السبت، 2 فبراير 2013

أنفلونزا طائفية


كريم السيد
انها لا تعرف طقساً أو مناخاً معين, فهي تنتشر بالعدوى (اقليمياً)، ولها ابعاد متنوعة فهي متجذره عقائديا، ونطاقها سياسي، وتأثيراتها اجتماعية تهدف لتفكيك المجتمعات وبث رؤية متطرفة تحيد المواطن عن الانتماء للوطن، وتجعله يلهث وراء الطائفة والعرق واللون وهكذا, أما اعراضها فتكون اعلامية تسقيطية، لها لغة دموية حمراء لا تعرف للموت طريقة بشرية لإزهاق الروح من الجسد ، هذا اذا ما كان التخطيط للموت ينوي ترك الاجساد دون ان تذر ذرا باسم الرب الذي هو براء مما يفعل الظالمون.
الأنفلونزا الطائفية لم تكن مرضاً عراقياً البته، انما كان عدوى انتقلت من الخارج عبر اجندات اقليمية تهدف لشق الوحدة واللحمة الوطنية للمجتمع العراقي الذي تخلص وشفي أخيراً من مرض الديكتاتورية ليحل هذا المرض اللعين كداء جعل العراقيين يهجرون من بيوتهم ومناطق سكناهم دون ادنى سبب اقترفوه بحياتهم، وربما السبب حيك قبل الف وأربعمائة سنة دفع العراقيون ضريبته بعد ان اسس له ونُظّر وطُبق, وقت ان اراد العراقيون ان يحكموا انفسهم بأنفسهم ديمقراطياً عبر صندوق الانتخاب والاصبع البنفسجي.
اعوامها انقضت وعاد الامن والامان لربوع الوطن بعد ان بانت نتائجها ودفعنا ثمنها قوافل ومواكب للشهداء من البسطاء والفقراء الذين لا ذنب لهم الا انهم عراقيون فحسب, ولكن بعد تجاوزها واعتبارها مرضاً تم اكتشاف علاجه بمضاد عراقي حقن به الوطن بفضل المصالحة والتكاتف لمختلف ابناء الشعب من رجال دين وشيوخ عشائر وخيرين عادت ملامح ذلك المرض واعراضه تلوح بالأفق هذه الايام من خلال خطابات ومواقف اقل ما يقال عنها انها عتيقه وبالية، ولا تصلح لعراق اصبح متمرساً، ويملك مناعة تمكنه من مواجهة اي تحدي من قبيل هكذا امراض معدية من دول الجوار والذين يزعجهم عراق آمن مستقر, ولذا وجدنا الجماهير ترفض العودة لمثل ما يساق اليوم بأموال وامدادات تريد عودة امبراطوريات وزعامات صارت جزءا من التأريخ من خلال انجازها لخياطة ثوب طائفي على مقاس العراقيين الذين كبروا على ذلك الثوب الضيق والمرض الخبيث.
ان التلميح بوجود مواسم طائفية ومذهبية على شاكلة ما يجري بالمنطقة وخصوصا في سوريا والعراق وبلدان الربيع العربي هدفه زعزعة امن المنطقة واعادة لرسم الخرائط طائفياً عن طريق صناعة ذلك الفايروس في الجسم العربي، والتسويق له اعلامياً من خلال منابر اعلامية وقنوات فضائية محرضة وفتاوى غريبة وخطابات متطرفة لجعلها واقع حال وأمرا مقضيا وقدر العراقيين ان يعيشوا الفرقة كما يصورون ويحاولون، ولقد بات على كل ابناء شعبنا ان يدركوا خطر ما يجري عبر عدوى الانفلونزا الطائفية التي تهب من خارج الحدود لتكون طاعون العصر وأداة تفكيك الاوطان وبث الفرقة والخلاف, من احتاط منها فقد سلم، ومن وقع بها فقد هلك، وجَرفهُ سيلها الذي يريد تحقيق ما تريده تلك العقول التي تصنع الموت بطريقة يقال عنها اسلامية!.
http://www.beladitoday.com/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق