الأربعاء، 25 أبريل 2012

مَنْ يقرأ الفاتحة على خيم الفاتحة..؟

قمري العراقي بث لي اليوم تفاصيل أحد مجالس الفاتحة في العاصمة بغداد تابعوا معي: الشارع الرئيس الذي يربط ثلاثة احياء فيه قد أُغلق ونُصبت الخيام و وُضعت اكشاك الشاي والقهوة واُمتلئت جوانب الشارع والفروع المجاورة له بسيارات المعزين.. المعزون يملؤون الخيام التي وصل عددها إلى (13 خيمة) تصوروا ذلك وقد كشفها لي القمر بعينه التي لا تخطئ !! بعد لحظات تشاهد من مسافة قريبة البيارق والرايات وأصوات رجالية تصدح (بالهوسات) والاشعار والترحم على الفقيد والاشادة ببطولاته وملاحمه ..! انها عراضة من عراضات الحزن التي لا يفترض انها تموت أو تهمل مادامت هناك خيام و ولائم ومبيت لثلاثة أيام ونيف عند أهل صاحب العزاء..!!
مجسات القمر كشفت لي أيضا عن وجبات الطعام الثلاثة اليومية التي يقدمها (بوفيه اهل المرحوم !!) هدر في المال، وهدر في الوقت، وهدر في الجهد، وضغط نفسي على أصحاب العزاء، وضغط اجتماعي على الاهالي المجاورة، وتأخير وصول الناس لبيوتهم واماكنهم وفوق هذا وذاك كشف لي القمر عن لعنات وشتائم المارة والسواق على أصحاب العزاء بسبب قطع الطرق الرئيسة والتي هي حق معلوم للعامة ولا يجوز التصرّف بها حزناً أو فرحاً !
ويسترسل القمر في تقريره: وعلاوة على ذلك فأن عيون الارهابيين وتحركاتهم ربما تجد في هذه المجالس فرصة ثمينة لتنفيذ أعمالهم الارهابية والتي سمعنا وشاهدنا كوارثها سواء بتفجير السيارات المفخخة بقربها أو العبوات الناسفة أو ارسال الانتحاريين مرتدي الأحزمة الناسفة.
من السلبيات الأخرى لهذه المجالس الحرة انها تسبب الاحراج للداخل اليها والخارج منها، فانت عندما تدخل الى تلك المجالس عليك بمصافحة عشرات الأكف ومن المعيب عرفاً ان تدخل وتسلم وتجلس من دون مصافحة وتقبيل وأحضان..! كما ان من المعيب أيضاً ان يبقى الشخص في الخيمة جالساً بل عليه ان يظل واقفاً حتى تنتهي سلسلة القادمين وهذا ما يسبب إحراجاً للمرضى وكبار السن وكذلك ممن لم يشعر بوجود المعزين، كما ان القمر رصد لي (دفتر الواجبات) الذي يلوّح به صاحبه ليعطي إشارة للآخرين ليدفعوا الواجب هذا الأمر يسبب الحرج أيضا للناس المعزين، فعليهم ان ينظروا الى المدفوعات السابقة في الدفتر لئلا تحسب عليهم ويدفعوا أقل من الآخرين.! المهم ان القضية لم تنته عند هذا الحد بل ان القمر نقل لنا كيف انتهى اليوم الثالث لمجلس الفاتحة هذا بلغط وتقاطع في الآراء بين العشيرة نفسها بسبب (خسران الفاتحة) اي ان المبالغ التي عادت على أهل العزاء من المعزين كانت أقل من المبالغ التي صرفت على أيام العزاء..! وهذا ما يدفع رئيس العشيرة لدعوة ابناء عشيرته على دفع الكثير من الأموال لتتم تسوية الموقف..!
نقول لكل ما حصل: ما الفائدة المرجوة من مجالس الفاتحة هذه ؟ ولماذا لا يتم الغاؤها وجعلها في قاعات مرتبة لساعات محددة في اليوم، لماذا كل هذا الإصرار على هذا التقليد السلبي ؟.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق