وقال المصدر إن سورية تؤكد ادانتها لهذا القرار الذي جاء في إطار الخطة التآمرية الموجهة ضد سورية من قبل أدوات تنفذ هذه المخططات التي باتت مكشوفة لجماهير شعبنا في سورية والوطن العربي. وأضاف المصدر أنه وبدلا من تحمل المجلس الوزاري لمسؤولياته في وقف تمويل وتسليح المجموعات الارهابية التي تقتل المواطنين السوريين الأبرياء وتهاجم المؤسسات والبنى التحتية للدولة السورية ووقف الحملات الاعلامية التضليلية المسؤولة عن سفك دماء السوريين الأبرياء فإننا استمعنا إلى بيانات تحريضية تعكس ارتباط أصحابها بالمخطط الذي يستهدف أمن شعبنا من خلال طلب التدخل الأجنبي في الشؤون السورية. وقال المصدر إن مثل هذا القرار يتجاهل عن عمد الجهود التي بذلتها سورية في تنفيذ خطة الاصلاحات الشاملة التي أعلنها الرئيس بشار الأسد في مجال التعددية السياسية لبناء سورية المتجددة وعلى رأسها الدستور الجديد الذي سيطرح للاستفتاء قريبا والذي يمثل الحداثة والنظام الديمقراطي التعددي.. هذه الاصلاحات التي تفتقد إليها العديد من الدول العربية التي قادت هذه الحملة العدائية ضد سورية. وأكد المصدر أن هذا القرار الذي يتناقض مع مصالح شعبنا لن يثني سورية عن المضي في نهجها الإصلاحي وتحقيق الأمن والاستقرار لشعبها الذي برهن خلال هذه الأزمة على تمسكه بالوحدة الوطنية والتفافه حول قيادة الرئيس بشار الأسد. من جانبه أكد سفير سورية في القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية يوسف أحمد أن القرار الصادر عن مجلس جامعة الدول العربية يأتي ضمن إطار التمهيد الموجه والمبرمج الذي ينتهجه بعض العرب وعلى رأسهم الحكومة القطرية منذ أشهر لاستدعاء التدخل الخارجي بجميع أشكاله بشؤون سورية الداخلية. وقال احمد إن " سورية ترفض بشكل قاطع أي قرارات تصدر عن جامعة الدول العربية خارج إطار خطة العمل العربية أو خارج إطار البروتوكول الموقع بينها وبين الأمانة العامة للجامعة وأنها تعتبر القرار الصادر عن مجلس الجامعة يشكل خروجاً على هذين الإطارين وخرقاً وتجاوزاً خطيرين لميثاق الجامعة وقراراتها المتعلقة بالأزمة في سورية واستهدافاً لعمل بعثة المراقبين على الأرض ونسفاً لتقريرها " واشار الى أن القرار يشكل تحريضاً لبعض الأطراف السورية المعارضة على رفض الحلول السياسية السلمية ونسفاً لإمكانية الدخول في حوارٍ وطنيٍ حقيقي للتوصل إلى حلٍ سوريٍ للأزمة كما تشكل تدخلا سافرا في الشأن السوري الداخلي وإلغاءً متعمداً لإرادة وقرار الغالبية الساحقة من الشعب السوري وذلك بقصد استدعاء التدخل الخارجي بجميع أشكاله ومهما كان الثمن. واوضح أن نهج بعض العرب لاستدعاء التدخل الخارجي مايزال مستمرا حتى لو كان الثمن إراقة المزيد من الدماء السورية الطاهرة وتدمير مقدرات البلاد وبنيتها التحتية بفعل جرائم العصابات المسلحة ومحاصرة الشعب السوري ومعاقبته واستهداف حياته ومعيشته بعقوباتٍ عربية. ورأى السفير أحمد أن بعض العرب صدم اليوم حين وجد على طاولة اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية تقريراً مهنياً وحيادياً صادراً عن بعثة مراقبي الجامعة. لأن هذا البعض العربي ولا سيما الحكومة القطرية راهن منذ البداية على أن سورية سترفض استقبال البعثة وتوقع أن تذهب الأمور وفقاً للمخطط الذي تطوع هو لتنفيذ الكثير من أجزائه في اتجاه التدويل والتدخل الأجنبي. وأشار أحمد إلى أن المطروح على طاولة اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأوضاع في سورية والمجلس الوزاري العربي كان مناقشة تقرير رئيس بعثة المراقبين والخروج بتوصيات تتعلق بمسار عمل البعثة وتطويره على الأرض بما يساهم في تنفيذ بنود خطة العمل العربية. وعلى الرغم مما ورد في التقرير من نواح إيجابية حول التزام الحكومة السورية بالخطة وتسهيل مهام وعمل البعثة دون أي تدخلٍ جوهري في مسارها إلا أن رئاسة اللجنة الوزارية العربية مدعومة بموقف البعض العربي أبت إلا أن تكشف صراحة اليوم عن غاياتها الحقيقية من استغلال مظلة جامعة الدول العربية لاستهداف أمن سورية واستقرارها ووحدة مصيرها وأرضها. وكان من الغريب أن نقرأ طروحات وأفكار ونستمع إلى مداولات وكلمات تصب في اتجاه استدعاء التدخل الخارجي في الشأن السوري بأي ثمن تحت ذريعة أن سورية لم تلتزم وأن العرب كانوا وسيبقون عاجزين عن حل مشاكلهم وقضاياهم. وشدد على أن سورية ستظل ماضية في طريق الإصلاح ومصممةً على إنجاحه بجميع جوانبه بتكاتف إرادة وعزيمة الغالبية الساحقة من أبنائها الذين يرفضون جميع أشكال التدخل الخارجي ويعملون على إخراج البلاد من الأزمة الحالية من خلال حلٍ وطني قائم على ترسيخ مفاهيم الدولة الديمقراطية التعددية الحديثة التي تحافظ على هويتها الوطنية والقومية ضد رغبات وأجندات البعض ممن استمرأ رؤية القواعد العسكرية الأجنبية على أرضه ونسي بأن أول مبادئ وأهداف جامعة الدول العربية كان تحرير الأراضي العربية المحتلة من الاحتلال الإسرائيلي وليس اقتراح إرسال قواتٍ عربية إلى أرضٍ عربيةِ شقيقة أو استدعاء التدخل الخارجي فيها، بما يؤدي إلى تصعيد الأزمة وإلى نزيف المزيد من الدم العربي والسوري خدمة لمطامع وأحلام الآخرين الاستعمارية والتوسعية. في هذه الاثناء رفض رئيس بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى سوريا الفريق محمد أحمد مصطفى الدابي مزاعم المعارضة السورية حول ما تقوله بـ " جرائم النظام " مؤكدا على أن الوضع في سوريا بدأ يخف تدريجيا، مضيفا أن خيال المعارضة السورية لا يعنيه. وقال الدابي خلال مؤتمر صحفي له بالقاهرة إن " بعثة المراقبين أنشئت على عجل ولم يتم عمل التحضيرات الكاملة التي تضمن أداء مهامها على النحو المطلوب، مشيرا إلى أنه لم يطلب تمديد زمن البعثة إلى سوريا " واشار الى ان البعثة عملت في 5 مواقع رئيسة في سوريا، وبعد تقديمها التقرير المبدئي قمنا بزيارة 15 موقعاً في سوريا، وكانت مهمتنا التحقيق في ما يجري على الأرض في سوريا، مشيرا إلى أنه تم سحب كل الآليات والمعدات الثقيلة من المدن السورية بالكامل فور وصول بعثة المراقبين. وكانت السعودية اعلنت سحب مراقبيها المشاركين في بعثة المراقبة العربية في سوريا ودعت المجتمع الدولي الى ممارسة "كل ضغط ممكن" على حكومة دمشق لوقف العنف وقال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في كلمة في اجتماع لوزراء الخارجية العرب بمقر الجامعة العربية في القاهرة "الوضع لا يمكن أن يستمر. ونحن لن نقبل بأي حال من الأحوال أن نكون شهود زور أو أن يستخدمنا أحد لتبرير الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري الشقيق أو للتغطية والتستر عليها." واضاف "ندعو المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته بما في ذلك اخواننا في الدول الاسلامية وأصدقاؤنا في روسيا والصين وأوروبا والولايات المتحدة الامريكية... ليمارسوا كل ضغط ممكن في سبيل اقناع الحكومة السورية بضرورة التنفيذ العاجل والشامل لخطة العمل العربية." الى ذلك صرح مصدر دبلوماسي ان الدول الاوروبية فرضت امس الاثنين عقوبات جديدة على سوريا تشمل 22 من اعضاء الاجهزة الامنية وثمان منظمات بسبب استمرار قمع الحركة الاحتجاجية. وهي السلسلة الحادية عشرة من العقوبات التي تستهدف شخصيات او شركات، وتشمل تجميد اصول ومنع منح تأشيرات الى اوروبا.وبذلك اصبحت الاجراءات الاوروبية تطال حوالى 150 شخصا ومنظمة مرتبطة بنظام الرئيس السوري بشار الاسد. وستكشف اسماء الشخصيات والكيانات التي فرضت عليها عقوبات بموجب القرار الجديد في الجريدة الرسمية للاتحاد الاوروبي اليوم الثلاثاء. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون قبل صدور القرار "نحن قلقون جدا من الوضع في سوريا". واضافت "ندعو الى وقف العنف والى تمكين المراقبين العرب من القيام بمهتهم بدون عراقيل". واكدت اشتون ضرورة اجراء "انتقال سلمي في سوريا بينما يدعو الاتحاد الاوروبي منذ اشهر الرئيس الاسد الى الرحيل بدون اهراق دماء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق