بغداد/بلادي اليوم توجه الى الولايات المتحدة ظهر امس الرئيس جلال الطالباني لاستكمال علاجه هناك. ونقل بيان رئاسي عن الطالباني خلال مغادرته مطار السليمانية تأكيده أن التحضيرات الخاصة بعقد مؤتمر القمة العربية إكتملت وأصبحت بغداد مستعدة لإستقبال القادة العرب. وأشار الطالباني في تصريح صحفي بمطار السليمانية الى انه سيعود قريباً لإستقبال الرؤساء القادمين للمشاركة في القمة العربية. وأوضح في معرض رده على تساؤل عن مجريات الإجتماع الوطني المزمع عقده لتفكيك بقايا الأزمة السياسية أن قادة الكتل الوطنية أكدوا دائماً إنحيازهم إلى ما يعزز مسيرة العمل الديمقراطي ويوطد الوحدة الوطنية .وكان الطالباني قد اجرى عددا من التحاليل والفحوصات الطبية ومداخلة جراحية في الفقرات في احد مشافي المانيا خلال شهر كانون الثاني الماضي تكللت بالنجاح التام . من جهتها عدت الحكومة امس الاثنين، الدعوة التي وجهها حارث الضاري للدول العربية بعدم حضور القمة في بغداد بأنها لا قيمة لها، مؤكدة أنها حصلت على تأكيدات من الدول العربية على حضور اعمال القمة على مستوى الخط الاول من الزعماء والقادة والملوك، فيما اكد ديوان الوقف السني أن من يمثل السنة في العراق هو من يدير امورهم. وطالب أمين عام هيئة علماء المسلمين في العراق حارث الضاري، في رسالة بثها الموقع الالكتروني للهيئة امس الاول، القادة العرب بعدم المشاركة في القمة العربية المقررة في بغداد في أواخر الشهر الحالي. وحذر الضاري في رسالة مفتوحة وجّهها إلى الملوك والرؤساء والأمراء العرب، من ان انعقاد القمة العربية في بغداد هو غطاء من الشرعية تسدلونه على الحكومة . وقال مستشار الناطق باسم الحكومة تحسين الشيخلي في تصريح صحفي: إن مثل هذه الدعوات وهؤلاء الاشخاص الذين لا يهتمون سوى بمصالحهم الشخصية يحاولون زع الفتنة والشك، هي دعوات لا تمثل اي شيء ولا قيمة لها. واوضح الشيخلي أن "الحكومة لديها تأكيدات من جميع الدول العربية الاعضاء في القمة بالحضور في القمة على المستوى الاول كالقادة والامراء والملوك ومستويات اخرى" مبيناً ان "الدعوات التي تطلق لمقاطعة القمة العربية هي دعوات ليست لمصلحة العراق أو الدول العربية".ومن المقرر ان تعقد القمة العربية في بغداد في 29 من الشهر الحالي وسط تغييرات طرأت على العديد من انظمة الدول العربية بعد موجة انتفاضات بدأت باليمن ومصر وليبيا بينما لا تزال قائمة في سوريا من جهته، قال ديوان الوقف السني في العراق انه ليس مع الخطاب الطائفي، وهو الجهة المسؤولة عن تمشية امور ومتعلقات السنة في العراق من الناحية الادارية.وقال الناطق باسم الديوان فارس المهداوي: إن المنطق والعقل هما اللذان يجعلان الانسان يقرر من يمثل مصالح السنة في العراق، ونحن بعيدون كل البعد عن استخدام المفردات الطائفية، فهناك سنة وشيعة في العراق ولا بدّ من وجود جهة معنية تتولى تنظيم امور الطرفين من اجل تمشية معاملاتهم. ورداً على موقف ديوان الوقف السني من خطاب الضاري ودعوته للعرب بعدم حضور القمة في بغداد اوضح المهداوي: ان كل شخص له رأيه الخاص يدلي به، ولكن الفيصل للجماعة والفصيل للعقلانية التي تمثل الوسطية والاعتدال.وتقول لجنة العلاقات الخارجية النيابية: أن الضاري في تصريحاته الاخيرة وضع نفسه في خانة المنافسة السياسية. وقال عضو اللجنة عماد يوخنا: ان تصريحات الضاري بدعوته الزعماء العرب الى عدم الحضور في القمة العربية ببغداد ليس لها اي تأثير، فالعرب يتعاملون اليوم مع العراق كدولة ذات سيادة كاملة بعد انسحاب القوات الاميركية منه. واوضح يوخنا "للأسف نسمع هكذا تصريحات من شخص كان يقول انه يقاوم قوات (الاحتلال) الاميركية التي غادرت العراق، وتصريحات الضاري وضعته في خانة المنافسة السياسية، وليس لها أي أثر على قرارات الزعماء العرب فقد قرروا المشاركة في القمة العربية". وتقول الحكومة العراقية إنها لم تتلق حتى الآن أي رفض أو اعتذار من أية دولة عربية للمشاركة في مؤتمر القمة. وقالت: إن الدول كافة ستشارك باستثناء سوريا، وإن الجامعة العربية أبلغتها بان جميع الدول العربية ستحضر إلى مؤتمر قمة بغداد. وكان من المؤمل عقد قمة بغداد في آذار من العام الماضي لكنها تأجلت أكثر من مرة بسبب الظروف الاستثنائية التي يمر بها عدد من الدول العربية منذ العام الماضي والتي عرفت بـ "الربيع العربي".وكان رئيس الجمهورية جلال الطالباني قد بحث مع طارق الهاشمي المستجدات السياسية في البلاد. وذكر بيان عن المكتب المؤقت للهاشمي "ان الهاشمي قام بزيارة الطالباني مساء أمس الاول في مقر اقامته في مدينة السليمانية في اقليم كردستان وراجع معه العديد من الملفات السياسية ذات الاهتمام المشترك". وأضاف: في نهاية اللقاء قام الهاشمي بتوديع الطالباني متمنياً له رحلة علاجية موفقة إلى الولايات المتحدة، يعود بعدها إلى أرض الوطن بتمام الصحة والعافية من أجل أن يواصل مسيرته الطيبة في جمع الفرقاء السياسيين على خير بلدهم في الحاضر والمستقبل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق