إنتهت يوم الأحد الماضي في أستانبول أعمال المؤتمر الثاني لأصدقاء سوريا وبحضور ممثلين عن 80 دولة.ناقش المؤتمرون كيفية دعم المعارضة السورية وتمكينها من إسقاط نظام الأسد في سوريا.وهو موقف دولي وإنساني مسؤول ,إلا ان الأمر المثير للريبة هو مشاركة دول فيه تحكمها أنظمة دكتاتورية معادية للديمقراطية بل إنها تساهم في قمع الثورات العربية والألتفاف عليها وإجهاضها كالسعودية.وهو مايلقي ظلالا من الشك والريبة حول الدوافع الحقيقية لتلك المواقف.
فنظام دكتاتوري عائلي معاد للديمقراطية لا يمكن ان يكون داعما للثورات ومساندا لها بل لابد من وجود دوافع واهداف أخرى من وراء السعي لإسقاط نظام الأسد.ومن اللافت للنظر هو ان هذه الدولة قد إحتلت أرض البحرين لقمع ثورة شعبها ضد نظام حكم دكتاتوري عائلي عجز عن وقف الثورة فاستنجد بجيش خارجي لقمع شعبه وهو أمر يثير الأسى والأسف والشفقة والغضب في آن واحد.
وعند مقارنة الثورتين السورية والبحرانية فسيجد المرء ان ثورة البحرين هي الأولى بالدعم والصمود.فالنظام الحاكم في البحرين عائلي دكتاتوري تتركز فيه جميع السلطات بيد الملك وأما الشعب فهو ليس مصدر السلطات.وهذه العائلة الخليفية هي ليست بحرانية بل جاءت من الزبارة في قطر لتحتل أرض البحرين وتحكمها منذ أكثر من قرنين من الزمن على عكس عائلة الأسد التي تحكم سوريا منذ أربعة عقود..وهي تحكم قبضتها على كافة موارد البلد الأقتصادية وكافة مفاصله السياسية.ولقد حكمت هذه العائلة البحرين بنظام السخرة وبالحديد والنار حتى إمتلأت السجون بالمعتقلين ,وتم إعدام العشرات فيما هرب الاف البحرانيين وعاشوا في ديار الغربة.
وإذا ما اخذنا بنظر الأعتبار صغر حجم هذه الدولة وقلة عدد سكانها الذي لا يتجاوز المليون نسمة يدرك المرء حجم القمع والظلم الذي تعرض له هذا الشعب طيلة قرنين من الزمان.وعند إندلاع الربيع العربي ثارت البحرين مطالبة بالحرية والديمقراطية وإنهاء حكم العائلة الخليفية, وكانت ثورتها ومازالت سلمية متحضرة وطنية وغير طائفية , إلا انها جوبهت بقمع شديد من قبل النظام الذي إستخدم كافة انواع الأسلحة لقمعها ولم يكتف بذلك بل إستعان وفي سابقة خطيرة بجيش خارجي لقمع الشعب.وهو الأمر الذي لم يحصل في سوريا رغم أن الثورة فيها خرجت عن طبيعتها السلمية ورفعت شعارات طائفية واخرى معادية للعديد من دول المنطقة,إلا انها ومع ذلك تحظى بدعم العديد من دول المنطقة والعالم بعكس ثورة البحرين التي وصفها الكاتب العربي الكبير محمد حسنين هيكل بالثورة المنسية.
أخيرا، أما تستحق هذه الثورة السلمية الوطنية ان يعقد مؤتمر لدعمها بإسم مؤتمر أصدقاء البحرين؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق