الخميس، 23 يونيو 2016

الصـــدمة

من بين ابرز البرامج التي شاهدناها خلال شهر رمضان الحالي هو برنامج (الصدمة) الذي يقلد طريقة برامج الكاميرا الخفية ولكن بفكرة جديدة عبر التركيز على بعض الظواهر السلبية في المجتمع وتتم من خلاله مشاهدة ردة فعل الناس الذين عادة ما يصابون بالحزن الشديد عند مشاهدة المشهد التمثيلي المتفق عليه ويبادر بعضهم إلى التدخل. ولا أعرف لماذا تذكرت هذا البرنامج وأنا أطالع ردود الأفعال التي أعقبت قرار اعتزال اللاعب الدولي يونس محمود، فالقرار شكل صدمة بكل معنى الكلمة لكل من يعشق اللاعب بالعاطفة لا العقل، ونوبات الحزن كانت عالية جداً إلى الحد الذي جعل البعض منهم يطالب السفاح بالتراجع عن القرار. ولكن بعيداً عن هذه الدراما فان الواقع يقول ان اللاعب اتخذ القرار في الوقت المناسب، بل وربما تأخر بعض الشيء، ومن يجعل عقله أمام قلبه سيدرك هذا الشيء جيداً، اذ ان يونس لم يقدم طيلة مباريات الدوري التي شارك فيها مع فريقه الطلبة ما يناسب تلك الصورة التي تختزنها ذاكرة الجمهور العراقي من أداء ومستوى عال للسفاح الذي لطالما أسعدنا بأهدافه مع المنتخبات الوطنية ولعل أثمنها هدفه في شباك المنتخب السعودي الذي جلب لنا من خلاله كأس اسيا سنة 2007. وبعيداً عن الدوري فان أبا ذنون لم يكن بحال أفضل مع المنتخب في الدور الأول من التصفيات المزدوجة المؤهلة إلى نهائيات كأس اسيا 2019 في الإمارات ومونديال روسيا 2018، وكل المحللين اتفقوا على أنه ظهر بصورة باهتة ولم يكن عوناً للفريق، أو لنقل انه لم يكن أحد أعمدة التفوق الرئيسة كما كان في السابق. حسناً فعل يونس محمود في مغادرة الملاعب وهو ما يزال يحتفظ برصيد كبير من حب الجمهور واحترامه لأن التأخر في اتخاذ هذا القرار لم يكن ليعود بالفائدة عليه خصوصاً وان بقاءه على أمل تحقيق حلم المشاركة في كأس العالم يبدو صعب المنال، لان الحلم اذا ما تحقق ونجحنا في الوصول إلى موسكو فان مسألة بقاء يونس محمود في الملاعب لسنتين اخريين وبالصورة التي تضمن له اللعب للمنتخب يبدو ضرباً من ضروب الخيال.


http://beladitoday.com/?iraq=%C7%E1%D5%DC%DC%DC%CF%E3%C9-&aa=news&id22=64323

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق