في الوقت الذي نعيش في ذكرى الانتفاضة الشعبانية في العام 1991 فأننا نستذكر هذا التاريخ الدامي الذي لا ينكر من ذاكرة الانسان العراقي ، وعلى مدى عقدين من السنوات لمسنا كيف ان القضية هذه اصبحت واحدة من فواجع الزمن الدامي في العراق ، ولعلنا نشهد ذلك من خلال ما شاهدناه من اضطراب سياسي واجتماعي في تلك المدة ، كما نشهد ان القضية هذه اخذت طابعا واسعا لوقع الكثير من ابناء الشعب العراقي ضحية المقابر الجماعية ، ولم تكن الا لحظات أليمة في حقيقتها ، ومن اجل ان نسلط الضوء على ذلك وجدنا مجموعة من مثقفي مدينة الحلة الذين عاصروا هذه الفاجعة ليتحدثوا عن آرائهم ووجهات نظرهم في الفاجعة هذه :
الباحث (محمد عبد الجليل شعابث) تحدث عن الانتفاضة الشعبانية قائلا : ان لهذه الانتفاضة وقع مؤلم عند الفرد العراقي والعربي لما تحمله من ممارسة قاسية من قبل النظام السابق ، حيث ذهب ضحيتها اناس لا ذنب لهم سوى انهم من هذه الارض ، ولعل التاريخ لا يرحم من قتل ابناء شعبه ، واعني به ازلام النظام السابق ، ونقول لمن تلوثت يده بدماء الابرياء ، انك ليس من هذه الارض التي انجبت العلماء والمفكرين وكل الطيبين ، فالانسان مهما كان ، له كرامته وقيمته الوجودية ، فكيف لمن قام بدفن الابرياء وهم على قيد الحياة ان يشعر بقيمته الانسانية .. ككل نحن مجموعة من ابناء مدينة الحلة قمنا باعادة نصب شهداء الانتفاضة لأنها تعد ذكرى لأبناءنا الشهداء .. ما الاستاذ (علي ابو خماس ) الناطق الاعلامي للانتفاضة الشعباني في بابل فقد اوضح : ليس من السهل ان تقف امام سلطة دولة كما وقف ابناء شعبنا في العام 1991 ، وان الذي حصل هو بحد ذاته انفعال وصخب واضح من قبل اخوتنا في مدينة الحلة والمدن الوسطى والجنوبية ، وكان عدد من اخوتي ضحية ذلك ، ان ما شاهدناه وعشناه يعد انتهاك واضح من قبل النظام البعثي ، وعلينا انع نعي الدرس الذي مر علينا في تلك الفترة وكيفية الوقوف امام سلطة لها كل ادوات القمع .. ولا اخي سرا ان قلت انها فوضى كانت غير منتظمة ، تناظرت مع انتهاء القصف الامريكي للعراق ، لكنها اكدت تاريخيا ان السلطة التي قتلت شعبها لم يغفر لها التاريخ . وجاء رأي الشاعر والاعلامي ( حسن علي الحلي ) حول الانتفاضة قائلا : لم تكن الا ذاكرة سياسية مؤلمة ، وكيف لنا ان ندرك هذه الحادثة عبر اكثر من عقدين من السنوات ، انها تداخلت مع الصراع الديني والسياسي ، في الوقت الذي كان فيه النظام السابق يبحث عن اعادة تركيز جذوره السلطوية من جديد ، ولا ننكر ان هناك ايادي خفية من الخارج اثارت النعرة هذه ، لأن الانسان العراقي في تلك الفترة كان يبحث عن استقراه السياسي والنفسي بعد ان عاش فترة رعب من القصف الاميركي للعراق . اما الفنان (زيد البابي) فقد اوضح ان الانتفاضة رد فعل لكل من يبحث عن الحرية ، لكن النظام البعثي كان يقمع هذه الحريات من خلال فرضه كل اجواء الرعب ، وقد بانت ملامح الاقصاء من خلال ما شاهدناه من مقابر جماعية ، وهي بلا شك عنوان الفواجع الادمية ، ولم تكن سوى ذكرى نبكيها جميعا..
استطلاع: زهيرالجبوري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق