ذكرت دراسة حديثة ان المياه المعبأة تحتوي على البكتيريا بشكل أكثر من مياه الإسالة حيث تحتوي على البكتيريا بنسبة تصل الى أكثر من المعدل المسموح به بـ100 مرة، وهذه الدراسة الحديثة بالتأكيد لو وصلت الى أذهان وأسماع السادة المواطنين لبقوا في حيرة من أمرهم ما بين القبول بالبكتريا الموجودة في هذه القناني المعبأة وبين حالة القبول بالأمر الواقع وبالماء الممزوج حد التخمة بالطين والميكروبات والبكتريا اللامعروف عددها وأنواعها وأسماؤها، وهذا بالطبع في حال كانت المياه متوفّرة وعلاقتها جيدة ومتماسكة مع الأنابيب المعدنية وقنوعة بحالها وسفرها الى منازل المواطنين من دون تدخل أو وساطة مضخة الماء (أي الماطور بلغة موسم الصيف).!
تلوث المياه المعبأة المستوردة في أغلب الأحيان من دول مائية لا تعرف معنى الشحة أو النفاد، والتي يلجأ إليها المواطن هرباً من قلة وشحة المياه (الوطنية) في معظم المدن العراقية من جهة وبسبب ما تحتويه من زمر وعناصر دخيلة لا تقبل بمساومة اليود وتعقيمه وتطهيره ولكن تطهيراً غير طائفي لان النية هنا سليمة بالطبع في ظل تنامي نفوذ البكتريا والملوثات واستحواذها على مستعمرات مائية واسعة عجزت عن مجابهتها مديريات الماء في بلادنا ليصل شكل ولون وطعم الماء إلينا يختلف جذرياً عما موجود في الدول الأخرى، وربما يعود السبب في ذلك الى حب الطين والبكتريا للمواطن العراقي ورغبتهما في عدم الابتعاد عنه حتى ولو كان لأسباب صحية معقولة.
امتلاء الأسواق العراقية والمحال التجارية والأسواق والأرصفة بكميات كبيرة جداً من عبوات الماء ومن مناشئ متعددة ومتنوعة وتناقلها بين الأيدي العراقية وتداولها بوفرة وغزارة غير اعتيادية ينبغي ان يتم وضع له اعتبارات صحية تضمن سلامة المواطن العراقي وتبعد عنه أخطار الأمراض التي يمكن ان تحتويها هذه العبوات من خلال إخضاعها الى الفحوص الدقيقة في أجهزة التقييس والسيطرة النوعية لاسيما وان العديد من العبوات الملوثة بالبكتريا هي عناوين وأسماء لشركات عالمية معروفة مما يجعلها واقعة ما بين التزوير للعلامة التجارية المعروفة أو الإنتاج السيئ وبقصد أسوأ، وهذان أمران واقعان في مخاوف وشكوك لأن أحداهما أخطر من الآخر، وهو ما يتطلب من الجهات المسؤولة تشكيل لجان مشتركة لمتابعة القضية، لا ان يتم إهمالها وترك المواطن يتخبط في حيرته واختياراته والتي ربما سيحسمها باختيار الماء الملوث المعبأ في القناني لان البكتريا فيه غير مرئية مقارنة بالطين الموجود في الماء العراقي !.مقالات للكاتب علي جاسم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق