحالي، ادت الى تفاهمات أكثر وضوحا فيما يتعلق بحزب العمال الكردستاني (PKK)، الذي يمثل حلقة مهمة في سلسلة الحوارات بين الجانبين. لكن هذه التفاهمات على أهميتها تعد من وجهة نظر الكرد خطوات مهمة لجس نبض الاطراف الاقليمية فيما يخص الارادة الكردية في دولة مستقلة في المستقبل. وبحسب ريوفيز فانه على الرغم من ان المباحثات ليست جديدة في الكثير من القضايا التي تناولتها، لكنها تبدو هذه المرة اكثر حساسية لكل الاطراف، بسبب المرحلة الانتقالية الحرجة في المنطقة، والخلافات المتفاقمة بين الحكومة الفيدرالية في بغداد وحكومة اقليم كردستان. ويشير ريوفيز الى ان بارزاني اكد للزعماء الاتراك ان التسلح والحرب لن يحلا مشكلة حزب العمال الكردستاني الساعي للانفصال عن تركيا في دولة كردية مستقلة، ولن يكونا ابدا خيارا فعالا بحسب تجارب السنوات الماضية. وتمثل نشاطات حزب العمال الكردستاني المسلحة أزمة حقيقية لإقليم كردستان في العراق، الساعي الى الازدهار والبناء من وجهة نظر الكاتب الذي لا يستبعد ان يكون الزعيم بارزاني ناقش في انقرة قضية استقلال كردستان وإعلان الدولة التي طالما انتظرها الكرد. لكن ريوفيز يشير الى أن "آراء الكثير من المحللين تذهب الى ان إقامة دولة كردية سوف لن يتعارض مع مصالح أنقرة التي تضع بكل تأكيد شروطا محددة في هذا الصدد لضمان مصالحها، واحدى هذه الشروط بحسب ريوفيز هو التنسيق بين الجانبين على القضاء على حزب العمال الكردستاني".ويسترسل ريوفز بالقول ان "انقرة تدرك على الرغم منذ ذلك ان هذا الاقتراح لن يكون مقبولا بالنسبة لكرد العراق، لكنها حاولت قدر الامكان الحصول على "الضوء الاخضر" لخطتها، لكن القضية برمتها – بحسب ريوفيز – لم تبتعد في كل الاوقات عن النفط، حيث تبادل مسؤولو الجانبين الاراء بشان ذلك". وينقل الكاتب ما نشرته الصحف التركية عن مصادر دبلوماسية، ما مفاده ان "انقرة اشترطت الحصول على نصف الانتاج النفطي في اقليم كردستان ولمدة 50 سنة مقابل الاعتراف باستقلال كردستان. وبحسب الصحف نفسها فان بارزاني رفض العرض بشكل قاطع".ويفيد بالقول "وهذا ليس مستغربا، ذلك ان الزعيم الكردي يسعى الى استقلال حقيقي في دولة غير تابعة اقتصاديا أو سياسيا". ويشير ريوفيز الى ان "اقليم كردستان لن يكون مجبرا على قبول العرض، لسبب آخر، وهو وجود البديل المناسب لنقل نفط كردستان عن طريق البحر، عبر سوريا التي ستتيح وصوله الى الاسواق العالمية، فلا حاجة اذن لتقاسم الثروة مع تركيا في كل الاحوال".وبحسب ريوفيز فان "العقل الإستراتيجي الكردي سوف لن يسمح بالتفريط في الثروة والاستقلالية عبر تقديم تنازلات خطرة في الثروة النفطية".. في حين يربط بين اللحظة الحاسمة التي ستعلن فيها كردستان استقلالها، ويتساءل عن الوقت المناسب الذي سيختاره الزعماء الكرد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق