الخميس، 5 أبريل 2012

هـم فـي كـل مكـان !!

(عراقيون خلص) هذه هي صفتهم التي يحلو لهم ان ينادوا بها انفسهم، خطابهم تخليص الشعب العراقي من مشكلاته ومآسيه، ليست تلك المشاكل والمآسي التي يعاني منها حقا بل تلك التي يراها (العراقيون الخلص) على وفق مزاجهم وافكارهم الدوغمائية الغائرة في العقد والدسائس والكراهية.
هم صداميون بالفكرة والمعنى والهوى.. وهم ايضا من كانوا ينادون باسقاط نظام صدام بكل السبل ولو بالقوة العسكرية البريطانية والاميركية ولو على حساب ان يتقلص الشعب حتى وان تبقى منه خمسة ملايين شخص فقط ـ بمثل مواصفاتهم ـ وعندما سقط صدام حسب امانيهم التي كانوا يعلنونها لم يرق لهم الامر لانهم (انتبهوا) الى انهم عراقيون خلص ومن غير الممكن ان يكون اسقاط صدام لقاء احتلال بلادهم ـ غريبة ـ فراحوا يعلقون الآمال من اجل ان يخرج المحتل ولو على حساب تقليص الشعب الى خمسة ملايين شخص فقط ـ بمثل مواصفاتهم ايضا ـ غير ان الامر لم يتوقف على اخراج المحتل، هكذا صار الخطاب وهكذا بدأ الفعل، بل من اجل نسف هذا الشعب، من اجل تشريده وتهجيره، تناثر اشلاؤه على الطرقات والارصفة، تحطيم ابنيته وجسوره العمرانية والاجتماعية، دثر حضارته وثقافته وتطلعاته واحلامه تحت طائلة حجج واهية مقرفة ومسمومة، مرة باسم الوطن واخرى باسم الله وثالثة لا عنوان لها ولا اسم.
على مدى سنوات طوال والمواطن العراقي يقتل ويذل وتسرق حقوقه ويدان وتمس عافيته لأنه ضد الديمقراطية.. لأنه مع الديمقراطية، لأنه ملتح.. لأنه يحلق لحيته.. لأنه ضد الاعلام الحر.. لأنه مع الاعلام الحر. لأنه ضد الحكومة.. لأنه مع الحكومة. طوال سنوات والعراقي المسكين يركن تحت مهيمن اسمه (عراقيين خلص) لا يروق لهم شيء وهم ضد كل شيء، ضد الخبازين وضد عمال البناء والحلاقين والاطباء والشباب اليافعين وطلاب الجامعات واساتذتها، ضد الشيعة والسنة والمسيحيين والصابئة والاكراد والآشوريين، ضد مدينة الصدر والاعظمية والديوانية والانبار وكربلاء والموصل، ضد الابنية والجسور والاسواق، ضد النساء والرجال والاطفال بل انهم ضد الفواكه والخضار ايضا، فلا يروق لهم مشهد الخيار قرب الطماطة ولا مشهد التفاح قرب الموز فهذا يثير شهواتهم المريضة وهم لا يريدون ان يرتكبوا (حماقة) تمنعهم من الجنة التي لن يدخلها سواهم أو ممن هم خلص مثلهم !!.
ما من وسيلة ستنهي محنة انبعاث وتكاثر مثل هؤلاء فهم موجودون في كل مكان، في الحكومة، في المعارضة، في البرلمان، في الدوائر والمؤسسات في داخل العراق وخارجه (مثقفون) و(سياسيون) و(اعلاميون) لافرار من نهجهم الخالص وهم يسعون بكل السبل من اجل ان يظل هذا الشعب مثلما يحلو لهم ان يظل قتيلا حزينا قابعا مقموعا في ظلمات الجوع والحرمان والتخلف والاستبداد لقاء ان تبقى لهم المتع والعافية والطمأنينة في الدنيا وموائد الخمر والغلمان والبواكر في الآخرة، متيقنين من ان الله لهم ومعهم في الكرِّ والفرِّ في قطع الاعناق والارزاق والنسل والاشجار والارحام والشوارع.
ماجد موجد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق