بلادي اليوم / خاص أكد الخبير الإستراتيجي سليم حربا ان السر وراء التصعيد التركي تجاه العراق يكمن في ان انقرة ايقنت انها وصلت الى طريق مسدود وانها فشلت في تحقيق اهدافها في التدخل العسكري في سوريا بعد التزام دمشق بخطة انان لذلك سعت الى فتح جبهة جديدة مع العراق. وقال حربا في حديث لــ « بلادي اليوم« : ان فشل تركيا في تحقيق اهدافها في سوريا بعد التزام بخطة مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي انان دعاها الى فتح جبهة من التصعيد جديدة مع العراق لتصدير ازماته ومشاكلها اليه، مبينا ان انقرة تعد كل من العراق وسوريا وحدة سياسية و وطنية في مواجهة المخططات الامريكية والاسرائيلية، ولفت حربا الى ان الولايات المتحدة الامريكية تعيش حالة من الازمة بين حلفائها في المنطقة معربا عن اعتقاده بوجود كلمة سر من قبل واشنطن لانقرة لان الاولى تريد استخدام حلفائها في ازمنة واماكن مختلفة منوها الى ان الدور التركي لا يؤخر لا يقدم. واضاف: ان مصالح واشنطن والناتو مع تركيا هي مصالح وبالتالي لا يمكن فصل مصالح وسياسة ومشاريع انقرة عن مصالح وسياسة تركيا. واوضح حربا انه لا يمكن فصل الموقف التركي الاخير تجاه العراق عن مواقف الحكومة العراقية الداعية لايجاد حل سياسي للازمة السورية، بعيدا عن التدخل في الشؤون الداخلية في سوريا ولا يريد ان ينجر كما انجرت بعض الدول العربية وراء السياسة الامريكية بشأن الازمة في سوريا. وتابع: ان هناك صراعا من قبل وضغوطا على العراق من اجل انضمامها الى منظومة التعاون الخليجي أو المنظومة التركية وابعاده عن دوره الداعم لحركات المقاومة والممانعة وموقعه الجيو سياسي والعروبي ولا تريد ان يكون تحالفا بين العراق وايران لما يشكل ذلك من ضربة للسياسات الغربية في المنطقة وتسعى لابقائه تحت الاحتلال المقنع بعد ان منيت واشنطن بهزيمة انسحابها الاخير من العراق كما ان هذا التصعيد بالذات هو هجوم غير مباشر على ايران لان العراق بمميزاته المذكورة تمثل نقطة ارتكاز بوجه المشروع الامريكي في المنطقة. ولفت الى ان تركيا تلعب اليوم بالورقة الطائفية لانها تدرك بأن اللعب على الورقة الطائفية هي الورقة الرابحة الوحيدة والذي يمكن من خلاله من انجاح مشروعها البغيض ولكنها تريد ان تقول ان مستقبل وحدة العراق بأيدينا، معربا عن اعتقاده بقدرة الحكومة العراقية من مواجهة ذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق