الثلاثاء، 5 فبراير 2013

مقتل السفاح الذي قتل العراقيين


سبق لنا ان تحدثنا عن هذا السفاح السافل الذي سقط يوم أمس في تكساس بالسلاح الذي قتل فيه العراقيين من دون ذنب، وها هو اليوم يسقط إلى أسفل سافلين وهذا هو المصير المتوقع لكل سفاح ولكل مجرم، وهذه هي قصته لعنة الله عليه، سفاح أمريكي قتل العراقيين بالجملة فكرمته أمريكا وإسرائيل، قصة أبشع سفاح عرفه التأريخ، القصة الحقيقية الموثقة بالصوت والصورة للقناص الأمريكي الذي أزهق أرواح (260) عراقياً من النساء والأطفال والشيوخ والشباب، قتلهم بيده وسفك دمائهم من دون رحمة، واقترف لوحده ما لم يقترفه عشرات المجرمين والسفاحين ثم خرج إلى العالم ليعترف بجرائمه ويشرح بالتفصيل الممل كيف قتل الناس في الناصرية وبغداد والفلوجة،
كاظم فنجان الحمامي
ويصدر كتاباً بكل اللغات الحية يدون فيه أقواله وإفاداته التي يعترف فيها اعترافاً مسجلاً بخط يده على جرائمه البشعة التي ارتكبها في العراق، فكرمته أمريكا ومنحته أرفع الأوسمة والميداليات ونال استحسان المنظمات اليهودية المتطرفة.
قبل بضعة أيام كنت على متن سفينة سنغافورية تحمل اسم ( التمسك المحيط الهادئ)، وكنت أتولى إرشادها عبر المسالك الملاحية لمصب شط العرب في حوض الخليج العربي، وكان على ظهرها رجل بدين، يتأبط كتاباً متوسط الحجم، كتب عليه باللغة الانجليزية ( الأمريكية قناص)، وتعني (قناص أمريكي)، من تأليف (كريس كيل كريس كايل)، في البداية ظننت ان الكتاب من الكتب التدريبية، التي تعنى بفنون القنص، وتشرح كيفية التعامل مع البنادق المستعملة، وتتناول فنون التسديد من بعيد، والتقنيات الحديثة المرتبطة بها، حتى جاء اليوم الذي تلقيت فيه رسالة عابرة من زميلي (عادل العاني) وفيها إشارة لمقالة مختصرة مصورة، كتبها الأستاذ مصطفى كامل، قرأت المقالة على عجل، وإذا بها تستعرض فحوى الكتاب الذي شاهدته بيد ذلك البدين، وكانت صدمة كبيرة لي، عندما علمت إن الكتاب كان يتحدث عن اعترافات المجرم (كريس كيل) بخط يده، وعظمة لسانه، ويشرح بالتفصيل الممل كيف قتل ببندقيته (260) مواطناً عراقياً من دون رحمة، ومن دون أن يفرق بين امرأة وعجوز وطفل وشيخ وصبي، فسارعت إلى قراءة كل ما كتبته الصحافة الغربية عن هذا الكتاب (الوثيقة)، وقرأت كل ما كتبوه عن هذا الجندي السفاح المهووس بقتل العراقيين ..
السفاح الأكثر إجراماً لو أجرينا مسحاً شاملاً لجرائم أشهر السفاحين في الولايات الأمريكية، وراجعنا سجلاتهم الإجرامية الملطخة بدماء الضحايا، سواء ما كان مدوناً منها في مخافر الشرطة، أو مثبتا في المحاكم الجنائية، أو منشوراً على الشبكة الدولية، لوجدناها لا ترقى إلى عشر معشار ما اقترفه هذا السافل لوحده، ولا يمكن مقارنتها بما ارتكبه من جرائم تقبح وجه التأريخ، وترسم أكثر من علامة استفهام على جبين تمثال الحرية، الذي صار رمزاً لانتهاك حقوق الناس وضياع العدل والإنصاف، وتحوّلت شعلته المتحجرة إلى جذوة متوهجة بالعنف والحقد والكراهية ضد الشعوب والأمم، خذ على سبيل المثال المجرم الأمريكي (جون وايان غاسي)، الذي اشتهر كأكثر السفاحين دموية، بقتله (29) طفلاً فقط خلال ستة أعوام، أو السفاح الأمريكي (اندرو فيليب كونان)، الذي كان من أشهر السفاحين بقتله (10) نساء فقط، أو السفاح الأمريكي (ثيودور باندي)، الذي اختتم تأريخه الإجرامي بتنفيذه (36) جريمة قتل فقط، أو المجرم الأمريكي (هيرمان ويبستر مادجت)، الملقب بشيطان مدينة شيكاغو، والذي قتل خلال (4) سنوات (49) ضحية فقط، أو القاتل الأمريكي المتسلسل (زودياك )، الذي ظهر في ولاية كاليفورنيا، وكان غارقاً في عالم الإجرام بقتله (6) أشخاص فقط، سنكتشف بعد هذه المراجعة السريعة لسجلات الإجرام، إن المحصلة النهاية للمجازر التي ارتكبت على يد هؤلاء الخمسة، لا تتجاوز (130) ضحية سقطت في أماكن متفرقة، على مدى أكثر من عشر سنوات، بمعنى إن الجندي الأمريكي السفاح (كريس كيل كريس كايل) قتل وحده ضعف ما قتلة هؤلاء كلهم، وانفرد وحده في تسجيل هذا الرقم القياسي في حدود الرقعة الجغرافية للعراق، في الفترة التي أنهى فيها خدمته العسكرية، وكان هو الذي بادر إلى الاعتراف بكل الجرائم التي ارتكبها، وتمادى في شرح الطريقة التي قتل فيها كل ضحية ، بل كان من أكثر المجرمين وقاحة عندما ظهر على شاشات التلفاز وهو يتفاخر بسجله الإجرامي ضمن صفوف المارينز. ومن يبحث في شبكة (اليوتيوب) سيشاهده كيف يتباهى بجرائمه، وكيف يتفاخر بها بكل صلافة، وكيف يتحدث بمنتهى الوضوح والصراحة عن إطفاء غريزته الوحشية باختيار ضحاياه والانقضاض عليهم، وكيف يزهق أرواحهم الواحد بعد الآخر، حتى قتل منهم (260) عراقياً في غضون بضعة أشهر ، من دون أن يرف له جفن، والمثير للغضب إن أمريكا استقبلت هذا المجرم استقبال الفرسان، ووضعت أكاليل الغار على رأسه، ومنحته أرفع الأوسمة العسكرية، وسمحت له بتوثيق جرائمه ، وتدوينها بكتاب شامل، يحكي للأجيال القادمة كيف دربت أمريكا ذئابها المسعورة، وكيف أطلقتها في غابات النظام الدولي الجديد لتقتل الأبرياء بدم بارد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق