الأحد، 24 مارس 2013

كلمة بمناسبة اليوم العالمي للشعر


يمثل الشعر أحد أنقى أشكال التعبير عن حرية اللغة، وهو عنصر مكون لهوية الشعوب، كما أنه يجسد الطاقة الإبداعية للثقافة من حيث قدرتها على التجدد المستمر.
وتنتقل الحد اثة التي يتميز بها الشعر من جيل إلى جيل، من خلال النصوص الخالدة التي كتبها كبار المؤلفين والأعمال التي كتبها شعراء مغمورون. ويتعين علينا نقل هذا التراث - أي التراث الذي خلّفه هوميروس ولي باي وطاغور وسنغور وآلاف غيرهم - بوصفه شاهداً حياً على تنوع البشرية الثقافي. ويتعين علينا أيضاً أن نسهم في إخصاب هذا التراث بوصفه مصدراً للإثراء اللغوي وللحوار.
ومن خلال الاحتفال باليوم العالمي للشعر، تود اليونسكو أيضاً ترويج القيم التي تحملها. فالشعر رحلة، لا تجري خا رج الواقع وإنما تقترب غالباً اقتراباً شديداً من مشاعر الأفراد ومطالبهم وآمالهم. فالشعر يجسد أحلام الشعوب، ويعبر عن أسمى أشكال روحانياتهم كما يمد الشعوب بالشجاعة لتغيير العالم.
ترك الشعراء من جميع البلدان أبيات شعر خالدة للدفاع عن حقوق الإنسان والمناداة بالمساواة بين الرجال والنساء واحترام الهويات الثقافية. فقد كتب بول ايلوار:"يا حرية، أكتبُ اسمك ". ويحمل الشعر، حتى يومنا هذا، نفح الحرية والكرامة في مواجهة العنف والقمع. ولهذه الأسباب جميعها، تدعم اليونسكو الشعراء وكل الأشخاص المشاركين في نشر الشعر وترجمته وطباعته.
وإننا نضطلع بهذه المهمة من خلال حماية تنوع أشكال التعبير الثقافي و الحفاظ على إلقاء القصائد المدر جة في قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية، باعتبارها وسيلة لإضفاء المزيد من الجمال على عالمنا ولبناء السلام في عقول البشر، رجالاً ونساء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق