راضي المترفي
عندما وافت المنية خيرالله طلفاح نصب ورثته سرادق العزاء وحضر المعزون والمنافقون والمتملقون وكل مارس دوره المعتاد في هكذا مناسبات لكن اثنان من هؤلاء شذا عن الجميع اذ قرأ الاول سورة (ألم ترى كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) بدلا من الفاتحة وقدم الثاني مواساته بطريقة مختلفة قائلا للورثة : (ان ابوكم لم يمت لآنه انجبكم وترك لكم ارثا من اموال وقطع اراضي وبيوت تعيشكم ملوكا لا تحتاجون لأحد حتى لو عمرتم الف عام) وهنا انبرى احد الورثة ورد عليه بصوت عالي مستنكرا هذا التصريح: (ماذا ترك لنا غير قطعتي ارض احداهما تسمى الكرخ والاخرى الرصافة) !.
اتذكر هذا وانا ارى ممثل الشعب ورئيس مجلس النواب الاستاذ الفاضل اسامة النجيفي يطلب من الوريث الاخير لقطعتي الكرخ والرصافة معالي الدكتور صابر العيساوي تخصيص قطع سكنية للسادة النواب مقترحا ان تكون مساحة الواحدة (600 ) متر مربع لا غيرها، وانت اضربها بـ(325 ) نائبا، وكل اربع سنوات وشوف الامانة بعد كم سنة تحتاج تتدين من عويريج وخشوم السعد قطع اراضي لو تختلف مع الناصرية على عائدية تل اللحم، المهم الشعب لا اعتراض لديه على هذا المقترح الجميل كما يشكر البرلمان رئيسا واعضاء على تواضعهم وقبولهم بـ(ستميه) فقط ويعتبرها قناعة وتواضع من ممثليه في البرلمان لكنه يتسائل بصدق واخلاص: ماذا تكفي هذه الستمئة متر امام ضخامة الخدم والحشم والحراس والسواق والزوار والمريدين وجماهير معالي النائب؟!، وبغداد كلها اعتبرها احد ابناء طلفاح قطعتين ارض فقط ، ويقترح شعبنا الطيب وكله امل بأن معالي الامين سيأخذ اقتراحه بعين الاعتبار ويدرسه بعناية فائقة حتى اذا رفض معالي رئيس مجلس النواب وبقية الاعضاء تواضعا وقناعة وزهدا قطع اراضي بأكثر من (600 ) متر ولو ببضعة سنتيمترات وهم يعلمون ان سكان (الحواسم) والدوانم وغيرها يحلمون بأن تشملهم عناية معالي الامين ليس بتمليكهم الـ(50 ) او الـ(100 ) متر التي شيدوا عليها ما يطلق عليه جزافا (بيوت) من الصفيح والبلوك وانما بإيصال الماء الصالح للشرب ولو بالتناكر لأحيائهم في هذا الصيف اللاهب، خصوصا بعدما عرف هذا الشعب الطيب ان السيد الامين اقترح تشكيل لجنة مشتركة من مجلس النواب والامانة لدراسة المقترح واختيار الارض،، نعم اقترح الشعب في اصوات تعالت من ركاب الكيا وعمال المساطر والعاطلين عن العمل وكل من شملهم الغبن والحيف الديمقراطي في زمن المحاصصة ان يقوم السيد الامين بمنح (1000) متر لكل نائب لبناء قصور ممثلي الشعب ويحفظ للأمانة هيبتها !.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق