ذي قار/بلادي اليوم
قال رئيس التحالف الوطني إبراهيم الجعفري إن مدينة الناصرية ليست فقط معدناً للحضارة وبداية للتاريخ إنما هي معدناً للثورة، وسرّاً للانتصار كذلك ، موضحا أن ما شهدته عام 1991 لم تكن انتفاضة إنما كانت ثورة بكل ما تعنيه كلمة الثورة من معنى؛ لأنها لم تقتصر على طبقة اجتماعية معيّنة، ولم تحدّد هدفاً جزئياً، ولم تجدول حركتها في زمن قصير، إنما خاطبت الشعب العراقي كله، واستنهضته؛ لتستهدف النظام كله بكل مؤسساته حتى انتهت إلى ما انتهت إليه. الجعفري وخلال كلمة ألقاها في احتفالية تيار الإصلاح الوطني في الذكرى 21 على مرور الانتفاضة الشعبانية والتي أقيمت في محافظة ذي قار نوه إلى أننا علينا أن ننظر إلى هذه المنظومة من الثورات التي تحدث اليوم على أنها قلادة رائعة انتظمت حول ناظم واحد وهو الإصرار على انتصار الشعب، وإن: (الشعب يريد تغيير النظام)، وبعد ذلك: (الشعب يريد النظام البديل)، ولا نريد لها أن ترحل من النظام إلى اللانظام، أو ترحل من النظام إلى الفوضى.. مشيرا إلى أن هذه الثورات تطرح اليوم شعاراً جديداً وهو: (الشعب يريد إقامة النظام وإصلاح النظام)؛ حتى تنعم شعوب المنطقة التي ثارت، وغيّرت بالنظام البديل حيث الاقتصاد المزدهر والإدارة والأمن والاستقرار والحقوق المدنية والتكامل الثنائي في مركّبات الشعب كله في أي منطقة من المناطق.مشددا على ضرورة أن يواصل شعبنا البطل ثورته، وفي الوقت الذي نؤرّخ لهذه الثورة عام 1991، إلا أننا نرفض أن نؤرّخ لنهاية هذه الثورة، الثورة لا تعني إسقاط النظام فقط إنما تتواصل الثورة لمواجهة كل أنواع الفساد؛ حتى ترسو قاعدة الإصلاح في المجتمع، وحتى يأخذ الشعب كل الشعب حقوقه من دون استثناء؛ لذلك تبقى الثورة منطلقاً إزاء كل ظاهرة من ظواهر التخلـّف والعصبية.. لابد أن تبقى الثورة مصمّمة على مواصلة الطريق..خصوصا و إن منطق الحكم يختلف عن منطق الثورة، وإن عقل الحكم يختلف عن عقل الثورة، وإن ثقافة الحكم تختلف عن ثقافة الثورة، مشيرا إلى أن ثورة العراق واجهت تحديات كبيرة منذ أن سقط النظام المقبور، وواجهت الإرهاب المنظم والإرهاب المُدوَّل، والإرهاب المؤقلم، والإرهاب المُمذهَب وأفواج الإرهابيين من كل حدب وصوب من دولة تدرّب إرهابيين، وأخرى تموّل إرهابيين، وثالثة تجسّر العلاقة بينها وبين الإرهابي المنطلق إلى الهدف والضحية؛ لتوصل من خلال أراضيها أفواج الإرهابيين، وهكذا عمدوا إلى فصم عرى الوحدة الرائعة بين السنة والشيعة، وأبى إخوانكم وأخواتكم إلا أن يصمدوا، ويضحّوا من أجل الدفاع عن وحدة العراق وسيادته.
.وأكد الدكتور الجعفري إلى أن الإرهاب لم يبدأ في العراق، ولم ينته في العراق، الإرهاب المعاصر بدأ من نيويورك وواشنطن في أكبر دول العالم، وتسرّب إلى اسبانيا وإيطاليا وبريطانيا وشرم الشيخ وأندونيسيا وماليزيا وإيران وتركيا والسعودية وسوريا، ومرّ بالعراق، وهو موجود في أفغانستان وفي الكثير من دول العالم.مشددا على أننا اليوم نواجه حرباً عالمية حقيقية اسمها (حرب الإرهاب) أما الحرب العالمية الأولى والثانية فهي حرب أوروبية – أوروبية، والتعبير عنها بالعالمية ليس دقيقاً، الحرب الحقيقية التي نواجهها اليوم "الحرب العالمية"، أو قـُل عولمة الإرهاب هي الحرب المعاصرة.. لا يوجد بلد من بلدان العالم ليس هدفاً للإرهابيين، ولا بلد في أي بلدان العالم في سلام من الإرهابيين، ولا توجد شريحة اجتماعية مستثناة منها، موضحا أنها ليست حرباً نظامية بين جيش وجيش إنما هي حرب الإنسان المشوّه والمنحرف.. حرب الإنسان الشاذ الذي يستهدف الطفولة والشيخوخة والمساجد والمعابد والكنائس والحسينيات.وفيما يخص انعقاد القمة العربية في بغداد نهاية آذار الجاري قال رئيس التحالف الوطني العراقي إننا اليوم نقترب من عقد مؤتمر القمة العربي بدورته الحالية، والعراق يستعد لاحتضان هذه الدورة ليس فقط بحكم الأبجدية في التواريخ إنما يستقبل وهو على موعد مع القمة العربية؛ لأن بغداد اليوم غير بغداد الأمس، بغداد اليوم تعاقبت فيها الحكومات بطريقة سلمية انتخابية، وتداول السلطة من حكومة مجلس الحكم إلى الحكومة المؤقتة إلى الحكومة الانتقالية إلى الحكومة الوطنية الحالية حصل بطريقة سلمية، والبرلمان اليوم برلمان يعكس بمكوّناته مكوّنات الشعب، والمرأة يزداد حجم مشاركتها من حيث الكم والنوع بتوالي الدورات، والمركّبات الاجتماعية المختلفة التي يتكوّن منها هناك كخيوط نسيج شعبنا البطل، لا نجد خيطاً من هذه الخيوط، ولوناً من هذا الألوان إلا وله من يمثـّله في البرلمان العراقي الجديد.مشيرا إلى أن العراق اليوم يقطع أشواطاً، ونحن اليوم على موعد لنلتقي مؤتمر القمة العربية ليس من موقع العنتريات التي ما قتلت ذبابة، العراق اليوم يستقبلهم بقلب مفتوح بالحب الذي توارثناه من إسلامنا العزيز من خط أهل البيت، يستقبلهم بعقل جديد صنعته التجربة ولتفتح آفاقاً وملفات تحاول أن تطوي مسافات، وترحل من شاطئ المشاكل الجزئية إلى شاطئ الاستراتيجيات، وتناقش المشاكل العربية - العربية من أوسع أبوابها، والمشاكل العربية - الدولية، والمشاكل العربية - العراقية، أما المشاكل العراقية - العراقية فحسبهم أبناء العراق هم أجدر بحلها.واضاف لابد أن يواصل الشعب مسيرته المظفرة برصّ الصف، والحفاظ على الوحدة الوطنية، وتجسير العلاقة بين الثنائيات الجميلة المتكاملة بقومياته المتعدّدة عرباً وكرداً تركماناً وآشوريين، وبثنائياته المذهبية بين السنة والشيعة؛ حتى يكون عصيّاً على الانكسار.. لابد للجميع أن يجعلوا العراق فوق كل شيء، ويجعلوا الهمّ العراقي فوق الهموم، والانتماء العراقي على بقية الانتماءات.لا نريد عراقاً بدون تعدّد قوميّ، لكننا نريد عراقاً يتقدّم فيه الانتماء الوطنيّ العراقيّ على الانتماءات القوميّة، ولا نريد عراقاً بدون قوى سياسية، لكننا نريد أن نبدأ من المنطلق المشترك الذي تطبع عليه الصفة الوطنية..ودعا الشعوب العربية التي دخلت مضمار التغيير إلى أن تجيد فن الاستمرار، ولا تكتفي بفن البدء، وعليها أن لا تقف عند حدود كونها غيّرت أنظمة إنما تفكر كيف تشيّد الأنظمة البديلة، وعليها أن تستفيد من تجربة العراق، العراق اليوم في الصدارة؛ لأنه مرّ بهذه المحطة منذ حوالى العقد من الزمن، فإلى ليبيا وتونس واليمن ومصر إن قلب العراق مفتوح لكم، وإن عقل العراق مفتوح لكم، وقد شرّفنا قبل بضعة أيام وفد من ليبيا، واطلع على تجربة العراق.وإلى كل زعيم عربي ملكاً كان أم أميراً أم رئيساً للجمهورية: عليه أن يندك بحقوق شعبه، ويتواضع، ويستمع لشعبه؛ حتى يؤمّن لنفسه قاعدة صلبة يقف عليها..لابد أن نعيد إلى المجتمع حيويته وإنسانيته من خلال دور المرأة الرائع؛ حتى تأخذ مكانتها في مؤسسة البيت، ومؤسسة المدرسة، ومؤسسة المعمل والمصنع، وكل مؤسسات الدولة، والمؤسسات السياسية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق