الثلاثاء، 28 يونيو 2016

علي بين زمنين

ما بين زمن التجنّي وزمن الانصاف مدةٌ قد تكون بمعدل الجيل الذي يقدر بثلاثين سنة وقد تمتدّ الى مئات السنين!! مظلومية علي!! وهو يُلعن على منابر بني أمية لأكثر من ثمانين سنة وفي خطبة الجمعة!! ثمّ انه (ع) أُتّهم بأنه لا يصلي!! من قبل أهل الشام بفعل الاعلام الأموي المضلِّل الذي ابتدعه معاوية.. وأنَّ فيه دعابةً!!  والدعابة: صيغة مبالغة من دعَبَ : كثير المداعبة (وزيدت التَّاء للمبالغة)
"دَعَبَ مَزَحَ وَأتَى بِمَا هُوَ مُسْتَمْلح"
وقيل عنه انه سجّاع وسجاع أو سجاعة!!
‎كلام منثور له قواف وفواصل!! و"لولا صغر سنّه"!! وهي التي تفتَّقَت عن موهبةٍ خلّاقة تميّزت في عصره وامتدت لعصور ما بعده وأبت الا أن تكون متقدّمةً في كلِّ ميدان وحاضرةً في كلِّ زمان.. ويتواصل الظلمُ على علي (ع) وعلى أهله ومواليه محاولاً حصارهم.. عيونٌ عميت أن تراه.. واذانٌ صمّت عن سماعه..
عليّ الذي فجّر في مخالفيه بالدِّين فكتبوا فيه وانصفوه فانشرحت له صدورهم.. كان أحدهم جورج جرداق بفارق زمنٍ امتدّ أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمن!! وفارق فكرٍ وسع لمنتسبٍ من دينٍ آخر!!
علي يصعق روجيه غارودي بموقفه من قاتله ابن ملجم!! ويروي ذلك لطالبته في الجامعة ولا تملك الا ان تُسلم متفاعلةً مع انسانية علي!!
متى تهتزّ له ضمائرُ قومٍ عاشو عيالاً على فكره القراني وسلوكه المحمدي وكمال سيرته الاخّاذة!!
متى يولد جيلُ الانصاف ليكفّرَ عن أجيال التجنيِّ!! متى نلوذُ بنهج علي للخلاص من اعدائه المحبّين المغالين والمبغضين القالين!!
متى نستمع الى عليّ وهو يدوّي بصوته المحمدي من داخل ضمائرنا وهو يجلجل في أرجاء العالم وقد ردَّدت صداه أجيالٌ متعاقبة!!
أبى عليٌّ الا ان يكون قمةَ حكمةٍ في عالمِ بِدَع.. وضوءَ حقيقةٍ في دياجير ظلامِ لأباطيل انتشرت..
أَعطى عُمرَه لله فكسب عمرَ التاريخ وأعارَ جمجمتَه للحق فطوّح بجماجم الباطل في كلّ مواجهة.. كان كلُّه مع الحق فأغاض كلَّ دعاة الباطل من الناكثين والقاسطين والمارقين..
سيدي! ما أنصع صورةَ الحقّ فيك وما أنصعَك في صورةِ الحق.. تستهينُ بالموت ليستهينَ بك جندُ الحقّ بجندِ الباطل.. وتكون سرَّ الانتصار في كلِّ مواجهة.. ضربتك تعدل عبادةَ الثقلين على لسان سيد المرسلين وبروايات المدرستين.. ورغم ذلك يقاوم البعضُ من المنافقين موجَك الكاسح وصوتَك الهادر بالهداية.. صدقك رسول الله (ص) "لَا يُحِبُّكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَلَا يَبْغَضُكَ إِلَّا مُنَافِقٌ، مَنْ أَحَبَّكَ فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَبْغَضَكَ فَقَدْ أَبْغَضَنِي.."
توّج بعضُهم رأسَه كمعاوية بعمّةٍ بلون عمَّتك؟! واختزن برأسه زيفَ الاحقاد على سنَّتِك.. شعارُه الوفاء وتمحّضَ بالعداء استهدفك بالقتل ثم لم يجد غير محبيك والثأر ممن يحيي سنّتك..
استباحوا قتل مبدئك وخلقك ومواليك بسيف النفاق الذي فلق رأسك الشريف وبشعارٍ زائف هو حبُّ علي!! وهم بلا صلاة وولاء وصدق!! انك ياسيدي تلتقي الصادقين حتى ممن ليسوا مسلمين أو مع المسلمين ممن لا يُصَلُّون لكنك لم ولن تلتقي المنافقين.. انه وعدٌ من الله على لسان رسوله! الذي جمع هؤلاء حب الدنيا بأي وجه من وجوهها بالمال الحرام والجنس الحرام والموقع الحرام والجاه الحرام.. لا عجب من عظمتك كيف اصطفّت بوجهها كلُّ عناصر السوء وعلى امتداد التاريخ!!.. شأنك أن تجمع صفَّ الحق تحت رايتِك وصفوفَ الباطل في خندق أعدائِك.. فلله درّك..

http://beladitoday.com/?iraq=%DA%E1%ED-%C8%ED%E4-%D2%E3%E4%ED%E4-&aa=news&id22=64696


    مقالات للكاتب د . إبراهيم الجعفري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق