السبت، 3 مارس 2012

اليوم .. الروس ينتخبون رئيسا للبلاد

يتوجه الناخبون الروس اليوم الى مراكز الاقتراع لانتخاب رئيسا للبلاد من بين خمسةِ مرشحين هم: فلاديمير بوتين، رئيس الوزراء الحالي، غينادي زيوغانوف، زعيم الحزب الشيوعي الروسي، فلاديمير جيرينوفسكي، زعيم حزب الديمقراطي الليبرالي، سيرغي ميرونوف، زعيم حزب روسيا العادلة، ميخائيل بروخوروف، رجل الأعمال والمرشح المستقل.
وتأتي هذه الانتخابات بعد تعديلات أدخلها الرئيس الروسي على القوانين الروسيةِ بهدف تمديد ولاية الرئيس من أربع الى ست سنوات.
وكانت روسيا امس تعيش يوم الصمت الدعائي إذ يمنع القانون الروسي خلال هذا اليوم أي نشاط دعائي لصالح المرشحين المشاركين في الانتخابات. ويستمر "يوم الصمت" حتى إغلاقِ آخر مركز اقتراع في البلاد اليوم الأحد. في حين القانون لا يمانع ترك المواد الدعائية التي علقت أو نشرت في وقت سابق شرط أن تكون بعيدة عن مراكز الاقتراع على مسافة تزيد عن 50 مترا. وستجري الانتخابات في 95 ألف مركز اقتراع على أراضي روسيا الاتحادية وخارجها.
وكا ن الرئيس الروسي دميتري مدفيديف عبر عن ثقته بأن المواطنين الروس سيعطون أصواتهم للمرشح الذي يستحق ثقتهم وتأييدهم.
وقال مدفيديف في رسالة وجهها الى المواطنين عشية الانتخابات الرئاسية انه " يتوجب علينا جميعاً تحديد الطريق التي ستسير بها بلادنا في الأعوام الأربعة القادمة. إن مستقبلنا متعلق بكل شخص منا. تعالوا إلى الانتخابات وصوتوا".
وشدد مدفيديف على أن ثقة وتأييد المواطنين شأن هام جداً بالنسبة لعمل رئيس الدولة، مبينا : "لقد كانت لدي إمكانية التأكد من ذلك عدة مرات. أنتم فقط، المنتخبون، تستطيعون تقرير منْ مِنَ المرشحين يستحق صوتكم. أنا واثق أن اختياركم هو الصحيح".
وأشار مدفيديف إلى أن "رئيس روسيا يتمتع بحسب الدستور بصلاحيات واسعة.. أنه عمل شاق ومسؤول للغاية.. والرئيس القادم يجب أن يكون قادرا على القيام به بشكل فعال: متابعة السير على خط تطوير الاقتصاد وتحديثه والعمل على تحسين حياة المواطنين وتأمين القدرات الدفاعية والأمن للبلاد وتثبيت هيبتها في العالم".
ولفت إلى أن الحملة الانتخابية سارت في جو مليء بنشاط المواطنين قائلا: "إنها اظهرت ان المجتمع الروسي اضحى أكثر نضجاً ويصيغ مطالبه للسلطة بشكل واضح"، مضيفا "هذا يعني أن المواطنين يدركون بأن مستقبلنا متعلق بالانتخابات القادمة ومستعدون للمشاركة بجزء من مسؤوليتهم في البلاد. أما نتائج الاصلاحات السياسية التي اقترحتها في رسالتي الى مجلس الاتحاد الروسي، فتسمح للمواطنين بالقيام بمشاركة اكثر نشاطا في إدارة الدولة".
واوضح مدفيديف "نحن جميعا نريد التغيير إلى الأفضل: في المدن و القرى و نسعى إلى أن تصبح دولتنا ديمقراطية ومزدهرة، وان يعيش الناس بكرامة وخير. نحن جميعا بحاجة الى النظام والعدالة، واحترام حقوق وحريات الإنسان".
الى ذلك أعلنت وزارة الداخلية أن نحو 380 ألف شرطي سيقومون بتأمين مراكز الاقتراع، ولن يسمح بإقامة مخيمات للمحتجين بقربها، وذلك بعد أن منعت نشطاء المعارضة من توزيع الخيام على المشاركين المحتملين في مظاهرات الاحتجاج المتوقعة بعد الانتخابات.
ومع انطلاق الحملات الدعائية للمرشحين الخمسة، كشفت استطلاعات الرأي عن ارتفاع شعبية بوتين من 39% قبل انتخابات البرلمان، لتصل الى 49% أواخر يناير/كانون الثاني الماضي، فيما ظل جينادي زيوجانوف زعيم الحزب الشيوعي في المركز الثاني بحصوله على نسبة 11%، وجاء ترتيب فلاديمير جيرينوفسكي زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي الثالث بنسبة 9%. وحظي كل من ميرونوف زعيم حزب "روسيا العادلة"، ورجل الأعمال بروخوروف بنسبة 6% و4% على التوالي.
ويعتبر رئيس الوزراء الحالي فلاديمر بوتين حيث استطاع وقبل أسبوع واحد من موعد إجراء الانتخابات تمكن من زيادة أنصاره إلى 60%، ما دفع العديد من المحللين لاستبعاد إجراء جولة ثانية في الانتخابات الرئاسية.
ويؤكد بوتين في برنامجه على ضرورة تنفيذ برامج لتطوير القوات الروسية وتسليحها وتحديث المجمع الصناعي العسكري، كما أعرب عن قناعته بأن ظاهرة الربيع العربي ضد الأنظمة الاستبدادية عبرت في بداياتها عن إمكانية إحداث تغيير إيجابي، لكن تطور الأحداث كان سلبياً.
واعتبر أن التدخل الخارجي الداعم لطرف واحد في النزاعات أضفى شكلاً سلبياً على تطور الاوضاع، لذا جدد تمسكه بعدم السماح بتكرار السيناريو الليبي في سوريا، مشدداً على أهمية المصالحة الداخلية ووقف العنف. كما اعتبر بوتين أن التهديد بتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران سيؤدي إلى عواقب كارثية.
ويعتقد العديد من المراقبين أن فوز بوتين بمقعد الرئاسة أصبح امراً واقعاً، لكن الحدث الأكثر أهمية سيكون تداعيات ذلك على المشهد السياسي الروسي في ظل توسع الحركة الاحتجاجية المعارضة لحكم بوتين، إذ إنه من المتوقع أن تشهد العاصمة الروسية موسكو في اليومين التاليين عقب إعلان نتائج الانتخابات أكثر من 20 مظاهرة ينظمها موالون ومعارضون.
اما المرشحون البقية فيعتبر زوجانوف أن انتشار الفساد في أجهزة الدولة وتصفية القطاع الصناعي السبب لتراجع معدلات النمو الاقتصادي، ويتعهد بإجراء إصلاحات شاملة في الجهاز الحكومي وإخضاع السلطة التنفيذية للرقابة الشعبية للقضاء على الفساد، مؤكداً ضرورة إجراء إصلاحات ديمقراطية.
ومن ناحيته يدعو جيرنوفسكي لإصلاح الجهاز الحكومي، وحماية مصالح روسيا في مواجهة زحف الغرب، وإعادة بناء الجيش، كما يطالب بتحرك دولي أكثر فاعلية، مؤكداً دعم سوريا للتصدي لضغط الولايات المتحدة على هذا البلد.
أما ميخائيل بروخروف فبرنامجه يقترح تشكيل هيئات متخصصة لمكافحة الفساد، كما يدعو إلى أن تتوجه روسيا الى الاتحاد مع أوروبا لتصبح مركزاً جغرافياً اقتصادياً موحداً. ويرى بروخروف سوريا عبارة عن 20 مليار دولار استثمارات روسية و1.5 مليار توريدات عسكرية.
وبدوره تضمن برنامج سيرجي ميرونوف رؤية لحماية مصالح روسيا بدءاً من مكافحة الإرهاب وانتهاء برفض خطة واشنطن لنشر الدرع الصاروخية، وأكد في برنامجه ضرورة احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها عبر فرض عقوبات او غيره.

بلادي اليوم / متابعة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق