افادت مصادر صحفية رسمية سورية امس ان انتحاري فجر صباح امس السبت سيارة يقودها في منطقة درعا ما أدى إلى مقتل ثلاثة من المدنيين ونحو عشرين جريحا بينهم عدد من قوات حفظ النظام. وبينت المصادر أن التفجير الإرهابي أدى أيضاً إلى أضرار مادية بالمباني المحيطة بدوار المصري والمحال التجارية.
من جانب اخر أكد بشار الجعفري مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة أن بيان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بخصوص تطبيق قرار الجمعية العامة الذي اعتمد قبل نحو أسبوعين يدفع باتجاه تأزيم الوضع في سورية أكثر من الدفع باتجاه إيجاد حلول له.
وقال الجعفري في كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس إن "مضمون البيان المقدم لا يبعث أبدا على الارتياح بالنسبة لسورية وقد فوجئت مع الكثيرين بطريقة التعامل مع الحالة في سورية بلغة نارية تكاد تقترب من حدود التشهير بحكومة دولة مؤسسة لهذه المنظمة الدولية استنادا إلى مجرد تقارير وآراء تصدر عن أوساط سورية معارضة في الخارج تقيم في عواصم دول تناصب سورية العداء ".
واستغرب كيف تم التوصل إلى القول أو الإدعاء بأن الحكومة السورية لن تستقبل أموس ولم توافق على زيارتها ومن أين أتت هذه الخلاصة غير الدقيقة والتي دفعت بأعضاء مجلس الأمن إلى تبني بيان صحفي يتبنى بالكامل هذا الطرح الخاطئ الذي يقول بأن الحكومة السورية لم توافق على زيارة وكيلة الأمين العام للشؤون الإنسانية.
ولفت الى ان رؤساء دول ووزراء خارجية في دول أعضاء في المنظمة الدولية يتحدثون علنا عن تزويدهم للمجموعات المسلحة في سورية بالسلاح ودولة أخرى عضو في الأمم المتحدة تعلن صراحة أنها قد تبرعت بمئة مليون دولار لتسليح المعارضة السورية ودول أخرى تفرض عقوبات اقتصادية خانقة على الاقتصاد السوري يعاني منها الشعب السوري أولا وأخيرا ولكن هذه العقوبات لا تظهر على شاشة الأحداث بالنسبة لمن يدعي أنه حريص على مساعدة سورية.
واشار إلى أنه كل مايجري يؤكد أن الهدف من الضغط على سورية هو سياسي بامتياز ولخدمة أجندات دول بعينها تناصب سورية حكومة وشعبا العداء وهي أجندات تستخدم الأمم المتحدة كمنصة للعدوان على حقوق سورية في هذه المنظمة الدولية. مبينا ان دمشق خطت خطوات كبيرة ونوعية وسريعة خلال الفترة القصيرة الماضية نحو تنفيذ برنامج وطني للإصلاح يلبي مطالب شعبية مشروعة.
واضاف : إنني لا أقول بأنه ليست لدينا مشاكل في سورية أو لا توجد لدينا معارضة أو لا يجب إصلاح البلاد لكن ما أقوله هو أن لا يسيء البعض للمعارضة الوطنية الشريفة الداخلية عبر استخدامها لخدمة أجندات تعادي سورية من ناحية المبدأ فمن يتلاعب بالمعارضة الوطنية يسيء لها ولحظوظها في دفع عملية الإصلاح قدما نحو الأمام داخل البلاد.
واوضح أن عملية تسليح المعارضة من قبل هذه الدول ليس جديدا وإنما بدأ منذ وقت ولكنه أصبح الآن رسميا وعلنيا مشيرا الى إن سوريا لم تفاجأ بالتصريحات العلنية التي أطلقها وزيرا خارجية السعودية وقطر قبل أيام عندما أكدا على ضرورة تسليح المعارضة والإعراب عن استعداد بلديهما للقيام بذلك ناهيك عن إعلان ليبيا تقديم مبلغ 100 مليون دولار للمعارضة السورية المسلحة.
وتابع ان دمشق لاتدعي بأن الوضع الإنساني قد بلغ صفة الكمال في بعض المناطق ولا ننكر تراجع نوعية الخدمات التي طالما قدمتها الحكومة لمواطنيها في تلك المناطق إلا أن ذلك سببه الأول والأخير هو الهجمات المسلحة والأعمال التخريبية التي تشهدها بعض المناطق وكذلك العقوبات الاقتصادية الأحادية غير الشرعية .
وردا على كلمة مندوب السعودية أمام الجمعية العامة أكد الجعفري إن " مندوب السعودية قال أشياء خطيرة لا تليق بمستوى عقول الحاضرين وبحجم معارفهم التاريخية والسياسية والدبلوماسية ولذلك لن أستخدم العبارة التي وصف فيها الحكومة السورية بكلمة نظام وانا اربأ بنفسي عن استخدام نفس الكلمة لوصف حكومة المملكة العربية السعودية بل سأتركها له ولضميره مستقبلا لعله يكف عن استخدام هذا المصطلح غير اللائق باللغة الدبلوماسية حتى عندما يختلف المرء مع بعضه البعض ".
الى ذلك أكدت سوريا في رسالتين متطابقيتن بعثتهما الى كل من رئيس مجلس الامن الدولي والامين العام للامم المتحدة بوجود مجموعات مسلحة منذ بداية الأحداث تمارس قتل المواطنين الأبرياء بهدف تأجيج مشاعر المواطنين وتحقيق كسب رخيص على المستويين الإقليمي والدولي مبينة ان الجهات التي كانت تقف وراء تسليح هذه المجموعات أنكرت ذلك طوال الأشهر الأخيرة منذ اندلاع الأحداث في سورية وقد نتج عن استخدام هذه المجموعات للأسلحة سقوط شهداء وإصابات من قوات حفظ النظام والجيش والأجهزة المختصة في سورية وتدمير العشرات من المنشآت العامة والخاصة إضافة إلى تخريب خطوط نقل النفط والغاز والسكك الحديدية.
وقالت الرسالتان انه " في مواجهة ذلك كان لابد للجهات السورية المعنية من اتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية مواطنيها الأبرياء وممتلكاتهم والحفاظ على هيبة الدولة ومؤسساتها " مبينة أنه عندما أثبتت بعثة مراقبي الجامعة العربية وجود هذه المجموعات المسلحة وعدم التزام هذه المجموعات بخطة العمل العربية قامت الجامعة بسحب هؤلاء المراقبين بهدف إخفاء الحقيقة والالتفاف على قرارات الجامعة نفسها.
واضافت أن عملية تسليح المعارضة من قبل هذه الدول قد بدأت منذ وقت طويل والقرارات التي اتخذت في الجامعة العربية والجمعية العامة بضغط من هذه الأطراف نفسها هي ستار دخاني للتعبير عن هذا الدعم غير المشروع والذي يخالف ميثاق الأمم المتحدة والعلاقات بين الدول العربية والقانون الدولي متسائلة منذ متى كان الإرهاب وحمل السلاح جزءاً لا يتجزأ من المعارضة.
ولفتت الى أن قيام بعض دول الجوار بتسهيل حصول المجموعات الإرهابية على الأسلحة واستضافة وتدريب الإرهابيين على أرضها يخالف علاقات حسن الجوار وسيقود لاحقا إلى نتائج كارثية على المنطقة ودفع ثمن غال نتيجة هذه السياسات العمياء كما ان استحداث مجلس اسطنبول لمكتب عسكري لإدارة عملياته العسكرية ضد سورية انطلاقا من بلد جار هو دليل آخر على الطبيعة الإرهابية لهذه المعارضة.
وشددت الرسالتان على أن سورية ماضية قدما في تحقيق الحوار الوطني كطريق وحيد لحل الاشكالات القائمة وكذلك استمرار عملية الإصلاح التي تكللت مؤخرا بتأييد أغلبية السوريين للدستور الجديد الذي يؤكد على التعددية السياسية والانتخابات الحرة وصندوق الانتخاب كطريق لسورية المستقبل.
وفي السياق ذاته قالت صحيفة "لو كنار أونشينيه" الفرنسية ن اجتماعا عُقد الجمعة الماضي في تونس على هامش مؤتمر"أصدقاء سوريا" ضم ممثلين عن الإستخبارات العسكرية الأميركية والبريطانية والفرنسية والتركية والسعودية والقطرية، تم خلاله بحث موضوع "تنظيم انقلاب عسكري في سوريا".
وذكرت الصحيفة نقلا عن ضابط في هيئة الأركان الفرنسية لم تذكره بالإسم، "ان الانقلاب هو الحل الأمثل، لأنه من غير الممكن أن نكرر السابقة الليبية، وأن نقصف جيشا سوريا أصلب وأقوى من جيش العقيد معمر القذافي". مضيفا ان الأمم المتحدة لن تمنحنا الضوء الأخضر هذه المرة،.. ويبقى الفيتو الروسي بالمرصاد لمنع تسليح المعارضة ونقلت الصحيفة عن مصدر في الاستخبارات العسكرية الفرنسية "أن شحنات من الأسلحة قد بُرمجت إضافة إلى إرسال خبراء غربيين إلى المدن السورية، على أن تصل الأسلحة والخبراء من دول عربية لاسيما من دولة قطر".
بلادي اليوم / متابعة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق