الخميس، 8 مارس 2012

النظام يدنس المصحف الشريف وسط صمت اسلامي والمعارضة تؤكد انها عملية استباقية.... الوفاق لـ “ بلادي اليوم “ : البحرين بعد 9 اذار تختلف عن قبلها .. ونتدارس بعض السيناريوهات

يستعد الشعب البحريني وقوى المعارضة والجمعيات السياسية بمختلف توجهاتها مشاربها غدا للمشاركة في الكرنفال الشعبي الكبير عبر المسيرة التي دعا اليها المرجع الديني اية الله الشيخ عيسى قاسم للاستمرار في المطالبة بحقوق الشعب البحريني المنادية بتحقيق العدالة والديمقراطية والاصلاحات السياسية وانهى الحكم القبلي والطائفي والبوليسي لعائلة ال خليفة التي تسيطر على البلاد منذ اكثر من مئة عام واصبحت تابعة للبلاط السعودي وجزءا لايتجزءا من قرارات اسرة ال سعود .
ومنذ اسبوع تجري الاستعدادات والتحشيد الشعبي والعام على قدم وساق للتحظير والاستعداد للمشاركة في التظاهرة الشعبية التي اجمع المراقبون وقوى المعارضة على انها ستكون الاكبر في تاريخ البحرين بل في تاريخ الخليج العربي , ولايقتصر التحظير والاستعداد لها في الداخل بل شملت مختلف انحاء العالم , حيث ستنظم قوى المعارضة في الخارج وقفات تظامنية في عدد من العواصم والمدن العربية والاروبية في بيروت ولندن وواشنطن , لتبعث برسالة جديدة لانظمة الاستبداد والطغيان في الخليج والعالم ومن يسناد النظام الخليفي ويقدم له الدعم المعنوي والمادي واللوجستي في قمع الارادة الشعبية ولقد باغت النظام ابناء الشعب بقيامه بجريمة نكراء تندى لها جبين الانسانية والعروبة والاسلام عندما افراد نظامه وجلاوزته بتدنيس القران الكريم لثني المتظاهرين عن مواصلة دربهم ومسيرتهم في التغيير وانهاء عصر الدكتاتورية والاستبدادية . ان النظام البحريني بعمله الاجرامي هذا اعاد الى اذهنانا سيناريو قريب وهو تدنيس المصحف الشريف في افغانستان والفرق بين الاثنين ان الاول هو معروف بعدائه للاسلام والمسلمين لكن ما يؤسف له ان الاخير يتبجح بالعروبة والاسلام والدفاع عن قضايا الامة الاسلامية وهاهو اليوم يفتضح امام الملا عبر ممارساته الهوجاء والرعناء . وبهذه المناسبة ارتأت " بلادي اليوم " الوقوف الى جانب الاخوة والاشقاء في البحرين واستطلعت اراء المعارضين والناشطين وجمعيات المعارضة في الداخل والخارج .
اقدمت قوات الامن البحرينية وعددا من المرتزقة امس على مهاجمة السجناء في سجن الحوض الجاف وقامت بتدنيس بعض نسخ المصحف الشريف والتربة الحسينية في بادرة خطيرة وسط صمت دولي واسلامي .
حيث فوجيء السجناء النائمين في العنبر رقم 10 في سجن الحوض الجوف، بهجوم مفاجيء من ضباط وأفراد أمن من العاملين في إدارة التحقيقات الجنائية تتقدمهم قوة من المرتزقة من قوات مكافحة الشغب، إضافة لمجموعة من الكلاب البوليسية، وأعلن المهاجمون أن الغرض هو التفتيش على السجن، لكنهم لم يلبثوا حتى بدأوا بضرب السجناء والتنكيل بهم، مع بعثرة الأغراض الشخصية للسجناء، وتطور الأمر حتى تم رمي نسخ من القرآن الكريم وتنديس للثربة الحسينية ، ولما اعترض السجناء تم ضربهم بقسوة، وقام أحد المرتزقة برمي قناني زجاجية مكسورة على بعضهم مما تسبب في إصابة مجموعة بجروح تم نقلهم على إثرها لعيادة السجن.
وبطريقة انتقامية شاذة وغريبة داس بعض المرتزقة والضباط على نسخ من المصحف الشريف في اعادة لسيناريو اساءة الجنود الامريكان للمصحف الشريف في افغانستان خلال الايام القليلة الماضية ، وتم تكسير الترب الحسينية التي يصلي عليها بعض السجناء. يشار إلى أن العنبر رقم 10 في الحوض الجاف به سجناء موقوفون على خلفية قضايا جنائية، لكنهم كبقية السجناء يتعرضون للتنكيل والانتهاك في مباغتة قبل اقل من 72 ساعة من تنظييم الشعب البحريني لاكبر تظاهرة في تالريخ الخليج للتنديد بالنظام الخليفي وممارسته القمعية بحق ابناء الشعب البحريني وبعد ساعات قليلة من تبرئة رئيس البرلمان البحريني لايران والدول الاخرى التي اتهمها النظام بتأجيج الوضع في البلاد لساحات تلك البلدان مما جرى في البحرين مؤخرا من حراك شعبي مسالم ومنهاض للاسرة الخليفية الحاكمة مؤكدا انه لايتهم اية دولة بما حصل في البحرين واكد عددا من المعارضين والناشطين البحارنة بأن ما حصل في السجن المذكور هي ضربة استباقية من قبل النظام لافشال التظاهرة ولاضفاء صفة الطائفية عليها , مؤكدين ان ذلك لن يكل من عزم شعبنا في مضيه واستجابته لدعوة المرجع الديني الشيخ قاسم .
وعلى الصعيد الميداني اكتملت مجمل الاستعدادات والتحضيرات للمشاركة في التظاهرة الكبرى غدا الجمعة 9 اذار / مارس فيما تواصل التحشيد لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام .
رئيس المركز الاعلامي لجمعية الوفاق الوطني الاسلامي كبرى جمعيات المعارضة في البحرين طاهر الموسوي أكد ان تظاهرة الجمعة 9 اذار مارس ستكون الاكبر في تاريخ البحرين من حيث التجهير والاستعدادات والدعوات التي وجهت لمحتلف التيارات السياسية والدينية مبينا ان التظاهرة وان كانت طابعا اسلاميا الا ان مختلف اطياف المعارضة ستشارك فيها وبقوة .
وقال الموسوي في تصريح خص به " بلادي اليوم " ان " مجمل الاستعدادات والتحضيرات قد جهزت في البحرين استعداد للتظاهرة التي دعا اليها المرجع الشيخ عيسى احمد قاسم " مبينا بانه سيكون هناك حضورا كبيرا للسياسيين والعلماء ورجال الدين ومختلف نخب الشعب البحريني من اطباء ومهندسين واعلاميين واصفا يوم لالتظاهرة بانه سيكون يوم تاريخي .
واشار الموسوي الى انه يتم حاليا تدارس بعض السيناريوهات بخصوص ما سيعقب تظاهرة التاسع من اذار مارس لافتا الى ان الوضع في البحرين سيختلف عما كان عليه قبل التاسع من اذار مشيرا في ذات الوقت الا انه لم يتم الاعلان رسميا عن السيناريو الذي سيعتمد بعد التظاهرة موضحا انه يتم تدارس الافكار والمقترحات بخصوص ذلك .
من جانبه أكد منسق المبادرة الوطنية لدعم الثورة والصمود احدى قوى الممانعة المعارضة محمد الشهابي ان دعوة الشيخ قاسم تأتي للرد على مزاعم الملك البحريني حمد ال خليفة بانه لايوجد اية معارضة في البحرين وانها مجرد " شرذمة " وان تظاهرة يوم غد سيبين حجم وقوة المعارضة البحرينية في الداخل والخارج .
وبشان الاستعدادات المعارضة في الخارج قال الشهابي في حديث خص به " بلادي اليوم " ان " المعارضة ستنظم وقفات رمزية في عددا من بلدان العالم مبينا ان هناك فعالية ستنظم في واشنطن واستراليا ولندن وبيروت " مشيرا الى ان تظاهرة والمسيرة الاكبر ستكون في العاصمة البريطانية لندن التي يتواجد فيها طيف واسع من المعارضة البحرينية .
وبشأن تدنيس القران الكريم من قبل النظام الخليفي أكد المعارض البحريني ان ذلك يأتي في سياق ثني الارادة الشعبية للبحارنة من قبل المخابرات والداخلية مبينا ان ذلك يبعث رسالة بان الانتهاكات وتدنيس المقدسات لن يتوقف في البحرين ومازال جاريا .
الى ذلك أكد المعارض والناشط البحريني يوسف الحوري ان تظاهرة 9 اذار تحمل في جعبتها الكثير من القضايا والملفات مبينا ان اهمها هي عدم القبول بتسليم البحرين الى النظام السعودي .
وقال في حديثه لـ " بلادي اليوم " ان " ان تظاهرة يوم غد سترفض رفضا قاطعا محاولات النظام الخليفي الحاق البحرين بالسعودية واننا سنؤكد بان البحرين مستقلة وستبقى مسقلة "
واشار الى ان احدى اهداف المسيرة كذلك هي المطالبة بأنهاء الاحتلال السعودي الغاشم لارض البحرين الذي دنس ارض البحرين منذ عام تقريبا مشددا بالقول ان التظاهرة ستكون هي الكبرى في تاريخ البحرين والخليج العربي بكل المقاييس .
ولفت الحوري الى ان النظام البحريني بفعلته الشنعاء بتدنيس نسخ من المصحف الشريف والتربة الحسينية يريد حرف شعار ومسار التظاهرة الشعبية العارمة التي ستهز عرشه الزائل الى منحى طائفي وعقائدي مؤكدا ان ذلك محاولة مستنكرة من قبلنا .
وفي سياق ذي صلة قالت صحيفة الواشنطن بوست إن السعودية "أفسدت الثورة البحرينية"، مشيرة إلى إلى "سيطرة الأمن السعودي داخل أقطار المملكة قبل اندلاع الاحتجاجات لتقويضها في المهد".
واستشهدت الصحيفة في إبراز التأثير السعودي على البحرين بحديث الشيخ فريد المفتاح خلال خطبة الجمعة في الجامع الرئيسي في المنامة بأن "اتحاد الخليج هو حلم طال انتظاره"، معتبرة أن "تأثير السعودية على البحرين التي يحكمها نظام ملكي أمر ظاهر وواضح للملأ، وبالرغم من التظاهرات التي تشهدها البحرين منذ عام لم تظهر حتى الآن بوادر انفراج في الأزمة السياسية".
وأشارت الصحيفة إلى انتشار صور الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز "بعضها تظهره وهو يصلي في مطار العاصمة المنامة، وترتيب علم البحرين الأحمر والأبيض مع علم السعودية الأخضر على نحو متبادل". وأضافت "دائما ما تشيد وسائل الإعلام الحكومية البحرينية بالقوات العسكرية السعودية التي دخلت البحرين العام الماضي كتعزيزات ضد الانتفاضة في المملكة".
وتطرقت "واشنطن بوست" إلى النقاش حول الإتحاد الخليجي خلال اللقاء الأخير بين ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة ونظيره السعودي، لافتة إلى أنه "لم يظهر من هذه الخطط إلا تفاصيل قليلة حتى الآن حيث شدد زعماء الخليج على الحاجة إلى تعاون استخباري وعسكري أقوى". وعلى صعيد عمليات الانتهاكات استشهدت المواطنة سكينه علي احمد مرهون ( 78 عاماً) من قرية "أبو صيبع" بعدما استنشقت الغازات الخانقة والسامة التي تلقيها قوات الأمن على البيوت والمنازل والأحياء السكنية المكتظة بالسكان في مختلف مناطق البحرين.وقال أهالي الشهيدة أنها استشهدت بعدما استنشقت الغازات السامة في 6 فبراير الماضي أثناء القمع الوحشي الذي قامت به قوات الأمن للمنطقة، وعلى إثر ذلك أخذت للمستشفى وخضعت للعناية لمدة 7 أيام، وبعد السماح لها بمغادرة المستشفى ساءت حالتها مرة أخرى وأخذت للعناية المركزة بالمستشفى وبقيت هناك حتى لحظة وفاتها اليوم الثلاثاء6 مارس 2012.
وأفاد الأهالي أن السيدة "سكينة" عانت من هبوط في الأكسجين ونزيف في المعدة جراء استنشاق الغازات السامة التي أودت بحياة الكثيرين. ولازالت الضحايا تتضرر ما دامت السلطات الأمنية تفرض في استخدام الغازات بطريقة العقاب الجماعي.
وباستشهاد هذه الشهيدة یرتفع عدد شهداء ثورة الکرامة في البحرين الی 75 شهیداً منذ اندلاع الثورة في الرابع عشر من فبراير 2011

بلادي اليوم / خاص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق